زلزال بقوة 6,3 درجات يضرب شمال أفغانستان
ارتفاع مبكر في إصابات الإنفلونزا الموسمية والصحة توضح الأسباب
تحديث جدول السداد ضروري لتفادي انقطاع الدعم السكني
سلمان للإغاثة يوزّع 1.640 سلة غذائية في النيل الأبيض بالسودان
أحداث سماوية لافتة وتنوع في الظواهر الفلكية خلال نوفمبر
إيجار تحدد مهلة التنفيذ والإخلاء للمستأجرين بعد انتهاء العقود
برشلونة يفوز على إلتشي بثلاثية
خطوات تقديم طلب الإعفاء من غرامات التأخير عبر تطبيق GOSI
فيصل بن فرحان يتلقى اتصالًا هاتفيًا من روبيو
حرس الحدود ينقذ مقيمين تعرضت واسطتهما البحرية للانقلاب في عرض البحر
تقف في قلب مركز القضيمة جنوب محافظة رابغ، أطلال السوق القديم ببيوته ومحاله الطينية شاهدًا على مرحلةٍ تجارية واجتماعية كانت تزخر بالحياة والنشاط التجاري وكأنها صفحاتٌ من الماضي تروي حكاية الإنسان والمكان وقصص التجّار التي نُسجت بين بيوت الطين ومحالها البسيطة.
ويلوح في موقع السوق مشهدٌ يحفظ ملامح زمنٍ كانت فيه القضيمة مركزًا نابضًا بالحياة، تفد إليه الأهالي وترده القوافل التجارية القادمة من مكة المكرمة أو المدينة المنورة أو ينبع.

وشكّل سوق القضيمة القديم قلبًا اقتصاديًا للمنطقة، حيث تتوزع فيه المحال الطينية على صفّين متقابلين، تتخللهما الممرات الضيقة التي كانت تعجّ بالحركة والأحاديث اليومية، وتُباع فيه الحبوب والتمور والملابس والأقمشة، وتُعرض أدوات الصيد والرحلات البحرية التي شكّلت جزءًا من هوية أهالي المنطقة.
وترك الزمان بصمته على جدرانه المتشققة وسقوفه المتهالكة، إلا أن بيوت الطين ومداخلها المقوسة ما زالت شامخة، تقاوم النسيان، وتحكي عن زمنٍ كان فيه الطين واليد الحرفية صنّاع الجمال والبساطة، في بعض الأركان لا تزال آثار الدكاكين الصغيرة واضحة؛ رفوفٌ منسية، وأبواب خشبية صمدت في وجه الريح، تحفظ ذاكرة المكان، أما الأزقة الضيقة شكّلت شرايين حيٍّة خف نبضها، لكنها تنبض بالحنين.
وتقع القضيمة على طريق الساحل بين جدة ورابغ، وتُعد من المراكز القديمة التي شكّلت محطاتٍ رئيسية للتجارة والتموين للقوافل البحرية والبريّة، ويُرجَّح أن السوق كانت نقطة وصلٍ بين البادية والساحل، حيث يتبادل الناس السلع والمنتجات المحلية من البحر والبر.
ومع تطور العمران وتحوّل الأسواق إلى الطراز الحديث، بقيت سوق القضيمة القديمة رمزًا للبساطة الأصيلة ومرآة لمرحلةٍ من تاريخ المنطقة الاجتماعي والاقتصادي، وشاهدًا تاريخيًا ومعلمًا تراثيًا يربط الأجيال بجذورها، فهي ليست مجرد أطلال، بل ذاكرة تُروى للأجيال القادمة.
