تراجع موجات الحر تدريجيًا

موسم الخريف: اعتدال الأجواء واقتران القمر بالثريا في قران 19

السبت ١٣ سبتمبر ٢٠٢٥ الساعة ١١:٢٤ صباحاً
موسم الخريف: اعتدال الأجواء واقتران القمر بالثريا في قران 19
المواطن - واس

مع مطلع شهر سبتمبر من كل عام، يبدأ فصل الخريف، أحد أبرز الفصول الانتقالية بين الصيف الحار والشتاء البارد، الذي يتميز باعتدال درجات الحرارة وتراجع موجات الحر تدريجيًا، مانحًا الإنسان والطبيعة فرصة للتجدد بعد أشهر الصيف الطويلة.

ويبدأ فصل الخريف بحدث فلكي بارز رُصد مساء أمس، يتمثل في اقتران القمر بعنقود الثريا في شهر سبتمبر، وهو ما يُعرف في حسابات البادية بـ “قران 19″، وخلال هذه الظاهرة يمر القمر بجوار عنقود نجوم الثريا في كوكبة الثور، وحجب ضوءه بعض نجومها الصغيرة، في مشهد فلكي عده العرب قديمًا علامة على دخول موسم جديد.

ويُعد قران 19 إحدى العلامات الزمنية التي اعتمد عليها أهل البادية عبر الأجيال لتحديد مواعيد المواسم الزراعية والرعوية، إذ يشير ظهوره إلى بداية اعتدال الأجواء واستعداد الأرض لموسم الأمطار ونمو النباتات العشبية التي تغذي المراعي.

وأوضح عضو نادي الفلك والفضاء عدنان خليفة أن الخريف يعد فصلًا حيويًا للبيئة الطبيعية، حيث تبدأ الأمطار الخفيفة في الهطول على مناطق البادية، ما يؤدي إلى نمو النباتات العشبية وتحسّن جودة المراعي، ويعـد هذا النمو أساسيًا لمربي الإبل والأغنام، إذ يعزز الثروة الحيوانية ويضمن استدامة الموارد الغذائية للحيوانات خلال الأشهر المقبلة.

وأشار خليفة إلى أن موسم الخريف يمثل “فترة راحة” للطبيعة، إذ تساعد اعتدالات الطقس على تجديد التربة وتحفيز نمو الغطاء النباتي، مما يسهم في تحسين نوعية الهواء والحفاظ على التوازن البيئي.

وفي الحاضرة، ينعكس الخريف على جودة الحياة اليومية للسكان، إذ يشجع على النشاطات الترفيهية والسياحية في الهواء الطلق مثل الرحلات والنزهات وممارسة الرياضة، كما يسهم اعتدال الطقس في تقليل استهلاك الطاقة الكهربائية المستخدمة في التبريد، ما يخفف الأعباء المعيشية ويعزز مفهوم الاستدامة.

ولفصل الخريف جانب ثقافي عريق، إذ يستعيد الناس ارتباطهم بالعادات التقليدية المرتبطة بالبر، مثل الجلسات حول النار وتقديم القهوة العربية، التي تُعد جزءًا أصيلًا من الموروث الشعبي، كما يشكّل الموسم فرصة للتجمعات العائلية والرحلات الجماعية، ما يعزز الروابط الاجتماعية ويقوي روح الانتماء.
ويبقى موسم الخريف، بظواهره المناخية والفلكية، علامة فارقة في الوجدان الاجتماعي والبيئي، حيث يجمع بين جمال الطقس ووفرة الخيرات، ومع اقتران القمر بالثريا في قران 19، يجد الناس دليلًا فلكيًا على بداية فصل ينتظرونه كل عام بشغف، لما يحمله من فوائد بيئية واقتصادية واجتماعية وثقافية.

 

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني