ضمن جلسات النسخة التاسعة لتحقيق تطلعات الشعوب

مبادرة مستقبل الاستثمار تناقش الإنسانية وتحقيق التنمية المستدامة والاقتصاد الرقمي

الثلاثاء ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٥ الساعة ٩:٣٦ مساءً
مبادرة مستقبل الاستثمار تناقش الإنسانية وتحقيق التنمية المستدامة والاقتصاد الرقمي
المواطن - واس

شهدت جلسات مبادرة مستقبل الاستثمار مناقشة الإنسانية في النظام الصحيح، والنظام الضريبي، وكفاءة الإنفاق، وأهمية جذب الاستثمارات الأجنبية طويلة المدى في تحقيق التنمية المستدامة، وسمات القادة والقدرة على الإنجاز وتحقيق النتائج الملموسة، التي تلبي تطلعات الشعوب.
جاء ذلك في جلسة حوارية بعنوان “هل تسير الإنسانية في الاتجاه الصحيح”، ضمن جلسات النسخة التاسعة من مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار، وشارك فيها كل من دولة رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية شهباز شريف، ورئيس جمهورية رواندا بول كاغامي، ورئيس جمهورية غويانا التعاونية محمد عرفان علي، ورئيس وزراء جمهورية ألبانيا إدي راما، ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” جياني إنفانتينو.
وهنأ دولة رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية، صاحبَ السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظه الله -، على تنظيم النسخة التاسعة من مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار، مشيدًا بما يمثله المؤتمر من رؤية قيادية عالمية تجسّد التحول الذي تقوده المملكة على المستويين الاقتصادي والتنموي.


وأوضح أن باكستان ماضية في تنفيذ إصلاحات اقتصادية جذرية تشمل مصدر الدخل، ورقمنة النظام الضريبي ومكافحة الفساد وتعزيز كفاءة الإنفاق، مؤكدًا أن هذه الخطوات تأتي في إطار بناء اقتصاد منتج قادر على جذب الاستثمارات طويلة المدى وتحقيق التنمية المستدامة.
وبيّن أن الشباب يمثلون نحو (60%) من سكان باكستان؛ مما يجعلهم ركيزة أساسية في خطط التدريب والتأهيل والتوظيف لتعزيز الإنتاجية والنمو الاقتصادي، لافتًا النظر إلى أهمية التعاون الدولي لدعم الدول النامية في مجالات التقنية والاستثمار الأخضر، مستعرضًا التحديات التي تواجه بلاده نتيجة التغير المناخي، وبيّن أن باكستان من أكثر عشر دول تأثرًا بالكوارث الطبيعية رغم انخفاض انبعاثاتها الكربونية إلى أقل من (0.1%)، إذ تعرضت لفيضانات مدمّرة عام 2022 تسببت بخسائر تجاوزت (130) مليار دولار، داعيًا إلى تعزيز التعاون الدولي لمواجهة الآثار المناخية ودعم الدول المتضررة من الكوارث الطبيعية عبر شراكات عادلة في التمويل والتقنية.
وأكد رئيس الوزراء الباكستاني أن الذكاء الاصطناعي يمثل محورًا رئيسًا في مسيرة التحول التقني بباكستان، موضحًا أن بلاده تستثمر في بناء القدرات البشرية وتأسيس مراكز البيانات اللازمة لتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الزراعة والصناعة، بما يسهم في رفع الإنتاجية وتحقيق التكامل الاقتصادي بين دول الشمال والجنوب.
من جانبه، أكد رئيس جمهورية رواندا بول كاغامي، أن أهم سمات القيادة التي يحتاجها العالم اليوم القدرة على الإنجاز وتحقيق النتائج الملموسة التي تلبي تطلعات الشعوب، مشددًا أن الثقة بين القادة والمواطنين لا تمنح, بل تبنى من خلال الأداء الفعلي والالتزام بما يقال وينفذ على أرض الواقع.
وأوضح أن القيادة الحقيقية تقاس بمدى تحقيق الوعود وترجمة الخطط إلى إنجازات يشعر بها الناس في حياتهم اليومية، مبينًا أن عملية بناء الثقة تعتمد على التوازن بين ما يقدمه القادة وما يعيشه المواطنون من تجارب، بحيث يكون الإنجاز ملموسًا وقابلًا للقياس.


