حاملًا رسالة إنسانية سامية وشعاعًا من نور لملايين المحتاجين

من قلب السعودية.. نبض العطاء الخيري يمتد ليصل إلى أصقاع الأرض

الجمعة ٥ سبتمبر ٢٠٢٥ الساعة ١٠:٤٤ مساءً
من قلب السعودية.. نبض العطاء الخيري يمتد ليصل إلى أصقاع الأرض
المواطن - واس

من قلب المملكة العربية السعودية يمتدّ نبض العطاء الخيري ليصل إلى شتى أصقاع الأرض، حاملًا رسالة إنسانية سامية وشعاعًا من نور يقوم على دعم المحتاجين وإغاثة الملهوفين في مختلف الدول، عبر مشاريع وبرامج نوعية ومساعدات شاملة تحتوي على الغذاء والدواء والمأوى، وتلبي احتياجات المتضررين من الأزمات والكوارث، بما يجسد قيّم التضامن والتكافل التي تتميز بها المملكة.


وقدمت المملكة منذ عام 1975م حتى الآن معونات تجاوزت (141) مليار دولار أمريكي، أي ما يعادل (530) مليار ريال سعودي، ونَفّذت (8.134) مشروعًا في (174) دولة بقارات آسيا وأفريقيا وأوروبا وأوقيانوسيا والأمريكيتين وأستراليا، مما رسّخ مكانتها بين أكبر الدول المانحة على مستوى العالم.

ويأتي في طليعة الإنجازات الإنسانية التي أقامتها المملكة خلال السنوات القليلة الماضية، تأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الذي بات صرحًا وطنيًا ومؤسسة عالمية رفيعة في التضامن الدولي وتنفيذ العمل الخيري المستدام، وركيزة أساسية في الجهود الإنسانية الدولية.

وبفضل الله تعالى ثم بتوجيهات سديدة واهتمام بالغ من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وبمتابعة دقيقة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- وصل العمل الخيري في المملكة إلى آفاق أعلى، ونفذ مركز الملك سلمان للإغاثة منذ إنشائه قبل عقد من الزمان (3.632) مشروعًا في قطاعات التغذية والصحة والتعليم والحماية والإيواء والدعم اللوجستي والمياه والإصحاح البيئي وغيرها، شملت (108) دول حول العالم منها اليمن، وفلسطين، وسوريا، والسودان، والصومال بقيمة تجاوزت (8) مليارات و(155) مليون دولار أمريكي، استفاد منها الملايين من الفئات المحتاجة والمتضررة واللاجئة في الدول المستهدفة دون تمييز، مما أسهم -بمشيئة الله- في إعادة بناء المجتمعات.

وفي ظل الأزمة الإنسانية التي يمر بها الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة وأزمة المجاعة الكبيرة والوضع المعيشي المتدهور للمدنيين، سيّر المركز جسرًا جويًا وآخر بحريًا مكونًا من (62) طائرة و(8) سفن، حملت (7.552) طنًا من المواد الغذائية والطبية والإيوائية، وتسليم (20) سيارة إسعاف لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، ووقّع المركز اتفاقيات مع منظمات دولية لتنفيذ مشاريع إغاثية داخل القطاع بقيمة (90) مليونًا و(350) ألف دولار، وتنفيذ عمليات إسقاط جوي لتجاوز إغلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي المعابر الحدودية.

ونفذ مركز الملك سلمان للإغاثة في اليمن (1.118) مشروعًا بقيمة تجاوزت (4) مليارات و(650) مليون دولار أمريكي، منها تشغيل وإدارة المستشفى السعودي في محافظة حجة، وتشغيل العيادات الطبية التغذوية الطارئة لنازحي محافظة الحديدة ومديرياتها، ومشروع رعاية وكفالة الأيتام الشاملة في محافظة حضرموت من أجل مساعدة الأيتام والوقوف بجانبهم ودعمهم في مجالات الرعاية المعيشية والتعليمية وتمكين الأسر المعيلة لهم.

