ضبط 7681 دراجة آلية مخالفة خلال أسبوع
موسم العمرة يشهد تدفقًا متزايدًا للمعتمرين والقاصدين للمدينة المنورة
سلمان للإغاثة يواصل توزيع المساعدات الغذائية في قطاع غزة
ولي العهد يتوج فريق فالكونز بلقب كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025
الحياة الفطرية توثق أكثر من 84 ألف طائر بحري في 2025
5 ملايين مستفيد من خدمات تطبيق الموارد البشرية الموحّد
علماء يكشفون خفايا ثقب أسود انفجاره سيدمر الأرض
حرس الحدود ينقذ مقيمين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر
إسرائيل تقصف 50 هدفًا في صنعاء
الملك سلمان يتلقى رسالة خطية من الرئيس المصري
الشهامة في المملكة ليست مجرد صفة عابرة، بل هي موروث أصيل متجذّر في نفوس أبنائها، يظهر في تفاصيل حياتهم اليومية كما في المواقف الكبيرة، فهي انعكاس لقيم دينية وإنسانية رسّختها التربية والمجتمع، وأصبحت عنوانًا للمروءة والكرامة التي تميز السعوديين منذ القدم.
وخير دليل على الشهامة ما حدث مساء يوم الأربعاء الماضي، في واقعة حدثت الساعة الحادية عشرة ليلًا، بالقرب من سما جاليري في الرياض، حيث وجدت فتاة نفسها في موقف محرج بعدما أوشكت سيارتها على التوقف بسبب نفاد الوقود.
ومع شعورها بالارتباك والقلق في ذلك التوقيت المتأخر، لم تتوقع أن يتحول موقفها البسيط إلى قصة إنسانية تترجم معاني الشهامة في أبهى صورها.
وتحكي الفتاة أنها كانت مترددة في قرارها، تتساءل إن كان عليها التوقف أو المحاولة في الوصول إلى محطة وقود قريبة، حتى لفت الموقف أنظار شابين سعوديين ظهرت عليهما علامات الاهتمام. لم يطُل ترددهما، فتقدم أحدهما وسألها بلطف إن كانت بحاجة إلى مساعدة. وما إن أدرك الموقف حتى أبدى استعداده الفوري لتأمين الحل وطمأنتها بأنها ليست وحدها، وأن أبناء هذا الوطن دائمًا إلى جانب بعضهم.
لكن المميز في القصة أن الشاب لم يكتف بالمساعدة، بل عاد مرة أخرى بعد دقائق ليطمئن شخصيًا على سلامتها، ويتأكد أن سيارتها قد وصلت بسلام إلى محطة الوقود، عندها قدّم نفسه على أنه الجندي السعودي سعود السبيعي، ليبعث مزيدًا من الأمان في قلبها، مؤكدًا أن ما قام به نابع من واجبه الإنساني والوطني.
وأضافت الفتاة أنها حاولت أن تعبر عن امتنانها بمنحه شيئًا تقديرًا لموقفه النبيل، لكنه رفض مبتسمًا قائلًا: “هذا واجبنا… ونحن عملنا خالص لله والوطن”.
وعلقت: “كنت أرجو أن يُنشر هذا الموقف، لأن صاحبه رفض تمامًا أن يأخذ أي مقابل، بينما أنا رغبت أن أقدم له شيئًا يعبر عن امتناني، لكنه لم يسمح إلا أن يكون عمله خالصًا لله وللوطن. لذلك كان أقل ما أستطيع فعله هو أن أوثق قصته وأنقلها للناس، ليبقى مثالًا مشرفًا للشهامة السعودية.”
وما قام به الجندي سعود السبيعي لم يكن مجرد موقف عابر، بل رسالة وطنية وإنسانية تؤكد أن الشهامة السعودية لا تُختصر في المواقف العظيمة فقط، بل تتجلى أيضًا في التفاصيل الصغيرة. فالجندي الذي يحمل على عاتقه حماية الوطن والذود عن حدوده، لا يتردد في أن يكون سندًا للناس في مواقف الحياة اليومية، صغيرها وكبيرها.
وفي الختام، يبقى هذا الموقف الإنساني الخالد، رغم بساطته، درسًا يلهمنا ويدلنا على أن جنود المملكة لا يتركون صغيرة ولا كبيرة إلا ويولونها اهتمامهم.