ضمن مهرجان الرياض للمسرح

رؤى مختلفة حول الكتابة المسرحية الجديدة بالعالم العربي

الأربعاء ٢٠ ديسمبر ٢٠٢٣ الساعة ٨:٤٦ مساءً
رؤى مختلفة حول الكتابة المسرحية الجديدة بالعالم العربي
المواطن - فريق التحرير

أقام مهرجان الرياض للمسرح، في دورته الأولى؛ الذي تنظمِّه هيئة المسرح والفنون الأدائية، ندوة حوارية عن (المسرح العربي وآفاق الكتابة الجديدة) بإدارة الدكتور سامي الجمعان، ومشاركة الدكتور جبار خماط من العراق، الدكتور كمال خلادي من المغرب، الدكتور أحمد مجاهد من مصر.

وتحدَّث الدكتور أحمد مجاهد عن الكتابة المسرحية الجديدة من حيث النقد والتلقي، مؤكدًا أن المعنى من النص المسرحي يظل محل اختلاف؛ لأن ما يصل إليه المتلقي ليس المعنى بل تصوره الشخصي عنه، إلى جانب حدود الإدراك الذي يمكن للمتلقي أن يتفاعل مع النص عبر استحضاره، مع أهمية الأخذ بالاعتبار أن التلقي ليس بالضرورة أن يكون فرديًّا، بل قد يكون جماعيًّا.

وبين مجاهد العديد من الإشكاليات في الكتابة المسرحية الجديدة؛ كون مسرح ما بعد الدراما هو أنسب وأحدث الصور التي يمكن أن نطلق عليها الكتابة الجديدة في المسرح العربي، إلى جانب الارتكاز على العرض أكثر من النص؛ فضلًا عن تعامل الناس مع مسرح بعد الحداثة وما بعد الدراما بفصلهما عن بعض وهذا غير صحيح.

نماذج للكتابة المسرحية

واستعرض الدكتور كمال خلادي نماذجَ للكتابة المسرحية في عددٍ من دول العالم، مشيرًا إلى مهمة الكتابة التي لا تكمن في حلحلة وفك العقد للنص، بل في حفظ وتخصيب التعدد والانتماءات والبينيات؛ كون الكاتب لا يجب أن يكتب للعرض المسرحي فقط.

ولفت خلادي إلى أن الكتابة المسرحية تسعى لتوظيف أشكال كتابية جديدة بناء على الوعي، متناولًا نقطتين تميزان الكتابة المسرحية الجديدة؛ أولهما اعتبارها بناءً مستمرًا وسلسلة مفتوحة من الاهتمامات، وثانيهما أن تكون صوت الكاتب المختلف.

من جانبه، أشار الدكتور جبار خماط إلى أنواع المقاربات للعرض المسرحي، مشيرًا إلى أن الكتابة المسرحية في الألفية الثالثة تسعى إلى استبعاد المعنى الجاهز للصورة المشهدية، وتعزيز المغايرة في معنى التراكيب البصرية في فضاء وعلاقات جديدة تحقق مقاربات مغايرة ومعالجات للتفاعل مع الجمهور؛ فلا سياق متسلسل للأحداث بل ديمومة بصرية وسمعية وحركية يجمعها وعي المتلقي بتقنية المونتاج الذهني الذي يسمح للجمهور أن يكون شريكًا مستدامًا في الكتابة المسرحية.

يُذكر أن مهرجان الرياض للمسرح؛ الذي انطلق الأربعاء الماضي، برعاية الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة، وبتنظيمٍ من هيئة المسرح والفنون الأدائية، يهدف إلى تنشيط وتفعيل الحراك المسرحي السعودي عبر حزمةٍ من العروض المسرحية السعودية لدعم الإنتاج المحلي للمسرح.

ويستضيف المهرجان؛ الذي يستمر حتى 24 ديسمبر الجاري، في مركز المؤتمرات بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بمدينة الرياض؛ دولة تونس كضيف شرف هذا العام، لتنشر معها عبق الثقافة التونسية العربية وفنّها المسرحي الإبداعي الأصيل.