برج الطوية بالجبيل.. حكاية حصن صامد منذ 100 عام
صلاة الغائب على سماحة مفتي المملكة بالمسجد الحرام
الشيخ السند: بلادنا أيقونة العالم ومحط أنظاره وقائدة السلام
مسيرة القوات الأمنية والعسكرية تجوب شوارع المدينة المنورة احتفاءً باليوم الوطني
تعطل السلم الكهربائي بترامب وقرينته في الأمم المتحدة
الملك سلمان: وحدتنا الوطنية قامت على الشريعة الإسلامية والعدل
مظاهر البهجة ترتسم على وجوه الأطفال باحتفالات اليوم الوطني في الباحة
الطائف الآن.. أمطار غزيرة على السيل الكبير
مسيرة العرض بالطائف احتفاء باليوم الوطني.. أعلام وفعاليات ومسابقات
ارتفاع مقلق في حالات الكوليرا بدارفور
يقف برج الطوية الأثري شامخًا وسط محافظة الجبيل، تحيط به الأشجار الخضراء من كل جانب، وتغمره أشعة الشمس الذهبية، فتبرز تفاصيل جدرانه السميكة بلونها الطيني المتآلف مع البيئة المحيطة، ومع فتحاته الصغيرة وامتداد ظلاله على الرمال، يبدو البرج كأنه يحرس المكان كما فعل قبل قرن من الزمان.
هذا المعلم التاريخي لا يحكي قصة حجر فحسب، بل يروي فصلًا من مسيرة توحيد المملكة، فبعد معركة السبلة التاريخية عام 1928م (1347هـ)، أمر الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- ببنائه ليكون حصنًا يحمي بئر الطوية، التي كانت شريان الحياة لأهالي الجبيل والقوافل التجارية.
وأكد المتخصص والمهتم بتاريخ الجبيل محمد الخاطر، أن الهدف الإستراتيجي من تشييد البرج تمثل في حماية مصدر المياه الحيوي وتأمين المدن والقرى الساحلية من تهديدات المتمردين آنذاك، ضمن جهود الملك المؤسس لتوطيد الأمن واستكمال مسيرة التوحيد.
وعن تفاصيله المعمارية، يوضح الخاطر أن البرج مخروطي الشكل، ومشيّد من الحجر الجيري والحجر البحري، ومدعّم بأخشاب متينة تقاوم عوامل البيئة الساحلية، ويبلغ ارتفاعه نحو 12 مترًا بقطر 9 أمتار، ويتألف من طابقين: الأول خُصص لتخزين المؤن، والثاني أُعد للمقاتلين، بجدران سميكة تضم فتحات للتزود بالمياه وثقوبًا للرماية، ليكون نموذجًا للعمارة العسكرية الدفاعية في بدايات القرن العشرين.
واليوم، وبعد مرور مئة عام، يظل برج الطوية أكثر من مجرد أثر قديم، فهو عند أهالي الجبيل رمز للفخر والاعتزاز، وإرث يعكس تضحيات الملك المؤسس ورجاله في سبيل وحدة الوطن وضمان أمنه واستقراره، ليبقى شامخًا أمام تغيرات العمران والزمن، مذكرًا الأجيال بأن ما نعيشه اليوم من ازدهار واستقرار بُني على أسس من الصمود والعزم والإخلاص.