الذكاء الاصطناعي يهدد البشرية

أزمة تايلور سويفت تثير المخاوف من التزييف العميق في 2024

الإثنين ٥ فبراير ٢٠٢٤ الساعة ١:٣٧ صباحاً
أزمة تايلور سويفت تثير المخاوف من التزييف العميق في 2024
المواطن - ترجمة: هالة عبدالرحمن

حذر أحد خبراء الذكاء الاصطناعي من أن التعرض للتزييف العميق سيترك لدينا إحساسًا مشوهًا بالواقع وستزداد المشكلة سوءًا، بعد أزمة صور مطربة البوب العالمية تايلور سويفت التي أثارت تعليقًا من البيت الأبيض.

التزييف العميق يهدد البشرية

قال خبير الذكاء الاصطناعي والمعلومات المضللة وسيم خالد لصحيفة “يو إس صن”: إن التزييف العميق أحد أدوات الذكاء الاصطناعي يهدد البشرية، وأن الأسوأ لم يأتِ بعد.

وواجهت تايلور سويفت مؤخرًا كابوسًا كبيرًا، عندما انتشرت صور واضحة لها تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي على تويتر، وتمت مشاركة الصور الزائفة لسويفت على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، ما أثار غضب معجبيها.

أزمة تايلور سويفت

وظهر العديد منها على منصة “إكس”، المعروفة سابقًا باسم “تويتر”، والتي أكدت أنها تعمل بشكل نشط على إزالة جميع الصور المحددة وستتخذ الإجراء المناسب بحق الحسابات المسؤولة عن نشرها.

وبقي منشور واحد لمدة 17 ساعة تقريبًا وحصل على أكثر من 45 مليون مشاهدة، وفقًا لـ”ذا فيرج” (The Verge)، وهي علامة على أن مثل هذه الصور قد تنتشر قبل وقت طويل من اتخاذ الإجراء لإيقافها.

خطورة التزييف العميق

في وقت لاحق، حظرت منصة إكس البحث عن سويفت، حيث تلقى المستخدمون عند بحثهم رسالة “حدث خطأ ما. حاول إعادة التحميل”.

وقال خبير الذكاء الاصطناعي وسيم خالد: “لسوء الحظ، إن قدرة الناس على قيادة هذا النوع من السلوك ستصبح أسهل وأرخص وأكثر واقعية”. وتابع: “اليوم، أصبح إنتاج مقاطع الفيديو أصعب بكثير من إنتاج الصور، ولكن أصبحت بالسرعة التي نتحرك بها تمثل خطورة في مجال التزييف العميق”.

تعليق البيت الأبيض

ويتفق خبراء آخرون على أن خطر التزييف العميق آخذ في الارتفاع. وأكد الخبراء أن هذه الأدوات أصبحت أرخص وأكثر سهولة في الوصول إليها من قبل الجمهور.

أثار حادث سويفت قلق البيت الأبيض، الذي شدد على ضرورة اتخاذ الكونجرس إجراء تشريعي بشأن القضية للحد من انتشار الصور المزيفة والمسيئة على الإنترنت.

تأثير التزييف العميق على الانتخابات

وفي وقت سابق من شهر يناير، تحدثت زوتشيل غوميز (Xochitl Gomez)، الممثلة البالغة من العمر 17 عامًا في سلسلة “مارفل” (Marvel)، عن عثورها على دلائل تُظهر التزييف العميق، من خلال صور جنسية فاضحة بوجهها على وسائل التواصل الاجتماعي وعدم النجاح في حذفها، حسبما ذكرت “إن بي سي نيوز” (NBC News).

كما ظهرت تقنية التزييف العميق بشكل ملحوظ في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024. حيث تلقى سكان “نيو هامبشاير” مكالمات آلية قبل الانتخابات التمهيدية الرئاسية للولاية، وكأن الرئيس جو بايدن يحثهم من خلالها على التزام منازلهم و”احفظ صوتك لانتخابات نوفمبر”. حتى إن الصوت عبر المكالمة نطق بإحدى عبارات “بايدن” المميزة: “يا له من كلام فارغ”.

إنشاء فيديوهات مزيفة

وتستخدم تقنية التزييف العميق (Deepfake)، عبر الذكاء الاصطناعي لإنشاء مقاطع فيديو أو صور تبدو وكأنها حقيقية، ولكنها في الواقع مفبركة. يتم استخدام شبكات عصبية اصطناعية متعمقة لتحليل وتعلم سلوك الوجوه والحركات والأصوات، ثم يتم استخدام هذه البيانات لإنشاء تعديلات دقيقة على الفيديو أو الصورة الأصلية لتبدو كأنها شخص آخر.

تقنية التزييف العميق نمت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة وأصبحت أكثر تعقيدًا وواقعية. يمكن استخدامها لأغراض مختلفة، بما في ذلك الترفيه والفن والتلاعب السياسي والاحتيال. يمكن استخدام التزييف العميق لإنشاء مقاطع فيديو مزيفة لشخصيات عامة تظهر في مواقف مضللة أو مخجلة. كما يمكن استخدامها في القطاع السينمائي لتحقيق تأثيرات بصرية مذهلة أو إحياء شخصيات تاريخية.

قضايا أمنية وأخلاقية

ومع ذلك، تثير التزييفات العميقة أيضًا قضايا أمنية وأخلاقية. يمكن استخدامها في الانتحال الاحتيالي أو نشر أخبار كاذبة أو تشويه سمعة الأشخاص. قد تتطلب التحقق الدقيق والتحليل العميق للفيديوهات والصور للكشف عن علامات التزوير العميقة.

يذكر أنه من الأهمية التعرف على التزييف العميق وتطوير تقنيات الكشف عنه وحماية الناس من الاستغلال والتلاعب بهذه التقنية.