سيناريوهات العلاقات بين موسكو وواشنطن

بوتين وبايدن ملامح غير واضحة وملفات عالقة بين القوتين

الأربعاء ٢٣ ديسمبر ٢٠٢٠ الساعة ٨:١٩ مساءً
بوتين وبايدن ملامح غير واضحة وملفات عالقة بين القوتين
المواطن – سليم زايد – الرياض

قبل شهر من تنصيب الديمقراطي جو بايدن رئيسًا للولايات المتحدة، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: إنه لا يتوقع تغيرًا كبيرًا في العلاقات مع واشنطن، فيما أعرب مساعدوه عن مواقف أقل تفاؤلًا.

ويتوقع أن يتبنى بايدن موقفًا أكثر تشددًا إزاء روسيا من دونالد ترامب الذي اتهم بالاستفادة من تدخل روسيا لتحسين حظوظه للفوز بالبيت الأبيض في 2016.

وكان بوتين من آخر القادة الذين هنؤوا بايدن بفوزه في الانتخابات؛ إذ إنه أرسل تهانيه بعد 6 أسابيع من انتخابات نوفمبر وأعرب عن استعداده “للتعاون” مع إدارته.

التقرير التالي يرصد أبرز ملامح العلاقة بين واشنطن وموسكو في ظل إدارة بايدن.

تشاؤم روسي:

والأربعاء، قال الرئيس الروسي خلال اجتماع مع مشرعين ومسؤولين حكوميين: “بشأن تغير القيادة في الولايات المتحدة، وأن الأمر سيكون أكثر صعوبة بالنسبة لنا، لا أعتقد ذلك، سيكون كالمعتاد”.

وجاءت تصريحاته بعد أن قال مسؤولون روس: إنهم لا يتوقعون أن يصدر “ما فيه خير” عن إدارة بايدن.

وقال المتحدث باسم بوتين ديمتري بيسكوف للصحافيين: إن الكرملين لا يتوقع “شيئًا إيجابيًّا” في العلاقات مع واشنطن.

وفي حديث لوكالة أنباء إنترفاكس أعلن نائب وزير الخارجية الروسي المكلف العلاقات مع الولايات المتحدة سيرغي ريابكوف “لا نتوقع ما فيه الخير”.

وأضاف: “سيكون غريبًا توقع ما فيه خير من أشخاص بنى الكثير منهم مسيرتهم المهنية على كراهية روسيا (روسوفوبيا) وكَيْل الاتهامات لبلدي”.

بايدن يتوعد:

وتوعد بايدن الثلاثاء بالرد على الهجوم الإلكتروني الكبير على بلاده، وحمل روسيا مسؤولية ذلك، وهو ما نفته موسكو.

وهدد الرئيس الأمريكي المنتخب قائلًا: “عندما سأتبلغ بمدى الأضرار وهوية المسؤولين، فليتأكدوا من أننا سنرد”.

كما انتقد بايدن دونالد ترامب لتقليله من خطورة الهجوم الذي استهدف مؤسسات فدرالية أمريكية.

والسبت الماضي، اتهم وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، صراحة روسيا بالوقوف وراء الهجوم الإلكتروني الكبير الذي طال وكالات حكومية أمريكية.

وكان بومبيو قد أشار إلى تورط موسكو في هذه الهجمات، مؤكدًا أن الحكومة الروسية قامت بمحاولات متكررة لاختراق شبكات الحكومة الأمريكية.

لكن عقب ذلك بيومين ردت روسيا، ونفت الوقوف وراء سلسلة الهجمات الإلكترونية المتطورة التي استهدفت المؤسسات الأمريكية.

واعتبر الكرملين أن الاتهامات التي تشير إلى روسيا “لا أساس لها”، وتندرج في إطار “الخوف من روسيا”.

معاهدة ستارت جديدة والعقوبات:

وبحسب الخبراء أمام روسيا والولايات المتحدة جملة من القضايا يتعين عليهما تسويتها بعد انتقال السلطة في واشنطن، على رأسها تجديد معاهدة “نيو ستارت” التي تحدد عدد الرؤوس النووية لدى كل جانب، وينتهي العمل بها في فبراير.

ولم يتم الاتفاق على تمديد آخر معاهدة ثنائية كبيرة تنظم قسمًا من الترسانة النووية لدى الخصمين الجيوسياسيين.

واعتبر نائب وزير الخارجية الروسي المكلف العلاقات مع الولايات المتحدة أن على موسكو أن تتبع نهج “الاحتواء الكامل” في العلاقات مع واشنطن في الاتجاهات كافة؛ لأن السياسة الأمريكية حيال روسيا معادية بشكل عميق”، وأن على روسيا أن تجري “حوارًا انتقائيًّا” يشمل “المواضيع التي تهمّنا”.

وقال كل من بيسكوف وريابكوف: إن روسيا لن تبادر إلى الاتصال بطاقم بايدن الانتقالي.

وفي إشارة إلى العقوبات الأمريكية الجديدة التي فرضت هذا الأسبوع على 45 منظمة روسية بسبب صلاتها العسكرية، قال ريابكوف: إن الإدارة المنتهية ولايتها كانت تحاول أن “تصفق الباب محدثة ضجة كبيرة”، وأضاف: “نسير من سيئ إلى أسوأ”.

روسيا تتوعد أيضًا:

ووعد وزير الخارجية، سيرغي لافروف، الأربعاء، بالرد على العقوبات الجديدة، قائلًا: إن الولايات المتحدة “تنتهج منذ فترة طويلة سياسة معادية” لروسيا.

على الرغم من الآمال بشأن تحسن العلاقات بين موسكو وواشنطن في ظل حكم ترامب، استمرت علاقات روسيا مع الولايات المتحدة في التدهور طوال فترة رئاسته، وبلغت أدنى مستوى لها منذ نهاية الحرب الباردة.

وفي الآونة الأخيرة، أعلنت الإدارة الأمريكية أنها ستغلق القنصليتين المتبقيتين في روسيا، لتصبح السفارة في موسكو آخر بعثة دبلوماسية للولايات المتحدة في البلاد.