من خلال النوم.. وصفة بسيطة لقلب صحي
المذنب أطلس يعبر دون أي تهديد للأرض بعد شائعات بوقوع كارثة
الدحة.. موروث تراثي يجسد هوية الشمال في جناح إمارة الحدود الشمالية بمعرض وزارة الداخلية
الطلح والقيصوم والعوسج والسوسن البري أكثر النباتات المحلية انتشارًا في حائل
أداة مدعومة بالذكاء الاصطناعي للكشف المبكر عن سرطان الكلى
خلال أسبوع.. ضبط 17880 مخالفًا بينهم 15 متورطًا في جرائم مخلة بالشرف
الصين تصدر إنذارًا باللون الأزرق لمواجهة العواصف
محامية تحذر: البيتكوين من أكثر الأساليب شيوعا في غسيل الأموال
أتربة مُثارة ورياح نشطة على محافظة الجموم
وظائف شاغرة في التركي القابضة
بعد أن استخار الله عز وجل، عقد العزم على البدء ببناء منزل العمر والذي لطالما حلم به كثيرًا، وتمنى أن يراه واقعًا أمام عينيه، بدأ بترتيب أموره المادية وتنظيم حساباته، حسب احتياجاته، ليبني عليها جميع قراراته حتى ينجز ذلك الهدف.
شرع بالبحث عن تلك المساحة التي ستحتضن حلمه، وبعد بحث وتحرٍّ استقر على قطعة أرض، ثم أخذ خطوة متقدمة نحو الأمام، بأن اتفق مع مهندس يشكل له منزله، وترك له حرية الإبداع في العمل؛ تيمنًا بمقولة أعطِ الخبز لخبازه ولو أكل نصفه! ليقوم بعملية التنفيذ بعدها.
وبعد جهد مادي وبدني ونفسي اكتمل (حلمه المنشود)، وحينها الفرحة في داخله، لو وزعت على أهل الأرض أجمع لكفتهم!
وحتى يشارك من يحب فرحته هاتف صديقًا له وطلب منه تشريفه في بيته ولكي تطمئن نفسه أكثر بصواب قراراته وعمله!
ومنذُ أن وصل صديقه، ودلف إلى داخل المكان وهو ينتقد ويستهزئ! كيف تختار موقعًا مثل هذا؟! ثم أين عقلك ورشدك عندما تركت للمهندس حرية تشكيل بيتك؟! وهل أنت مقتنع بتركيبات الألوان عندك؟!
انتظره صاحبنا ليبدي إعجابه بأي أمر حتى ولو كان بسيطًا لا يكاد يُذكر! ولكن ذلك لم يحصل فالتفت له وبنبرة غضب وحزن شديدين: وش رأيك أهدم البيت بمن عليه وتعيد بناءه أنت حسب ذوقك، وفنك، وعلمك الذي أحاط بكل شيء بعالم البناء والهندسة؟!
وبعد أن خرج صاحبه، لم يكن بتلك القوة التي حاول إظهارها أمامه؛ بل إنه مُنهار من شدة ما سمعه! وحاول التخلص من ذلك بأن قام بالاتصال بصديق عُرف عنه الرزانة والراجحة في العقل.
ومن لحظة وصوله وهو يذكر الله ويبارك له ويتمنى له الخير.
انتظر صاحبنا منه إبداء الملاحظات. ولكن حكمته منعته من التفوه والنطق. حتى حثه على إبداء رأيه، وفعلًا بدأ مهنئًا له على كل ما راه وأعجبه، ومن ثم أعقبها بالملاحظات التي يمكن تقويمها دون أن تكلف مالًا أو جهدًا، متغافلًا عن تلك الأمور ذات الكُلفة العالية، والتي لن تؤدي إلا لزيادة الهّم والغم على صديقه وتسرق منه فرحته!
وعندما تنجز أمرًا ما في عموم حياتك وتميل نفسك بأن تسمع رأي غيرك فعليك أن تختار من يتسمون بالرزانة والعلم والمعرفة في مجال ما قمت به تحديدًا! ثم إنه من المهم أن تشترط أن يكون الرأي في حدود ذلك الأمر، ولا يحيد عنه. وأن يطرح مع نقده طرقًا للإصلاح، لا أن يكتفي بطرح الملاحظة فقط! وإذا قُدّر لك بسماع نقد لاذع وهجوم غير منصف، فالواجب إيقاف صاحبه ولا تسمح له بالتمادي أكثر وبدون تعقل! لكيلا تشعر بأنك إنما أضعت مالك ووقتك على أمر لا يستحق.
وختامًا، قبل أن تبدي رأيك حيال عمل ما، عليك أن تضع نفسك في مكان الطرف الآخر، وستجد عندها أنك تحسب لكل كلمة ألف حساب.
* كاتب ومهتم بتنمية وتطوير الشخصية.
@TurkiAldawesh