في القصيم.. تكاثر الدُّخلاء جعل من الإعلام مهنة من لا مهنة له!

السبت ٢٩ أبريل ٢٠١٧ الساعة ٦:٤٦ مساءً
في القصيم.. تكاثر الدُّخلاء جعل من الإعلام مهنة من لا مهنة له!

هناك مهن محمية قانونًا، ويُعاقب كل من ينتحلها. كالمحاماة، يُعاقب قانونًا كل من ينتحل صفة محامٍ، وكذلك الطب؛ فمُنتحل صفة طبيب يُقدَّم للقضاء، إلا مهنة الإعلام، فهي مهنة مفتوحة، ويُمكن حتى لمن لم يُكمل المرحلة المتوسطة والثانوية أن يُقدِّم نفسه كصحافي أو إعلامي، ويقوم بطبع “بطاقات” يُقدِّمها لمن يُقابله، ويُعرِّف نفسه بأنه الإعلامي أو الصحافي فلان.

إعلاميات على سناب شات ولكن!

وتفشَّت هذه الظاهرة بالوقت الراهن بمنطقة القصيم، حيث انتقدت لطيفة العُمري، عبر تغريدة لها بمواقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، قائلة: إن هناك مجموعة من النساء أصبحن يستخدمن برنامج التواصل الاجتماعي “السناب شات” ويجتمعن ويكتبن إعلاميات، فعندما تابعنا حساباتهن وجدنا تغطية اجتماعات صداقات ورقص وحلا وقهوة. مُتسائلة عن الجانب الثقافي.

ومن جانبه، أكد المصوِّر ثامر الناصر أنه للأسف أصبح من يفتح حسابًا عبر موقع التواصل الاجتماعي “سناب شات” ويصوِّر صورًا لافتتاح محل، يقوم بعدها بوضع إعلامي أو إعلامية قبل اسمه!.، لافتاً إلى أن الإعلام أسمى وأكبر من هذا الأمر.

مُسمَّى “إعلامي” يحمله أي شخص!

وعلَّقت رُبى الطليحي: عبر تغريدة لها بمواقع التواصل الاجتماعي “تويتر” : أنه أصبح مُسمَّى إعلامي وإعلامية يحمله أي شخص غير هادف، سواء صغير أو كبير، بعد أن اشتهر عن طريق أي مقطع كوميدي.

ومن جهته، قال عبدالله اللميلم في تصريحات للـ“المواطن”: أصبحنا نُشاهد بمنطقة القصيم بعض الدخلاء على الإعلام، يتهافتون على نشر أخبار العلاقات، ونشر تقارير عبر النسخ واللصق ببعض الصحف المناطقية والمُنتديات الغير مُتابعة من المجتمع، لأنهم لا يُجيدون مهنة صناعة المواد الصحافية والتحريرية، وهم بذلك يعتقدون أن نقلهم من صحيفة لمُنتدى، من خلال كتابة أسمائهم في مقدمة كل خبر، سيضعهم من ضمن القامات الإعلامية المعروفة، فلم نشاهد بالسابق أساتذة الإعلام يقومون بما يقوم به هؤلاء في الوقت الحالي.

مطالب بتدخُّل الجهات الحكومية 

وفي سياق مُتصل، أوضح الإعلامي بصحيفة الرياض، نايف البدراني، في تصريحات للـ“المواطن”: أنه يجب على الجهات الحكومية والأهلية والخيرية أن تُراعي احترام المهنة ومصلحة المنطقة، وتختار بدعواتها من ينتمون للصحف العريقة على مستوى المملكة، وليس لدُخلاء الإعلام عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وكشف الإعلامي بصحيفة مكة، إبراهيم الشمسان، في تصريحات خاصة، أنه أصبح يُشاهد عددًا من هؤلاء الدخلاء بالمنطقة، اقتحموا هذه المهنة من أجل حُصولهم على ميزات أعلى لدى مُدراءهم ومسؤوليهم بوظائفهم الحكومية، حتى أصبح شُغله الشاغل مُطاردة مُديره لتصويره ونشر أخبار الثناء والإشادة. مُشيرًا إلى أن بعض الجهات الحكومية والأهلية أصبحت تُوظِّف هؤلاء لديها لهدف تلميعها بالعديد من الصحف والمُنتديات، مُنوِّهًا أن الإعلامي الناجح هو من يهتم بنبض الشارع وحل مُعاناة المُواطنين، من خلال إيصال صوتهم للمسؤولين.

ترك الحبل على الغارب هو السبب

وتحدث الإعلامي بصحيفة الوطن، عايض المطيري، إلى “المواطن” قائلًا: للأسف أصبحت الساحة مسرح للكل، والباب مفتوح على مصراعيه، ومُسمَّى إعلامي أصبح الكل يُطلقه على نفسه دون أي صفة رسمية أو اعتبارية، لعدم وجود الجهة الرقابية، التي تُحاسب من ينسب نفسه لجهة وهو لا ينتمي لها، أو يستغل هذا المُسمَّى أمام الجهات الرسمية والغير رسمية، ويقتحم المُناسبات العامة والخاصة، مُتخذًا من هذا المُسمَّى وهذه الصفة ذريعة للدخول والخروج بكل حرية، وتصوير المسموح والغير مسموح. مُضيفًا أن دخلاء الإعلام أصبحوا يُخاطبون مُدراء الجهات الحكومية، ويقومون بتصوير الأماكن الرسمية، وخُصوصيات المُجتمع تحت مُسمَّى إعلامي، دون الانتماء الحقيقي لهذه المهنة، ودون التقيُّد بحدود المهنية، بسبب ترك الحبل على الغارب لهؤلاء، لافتًا إلى أن الأمر وصل إلى مُخاطبة حساب إمارة المنطقة بـ”تويتر” من خلال إرسال “منشن” تحت مُسمَّى إعلامي.

وأشار المطيري إلى أنه في الآونة الأخيرة تحوَّلت ظاهرة من يدَّعون أنهم مشاهير ومشهورات في برامج السوشيال ميديا، طفوا على السطح، وشكَّلوا تجمُّعات، وتعدُّوا إلى اقتحام المُناسبات العامة والأسواق والمهرجانات، وسبَّبوا فوضى، حتى وصلت الأمور إلى الدعوة لحفلات تُقام في شاليهات تحت مُسمَّى مُلتقى إعلامي، أو إعلاميات المنطقة، وتُرعى هذه الملتقيات من جهات ومحلات تهدف إلى الربح المادي على حساب المبادئ والأخلاق.

واختتم حديثه مُطالبًا الجهات الرسمية بعمل آلية لضبط هؤلاء في حدود النظام، وتحت إشراف إمارة المنطقة والجهات المعنية، كي لا تُستغل هذه المناسبات في أمور تُخلُّ بالنظام وأمن الوطن.