سعود الصرامي يوجه نصيحة لجماهير الاتحاد
توقعات بـ أمطار وبرد خلال الـ 24 ساعة المقبلة
متعافٍ من المخدرات بعد 40 عامًا: كنت أنام بالشوارع
5 أندية تراقب سفيان أمرابط
احتراق ملايين الأفدنة في أسوأ حرائق للغابات بكندا
إطلاق الهوية الإعلامية لحجاج الداخل كلنا متحد
بنزيما قائد الاتحاد بديلًا لـ أحمد حجازي
سائق متهور يدهس صاحب سطحة بالرياض
دوري روشن وجهة ساديو ماني بعد مغادرة بايرن ميونخ
بايدن: لم أجرِ أي اتصال بوزير العدل بشأن لائحة اتهام ترامب
صدر أخيرًا نظام “حقوق كبير السن”، والموافقة دامغة هذه المرة، فقد صادق على النظام مجلس الوزراء السعودي برئاسة والدنا وقائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وما لفت انتباهي حقيقة هو ما نصت عليه المادة السادسة من النظام، والتي تقول بمنتهى الوضوح: لا يجوز إدخال كبير السن دور الرعاية أو بقاؤه فيها إلا برضاه أو بموجب حكم قضائي من المحكمة المختصة.
وفي زمن كالذي نعيشه، يأتي هذا النظام نُصرة لمن اشتعلت رؤوسهم شيبًا ووهن العَظم منهم، ممن تعامل معهم أبناؤهم وبناتهم بمنتهى الأنانية والجحود، ضاربين عرض الحائط بقيمة وفضل من كانوا السبب في هذه الدنيا لوجودهم في الحياة.
ومن يقرأ لي منذ سنوات، يعلم يقينا أنّي لا أجيد لغة الوعظ، ولكني معكم- حتمًا- أعي جيدًا أن قيمة الإنسان لا تنازل عنها، فما بالنا بالوالدين! وأدون هذه السطور للاحتفال بنظام كبار السن الجديد خصوصا ونحن في وقت تعاظمت فيه مظاهر اللاتركيز والإغراق في تبدية الذات على كل ما سواها، وكل ما حولنا يعمّق هذه النرجسية المرتبطة بالأنا، من سوشال ميديا ومن حصار عام صار يمجّد “الشخص” ويغذّي داخله ماردًا متوحشًا من الغرور وإيثار الذات، لدرجة تصل إلى التقديس، في صورة مريبة ومقلقة في مستقبل الأيام.
كبير السن مكانه البيت، نعم، هذا هو الصحيح. لنعزز وهنهم، ونرحم ضعف بعضهم، ونؤنس وحدتهم، ونقبّل أيديهم، وهنيئًا لكل من سيحظى بتقبيل أقدام أمه. حتمًا هناك العشرات من الأخيار الذين يعرفون حقوق كبار السن ويجلّونهم ويحتفون بهم قلبًا وقالبًا، لكن سطوري هذه للتذكير أن النظام الاجتماعي السعودي الآن سيقف بالمرصاد لمن لا يحسن لكبار السن ولا يعرف قيمتهم ولا يثمّن وجودهم.
ما ساد من فوضى في الأعوام السابقة من قيام عشرات الأبناء والبنات بترك والديهم وكبارهم في دور الرعاية الدائمة، انتهى! اليوم لن يكون هذا سوى برضا كبار السن، وما أكثر المتعففين والمترفّعين عن مهانة ابن أو بنت، ويا لمواجع هذه المهانة وهي من أبناء أو بنات هذا الشيخ الكريم أو تلك المسُنّة الفاضلة. وعلى كل أناني أن يدرك أبعاد الحقيقة الجديدة التي تقول: “كبار السن مكانهم البيت”.