أدوار مهمة تتجاوز صحة العظام

شكلان لـ فيتامين د واحترس من المفاهيم الخاطئة حوله 

الأحد ١ أكتوبر ٢٠٢٣ الساعة ١٠:١٥ مساءً
شكلان لـ فيتامين د واحترس من المفاهيم الخاطئة حوله 
المواطن - فريق التحرير

تحدثت تقارير طبية عن دور مهم لـ فيتامين د في الوقاية من الإصابة بالمتحور الجديد من فيروس كورونا، رغم عدم وجود دليل علمي قاطع على نجاعة استخدامه كعلاج في حالة الإصابة، على الأقل بشكل منفرد من دون علاجات أخرى.

وقال الدكتور بسام زوان عضو الكلية الملكية لجراحي العظام في بريطانيا: “وجدت دراسات عديدة أن غالبية الحالات التي تأثرت بشكل كبير بفيروس كورونا واضطرت للدخول إلى المستشفى أو إلى وحدات العناية المركزة كانت تعاني من عوز فيتامين د، المعروف بعلاقته المباشرة بتعزيز جهاز المناعة”.

لكن فضاء وسائل التواصل الاجتماعي الرحب يمتلئ بالمعلومات عن هذا العنصر المهم، والتي قد يبدو بعضها غير دقيق ولا يستند إلى أساس علمي.

ما الذي نعرفه عن فيتامين د؟

فيتامين د هو عنصر غذائي مهم معروف بقدرته على مساعدة الجسم على امتصاص الكالسيوم والفوسفات، الضروريين لبناء العظام، والاحتفاظ بهما.

ويصنّع جسم الإنسان فيتامين د عن طريق تعرض الجلد بشكل مباشر لأشعة الشمس، وتُظهر الدراسات المخبرية أن فيتامين د يمكن أن يقلل من نمو الخلايا السرطانية، ويساعد في السيطرة على العدوى وتقليل الالتهاب.

ويحتوي العديد من أعضاء وأنسجة الجسم على مستقبلات لفيتامين د، مما يشير إلى أدوار مهمة تتجاوز صحة العظام، وهذا بالضبط ما يدفع العلماء للبحث بنشاط عن وظائف أخرى محتملة له.

تحتوي بعض الأطعمة بشكل طبيعي على فيتامين د، غير أنه بالنسبة لمعظم الأشخاص، فإن أفضل طريقة للحصول على ما يكفي من فيتامين د هي تناول المكملات الغذائية لأنه من الصعب تناول ما يكفي من خلال الطعام.

وقالت أخصائية التغذية ديمة الكيلاني: “يمكن أن نحصل على فيتامين د من خلال تناول أطعمة من قبيل الأسماك الدهنية مثل السالمون والماكريل والسردين، أو الأطعمة المدعمة بالفيتامين مثل حبوب الإفطار والحليب، وكذلك زيت كبد السمك وصفار البيض”، لكنها تؤكد أن الطعام بشكل عام، لا يمكن أن يكون مصدرًا كافيًا لفيتامين د، بحسب بي بي سي.

يعد إنتاج فيتامين د في الجلد المصدر الطبيعي الأساسي، لكن العديد من الأشخاص لديهم مستويات غير كافية لأنهم يعيشون في أماكن تكون فيها أشعة الشمس محدودة في الشتاء، أو لأن تعرضهم لأشعة الشمس محدود بسبب طبيعة عملهم المكتبية أو وجودهم في المنزل لوقت طويل.

كما أن الأشخاص ذوي البشرة الداكنة تكون مستويات فيتامين د في الدم لديهم أقل لأن صباغ (الميلانين) يعمل كالظل، مما يقلل من إنتاج فيتامين د.

يقول الدكتور بسام زوان عضو الكلية الملكية لجراحي العظام في بريطانيا: “بالنسبة لبعض الأشخاص يكون امتصاص فيتامين د غير كافٍ بسبب عدة عوامل منها لون البشرة، إذ يكون أقل لدى ذوي البشرة الداكنة، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل سوء الامتصاص الناجم عن بعض الأمراض المزمنة مثل داء كرون”.

أشكال فيتامين د

هناك شكلان معروفان لفيتامين د، هما د2 ود3، فما الفرق بينهما؟ وأيهما يحتاج إليه جسم الإنسان؟

يقول الدكتور زوان: “إن الفيتامين د2 هو الشكل الخام غير الفعال من فيتامين د الذي نحصل عليه عن طريق الغذاء، والذي يتفعل في الكبد ليصبح د3 وهو الشكل الفعال الذي نستفيد منه، وينبغي على الإنسان الحرص على الحصول على كميات كافية من فيتامين د وفحص نسبه بشكل دوري، إذ ثبت أن وجود معدلات كافية منه يحمي من أمراض كثيرة مثل سرطان البنكرياس وسرطان المستقيم والقولون وسرطان البروستاتا، كما أثبتت تجارب حديثة دوره المهم في تأخير أمراض الخرف والزهايمر”.