دفعة قوية لبكين مرة أخرى نحو الشرق الأوسط

10 مليارات دولار قيمة صفقات مؤتمر الأعمال العربي الصيني

الأربعاء ١٤ يونيو ٢٠٢٣ الساعة ١٠:٤١ صباحاً
10 مليارات دولار قيمة صفقات مؤتمر الأعمال العربي الصيني
المواطن - ترجمة: هالة عبدالرحمن

اختتمت أعمال مؤتمر الأعمال العربي الصيني العاشر، الأكبر من نوعه، والأول الذي تستضيفه المملكة العربية السعودية، ونظمته وزارة الاستثمار السعودية بالشراكة مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، والمجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية، واتحاد الغرف العربية، خلال اليومين الماضيين في العاصمة الرياض، برعاية الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء.

توسع الصين بالشرق الأوسط

وسلطت الصحافة الأجنبية الضوء على مخرجات المؤتمر والأعمال التي تهدف إلى تعزيز العلاقات بين الصين والعالم العربي، وما أسفر عنه من عدة صفقات بين كيانات سعودية وصينية تجدد الزخم لدفع الصين مرة أخرى نحو الشرق الأوسط.

ونجح مؤتمر الأعمال العربي الصيني في المملكة العربية السعودية في إبرام العديد من الصفقات التي تزيد حجمها على 10 مليارات دولار، بحسب صحيفة “المونيتور”.

أفضل شريك اقتصادي للسعودية

وفي سياق متصل، اعتبرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أنه لم تكن الرسالة في منتدى الأعمال العربي الصيني الذي استضافته المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع خفية على العالم، حيث تجمع مئات المسؤولين والمديرين التنفيذيين الصينيين والسعوديين في الرياض، من أجل توصيل رسالة مفاداها أن السعودية والصين على توافق اقتصادي وسياسي تام.

من جهته، صرح محمد أبو نيان، رئيس مجلس إدارة شركة سعودية للطاقة المتجددة، خلال أعمال المؤتمر: “إذا كنت تريد شريكًا تثق به في العالم، فإن أحد أفضل الشركاء في العالم، هو جمهورية الصين الشعبية”. وأضاف: “الصين شريك يمكنك الاعتماد عليه”.

زيارة بلينكن

وجاء هذا الحدث، الذي حضره أكثر من 3000 شخص، بعد أيام من زيارة وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن التي اختتمها يوم الخميس الماضي، وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان: إنه بينما تقدر السعودية علاقتها الوثيقة مع الولايات المتحدة، لكن ليس لدينا خطط لإبعاد أنفسنا عن الصين، أكبر شريك تجاري لنا.

عقد مؤتمر الأعمال العربي الصيني في الرياض يومي الأحد والاثنين. وتضمن المؤتمر العديد من الندوات وورش العمل وجلسات التواصل حول الطاقة والتمويل والتعدين والأدوية وغير ذلك. وكان من بين المتحدثين ممثلون عن كيانات سعودية وصينية مختلفة، بالإضافة إلى حكومتي البحرين ومصر.

صفقات مليارية

نتج عن المؤتمر توقيع أكثر من 30 اتفاقية استثمار بقيمة تزيد على 10 مليارات دولار. وفيما يلي قائمة ببعض الصفقات، حيث وقعت وزارة الاستثمار السعودية وشركة هيومان هورايزونز الصينية لصناعة السيارات الكهربائية صفقة بقيمة 5.6 مليار دولار لتشكيل مشروع مشترك لتطوير وتصنيع وبيع السيارات. تقوم الشركة بتصنيع السيارات في الصين تحت اسم HiPhi.

أعمال المؤتمر

وكان اليوم الأول من المؤتمر شهد عقد جلساتٍ حواريةٍ، وورش عملٍ، ولقاءاتٍ خاصة لمناقشة مجموعة من الموضوعات الرئيسية، بما في ذلك: البيئة، والتنمية الاجتماعية، والحوكمة، ومرونة سلاسل التوريد، وسبل التعاون لتفعيل الفرص في قطاعات الصناعة والتعدين وصناعات المعادن. كذلك، غطت الجلسات الحوارية موضوعات الطاقة المتجددة، والمشاريع العملاقة، والسياحة، والاستثمار بما يتوافق مع مبادرة الحزام والطريق.

ودعم الفرص الاستثمارية، ركزت أعمال اليوم الختامي على العوائد المالية، وبحث سبل تطوير بنية تحتية راسخة طويلة الأجل، وتطوير الحلول التي تحقق المصالح المشتركة لكل من الدول العربية والصين من خلال التعاون الاستراتيجي، كما بحث المشاركون سبل بناء سلاسل توريد أكثر مرونة تربط المنطقتين العربية والصينية، ودعم الاقتصاد الرقمي، وأسواق رأس المال لتسهيل نمو الأعمال داخل الدول العربية والصين. كما تمت مشاركة عرض تقديمي حول المناطق الاقتصادية الخاصة التي تم الإعلان عنها حديثًا داخل المملكة العربية السعودية، والتي تسعى هيئة المدن الاقتصادية والمناطق الخاصة من خلالها لتأسيس مساراتٍ جديدةٍ مبتكرةٍ تستقطب الاستثمار الأجنبي المباشر.

ختام أعمال المؤتمر

ويتزامن الحدث المختص بالتجارة والاستثمار، ونظمته وزارة الاستثمار السعودية بالشراكة مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، والمجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية، واتحاد الغرف العربية، مع تنامٍ مشهودٍ في حركة التجارة بين العالم العربي والصين، والتي بلغت قيمتها الإجمالية 430 مليار دولار أمريكي في العام 2022م، منها أكثر من 106 مليار دولار بين الصين والمملكة العربية السعودية، بمعدل نموٍّ بلغ 30% مقارنةً بالعام 2021م.

يذكر أن الدورة الحادية عشرة لمؤتمر رجال الأعمال العرين ستعقد في الصين عام 2025م، وذلك حسب ما تم الاتفاق عليه في ختام أعمال مؤتمر الأعمال العربي الصيني.