وأشار إلى أن التجربة الرواندية تمثل نموذجًا عمليًّا في هذا المجال، إذ استطاعت الدولة رغم صغر حجمها الجغرافي أن تبني روحًا وطنية عالية وعقلًا منفتحًا يوازي طموحات الدول الكبرى، مؤكدًا أن التغيير الحقيقي لا يرتبط بحجم الدول أو مواردها، بل بقدرة الشعوب على تحمل مسؤوليتها واتخاذ القرار للنهوض من جديد.
وأكد رئيس جمهورية غويانا التعاونية محمد عرفان علي، أن الاستثمار في القدرات البشرية، وتطوير البنية التحتية، وتعزيز الاقتصادات المستدامة، يمثل ركائز أساسية لضمان استمرار التنمية والتنافس العالمي، منوهًا بأن العالم يواجه تحديات متعددة تتعلق بالمناخ والطاقة والغذاء والهجرة، مشيرًا إلى أن بلاده تمثل نموذجًا فريدًا في الحفاظ على التنوع البيئي، إذ تحتفظ بأعلى نسب الغطاء الغابوي وأدنى مستويات التصحر في العالم.
وأشار رئيس غويانا إلى أن بلاده، رغم صِغَر حجمها، تشهد أحد أسرع الاقتصادات نموًا في العالم بفضل اكتشافات النفط الحديثة؛ مما مكّنها من إطلاق برامج استثمارية واسعة في التعليم، والتقنية، والذكاء الاصطناعي، والرقمنة؛ بهدف بناء اقتصاد تنافسي قائم على الابتكار، مؤكدًا أن دول العالم الصغيرة والمتوسطة قادرة على إحداث تأثير عالمي من خلال المرونة، والابتكار، والاستثمار في الإنسان، داعيًا إلى إعادة توجيه أولويات التنمية لتكون أكثر شمولية وعدلًا بين الدول.
وأوضح رئيس وزراء جمهورية ألبانيا إدي راما، أن الثقافة والإبداع والفنون تمثل عناصر أساسية في إلهام الشعوب ودفع مسيرة التنمية، مشيرًا إلى أن التحول الذي تشهده المملكة يجسد ارتباط الجمال بالازدهار، ويعد نموذجًا ملهمًا للعالم، مؤكدًا أن المملكة أصبحت مثالًا حيًّا على إمكانية تحويل الصحراء إلى بيئة نابضة بالحياة تماثل في جمالها المدن التاريخية الكبرى، وأن التطور العمراني والاهتمام بالمشهد الحضري يعكسان وعيًا متقدمًا بأهمية الجمال في تحسين جودة الحياة.
وأكد أن العالم يشهد اليوم حاجة متزايدة إلى الإلهام والتغيير الإيجابي، والتجربة السعودية تبرهن أن النهضة ليست حكرًا على منطقة بعينها، بل يمكن أن تنطلق من أي مكان يمتلك الإرادة والرؤية لتحقيقها.


بدوره أكد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” جياني إنفانتينو، أن كرة القدم تحمل قوة سحرية قادرة على إدخال السعادة والفرح إلى حياة الناس، مبديًا سعادته بنجاح كأس العالم في قطر، مبينًا أن كرة القدم تعزز التعليم والسلام، وتجمع بين القيم الأساسية مثل التفاهم والتعاون.
وأشار إلى أن كرة القدم ليست مجرد رياضة، بل هي رمز عالمي للتواصل بين المجتمعات، فهي تجمع الأشخاص من مختلف الثقافات؛ مما يسهم في تعزيز روح الوحدة والتفاهم بين الأمم، مؤكدًا أهمية التعليم من خلال الرياضة، ودور الأندية والمدارس في تعليم القيم الإيجابية للأطفال، مثل التعاون والاحترام، معربًا عن رغبته في تعزيز المساواة والعدالة في المجتمع من خلال كرة القدم، منوهًا بضرورة استخدام هذه الرياضة منصةً لتوفير فرص متساوية للجميع.

    

 

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني