السعودية تتصدى لأخطبوط الملالي المتشعب في الشرق الأوسط

الجمعة ١٠ نوفمبر ٢٠١٧ الساعة ٢:٥٢ صباحاً
السعودية تتصدى لأخطبوط الملالي المتشعب في الشرق الأوسط

صار وقف ممارسات نظام الملالي في الشرق الأوسط، ضرورة حتمية، لعودة السلام والأمن، بعدما تشعب الأخطبوط الفارسي، ونشر الخراب والفساد والفتن، والدمار والقتل والتهجير والتشريد، وهي المهمّة التي أخذت المملكة العربية السعودية النصيب الأكبر منها، إذ إنّها تسعى لحماية الأمن والسلم الدوليين، بداية من اليمن، التي اختطفها الانقلابيون، ووضعوها في خدمة نظام الفقيه المجوسي.

المواطن“، تقرأ الأحداث المتعاقبة خلال الفترة الماضية، في تحليل شامل للموقف الإيراني، منذ توقيع طهران على الاتفاق النووي، وانتهاكاتها للقانون الدولي، والعلاقات الدبلوماسية.

مجلس الأمن مسؤول عن مواصلة إيران إرهابها الدولي:

دعت السعودية، في رسالة إلى مجلس الأمن، إلى اتخاذ إجراءات مناسبة لوقف النظام الإيراني المسؤول عن العديد من الأعمال التخريبية التي تؤثر على الأمن في المنطقة، عبر دعم طهران للأعمال التخريبية وللإرهاب الذي يهدد أمن المملكة والمنطقة والعالم، مبيّنة أنَّ “لجوء الحوثي وحلفائه إلى العنف منذ بداية الأزمة اليمنية، ورفضهم العودة إلى الشرعية والالتزام بقرارات مجلس الأمن، أدى إلى كوارث إنسانية وعقّد الحلول السياسية للصراع في اليمن”.

إيران تحرّك أذنابها في اليمن لاستهداف السعودية:

وشدّدت الرياض، على أنَّ تهريب إيران المستمر للأسلحة إلى الحوثي، والتدخل المباشر من حزب الله لتحويل وتشغيل الأسلحة، هي علامات واضحة لعدم اكتراث إيران بالتزاماتها الدولية، ودليل على سلوكها العدائي، ودعمها للتخريب والإرهاب الذي يهدد أمن المملكة والمنطقة والعالم.

وكشفت المملكة، الدور الذي يلعبه النظام الإيراني في صناعة الصواريخ التي تم إطلاقها يومي 4 تشرين الثاني/نوفمبر، و22 تموز/يوليو من العام 2017، وذلك بعد فحص الحطام. كما أشارت إلى أنه سبق وتم إحباط تهريب أسلحة إيرانية المنشأ مرات عدة إلى اليمن، وذلك يعتبر تعديا صارخا على قرارات مجلس الأمن 2216 الصادر في عام 2015، و2231 الصادر في 2016.

طهران تدعم الإرهاب:

ويراقب العالم مؤشّرات التغيّر الإيراني، آملا أن تتحوّل من الدولة الثورية المارقة إلى عضو محترم في المجتمع الدولي، إلا أنَّ إيران فضّلت اختيار دعم الإرهاب، واختلاق خلاف وادّعاءات ضد المملكة العربية السعودية، عوضًا عن الخروج من عزلتها السياسية التي فرضتها بنفسها.

من المهم أن نفهم لماذا المملكة العربية السعودية، وحلفاؤها الخليجيون، مصرّون على مقاومة المدّ الإيراني، ويتعاملون بحزم تجاه الأفعال الإيرانية العدوانية. فظاهريًا، قد تبدو إيران متّجهة نحو التغيير، وأسهمت بقوّة في الوصول إلى اتفاق دولي لوقف برنامج تطوير الأسلحة النووية، إلا أنّها لم توفر المطالب الشعبية، بالمزيد من الانفتاح داخليًا، وعلاقات أفضل مع دول الجوار، والعالم.

وظلّت تصرّفات الحكومة الإيرانية ثابتة، منذ ثورتها عام 1979، في اتّجاه تصدير ثورتها، ما جعلها تدعم الجماعات المتطرّفة، الأمر الذي ولّد الإرهاب والعنف، ولعل خير أمثلة على ذلك، حزب الله اللبناني، وجماعة الحوثي في اليمن، والميليشيات الطائفية في العراق، فضلاً عن وكلائها المنتشرين في العالم، والذين نفّذوا العديد من الهجمات الإرهابية، التي أشارت بأصابع الاتّهام إلى طهران، ومنها تفجير القاعدة الأميركية في بيروت عام 1983، وأبراج الخبر في السعودية عام 1996، والاغتيالات في مطعم مايكونوس في برلين عام 1992، فضلاً عن ما تشير إليه التقارير الإيرانية، من تورّط مقاتليهم في مقتل 1100 جندي أميركي في العراق عام 2003، وصولاً إلى أحدث جرائمها في أوروبا، المتمثلة في اغتيال المعارض لنظامها الناشط السياسي أحمد مولى.

الاعتداءات الدبلوماسية أداة في سياسة طهران الخارجية:

إيران تتخذ من الاعتداءات الدبلوماسية أداة في سياستها الخارجية، ومن ذلك كان الاعتداء على السفارة الأميركية لدى طهران، في العام 1979 (العام الأول على الثورة التي قام بها الخميني)، والذي كان مجرّد بداية، تلاه الاعتداء على السفارة البريطانية، والدنماركية، والكويتية، والفرنسية، والروسية، وأخيرًا سفارة المملكة العربية السعودية، منها ما تمَّ الاعتداء عليها في إيران، ومنها ما تم الاعتداء عليها عبر وكلاء طهران في دول أخرى، وهذا بالطبع فضلاً عن الاغتيالات الممنهجة لمعارضيها، ودبلوماسيين آخرين، خارج البلاد وداخلها.

ذراع المجوس في بيروت:

حزب الله، الذراع الإيرانية في لبنان، يحاول السيطرة على حكومة بيروت، ومتورّط في الحرب ضد المعارضة السورية، وهو ما يساعد تنظيم داعش على التمدّد في المنطقة، ما يجعل من الواضح لماذا إيران تريد بقاء بشار الأسد في السلطة، إذ وثقت وزارة الخارجية الأميركية، في تقرير أصدرته عام 2014، أنَّ إيران تعتبر سوريا جسرًا أساسيًا في طريق تسليح حزب الله.

ولطالما تضمّنت تقارير الأمم المتّحدة، تأكيد أنَّ إيران تقدّم الأسلحة والدعم المالي، لمساعدة نظام الأسد في حملته الوحشية، التي تسببت بمقتل ما لا يقل عن 191 ألف سوري، إذ بيّن التقرير الأممي عام 2012، أنَّ هناك تجددًا ملحوظًا في رعاية إيران للإرهاب، بوتيرة متسارعة، لم تشهدها المنطقة منذ عام 1990، لا سيّما مع تصاعد نشاط حزب الله اللبناني.

لفتات طهران التصالحية مؤشرات ضعف تجاه خصومها:

فيما تدّعي إيران، أنَّ الأولوية في سياستها الخارجية الصداقة، تظهر أفعالها الحقيقة المعاكسة لذلك. فإيران هي المحارب الأبرز في المنطقة، في سبيل بسط هيمنتها الإقليمية، وما اللفتات التصالحية سوى مؤشرات ضعف تجاه خصومها، والتي تحاول الهروب من إظهارها عبر اختبار صواريخ بالستية مطوّرة، في انتهاك صريح لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتّحدة.

بالتالي فإنَّ من الطبيعي ألا تسمح المملكة العربية السعودية، لإيران أن تزعزع الأمن الداخلي في المملكة، ولا في دول حلفائها. وستدفع بقوة ضد كل ما تفعله طهران في هذا الاتّجاه.

السعودية ضحيّة الإرهاب:

أرض الحرمين الشريفين، التي اتّهمتها طهران بأنها تغسل الأدمغة بغية نشر التطرف، ليست هي الدولة المصنّفة راعية للإرهاب، بل إيران. ولسنا الأمّة التي فرضت عليها عقوبات دولية، بل إيران. وليس مسؤولونا مسجّلين على قوائم الإرهاب الدولي، بل إيران. وليس من بين أبناء شعبنا متورّط في محاولة اغتيال سفير لدى واشنطن، وحكم عليه من محكمة نيويورك الفيدرالية بالحبس 25 عامًا، بل إيران.

والمملكة العربية السعودية كانت ضحيّة الإرهاب، وغالبًا ما كان بأيد إيرانية، أو من طرف أذرعها، وهي خط الدفاع الأول لمحاربة الإرهاب، وتعمل على مواجهته بالعمل الوثيق مع حلفائها. كما نفذت المملكة عمليات اعتقال للمتورطين في عمليات إرهابية كان عددهم بالآلاف، ونفذت القصاص في المئات منهم، ومستمرة في محاربتها للإرهاب، قائدة لجهود متعددة الجنسيات لملاحقة كل من يتورط في أنشطة إرهابية، ومن يمولها، وكل من يتبنى الفكر الذي يحرض على الإرهاب.

تساؤل مشروع:

السؤال الحقيقي، الذي يطرح نفسه بقوّة في المرحلة الراهنة، هو ما إذا كانت إيران تريد العمل وفقًا لقوانين الأنظمة الدولية، أو تريد أن تبقى دولة ثورية، تسعى للتوسع والاستخفاف بالقانون الدولي؟