وفي السودان نفذ المركز (212) مشروعًا بقيمة تجاوزت (167) مليون دولار, لدعم الأمن الغذائي والإيوائي، وتأمين الأدوية الطبية لمرضى السرطان، وإنشاء محطة تحلية بمستشفى الأطفال في مدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر في جمهورية السودان, وسد النقص الحاد في إمدادات غسيل الكلى أثناء الأزمات الإنسانية في السودان.

وفي إطار مساندته للشعب السوري الشقيق نفذ المركز (419) مشروعًا إغاثيًا وإنسانيًا بقيمة تجاوزت (532) مليون دولار، وسيّر جسورًا جويّة وبريّة تحمل على متنها مساعدات إيوائية وغذائية وطبية للجمهورية العربية السورية.

وفي الصومال، قدم مركز الملك سلمان للإغاثة (141) مشروعًا إغاثيًا وإنسانيًا بقيمة تجاوزت (248) مليون دولار أمريكي، منها مشروع دعم قطاع المياه والإصحاح البيئي في مخيمات النازحين بالصومال، ومشروع إنشاء (200) وحدة سكنية مع المرافق الصحية والتعليمية والبنية التحتية لمتضرري الفيضانات في منطقة كسمايو.

ولإبراز جهود المملكة دوليًا وحفظ حقوقها في العطاء أسوة بالدول المانحة الكبرى أُنشئت المنصات الإغاثية والتطوعية والتوثيق والتسجيل الدولي، مثل منصة المساعدات السعودية، ومنصة المساعدات المقدمة للاجئين في المملكة، ومنصة التطوع الخارجي، ومنصة التبرع الإلكترونية “ساهم” التي استطاعت أن تجمع ما يزيد على مليار و(610) ملايين ريال، بمشاركة أكثر من (8) ملايين و(541) ألف متبرع، مما يعكس ثقة المجتمع ببرامج المركز ويعزّز استمراريتها، ليسهم ذلك في الوصول إلى الفئات الأكثر احتياجًا حول العالم وتحقيق أثر إنساني مشهود.

وحصد مركز الملك سلمان للإغاثة سلسلة من الجوائز والتكريمات الدولية، منها جائزة المؤسسات الصديقة للأسرة والطفولة للعام 2024م المقدمة من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، تقديرًا لجهود المركز في دعم الأطفال والأسر الفلسطينية في ظروف الاحتلال، وجائزة الإنجاز الإنساني العالمي التي قدمها المجلس الوطني للعلاقات الأمريكية العربية، وذلك لإسهاماته البارزة في العمل الإغاثي والإنساني على المستوى الدولي، ومن ضمن المنجزات الإنسانية الكبرى للمملكة العربية السعودية اعتمدت الأمم المتحدة مؤخرًا وبمبادرة من المملكة يوم 24 من نوفمبر يومًا عالميًا للتوائم الملتصقة.

وحصل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية على شهادة الآيزو الدولية (ISO 8000-1:2022) في جودة البيانات في منصة المساعدات السعودية، بصفته أول جهة سعودية تنال هذا الاعتماد الدولي في هذا المجال، وفق ما أكدته منظمة الآيزو.
ويأتي هذا الدور الإنساني البارز لمركز الملك سلمان للإغاثة متزامنًا مع اليوم العالمي للعمل الخيري المصادف 5 سبتمبر من كل عام، ليؤكد أن المملكة لا تكتفي بالاحتفاء بالمناسبة، بل تجسد معانيها واقعًا ملموسًا، متخذة من رؤيتها الطموحة 2030 نبراسًا يقود العمل الإنساني السعودي إلى معارج العلا، وتبقى شريكًا رئيسًا في صياغة مستقبل إنساني أكثر إنصافًا وتكافلًا للبشرية أجمع.
   

 

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني