السفر والسياحة في رمضان.. مكة والمدينة روعة الزمان والمكان وقبلة المحبين

الأربعاء ٨ يونيو ٢٠١٦ الساعة ٣:٢١ مساءً
السفر والسياحة في رمضان.. مكة والمدينة روعة الزمان والمكان وقبلة المحبين

مع بداية شهر رمضان، شهر النفحات والخيرات والبركات، يهوى البعض السفر والانطلاق في رحاب الأرض، للاستمتاع بالأجواء الرمضانية في الكثير من المناطق حول العالم، خاصة أن لكل دولة مظاهر للاحتفال بهذا الشهر تختلف باختلاف العادات والموروثات.
وعلى الرغم من أن الكثيرين يفضلون البقاء في المنزل مع الأهل والأقارب للاستمتاع بالشهر في أجواء عائلية، إلا أن البعض الآخر يفضل السفر لاستكشاف الأجواء الرمضانية التي لا تتكرر إلا مرة في العام.
وتتعدد وجهات السفر خلال شهر رمضان، وغالباً ما يكون السفر إلى الأماكن الدينية الأكثر إقبالاً، حيث ينطلق المسلمون حول العالم للسفر إلى مكة المكرمة لأداء العمرة في رمضان، وزيارة المدينة المنورة والصلاة في المسجد النبوي الشريف.
ونقدم في هذا التقرير أفضل الأماكن التي يقبل إليها المسافرون خلال رمضان:

مكة المكرمة والمدينة المنورة:

لاشك بأن لهاتين المدينتين مكانتهما الخاصة في قلوب جميع المسلمين، وتبقى مكة المكرمة والمدينة المنورة مهوى أفئدة الكثيرين، فما أروع أن يجتمع شهر الصيام مع زيارة إلى الحرم المكي أو المسجد النبوي الشريف! ويحلم كثير من المسلمين بقضاء “عمرة” من العمر في مكة المكرمة، وإكمال الأمنية بزيارة مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام والتمتع بركعتين فيه.
ومما لا شك فيه أن هاتين المدينتين تتصدران لائحة أفضل الوجهات السياحية في شهر رمضان المبارك.
أما في المدينة المنورة، فلا أجمل من ركعتين في “الروضة الشريفة” والسلام على الرسول عليه الصلاة والسلام، ويمكنك أيضاً قضاء وقت رائع في قراءة الكتب الإسلامية المتوافرة في المكتبة الضخمة التابعة للمسجد النبوي الشريف، كما أنّ المدينة المنورة تضم العديد من الأماكن الإسلامية التي تستحق الزيارة، مثل “مسجد قباء” و”مسجد الجمعة” و”مسجد القبلتين”، ولا تنس الذهاب لرؤية “جبل أحد” حيث وقعت الغزوة الشهيرة، وموقع غزوة “الخندق”.
كما أن الشوارع المحيطة بالمسجد النبوي تعج بالمحلات التجارية والمكتبات الإسلامية والمطاعم المختلفة، وهي فرصة لشراء الهدايا التذكارية والمصاحف.

كوالالمبور في ماليزيا:

شهدت هذه المدينة خلال العشر سنوات الماضية ازدهاراً كبيراً وتطورا مبهراً جعلها من أهم الوجهات السياحية للرحلات الإسلامية، وتعتبر ماليزيا بشكل عام وكوالالمبور على وجه الخصوص من الأماكن المحببة والمريحة للسفر والعطلة في شهر رمضان، إذ تحوي الكثير من المطاعم التي تقدم الأكل “الحلال” بالإضافة إلى العديد من الأماكن السياحية الإسلامية.
من أهم ما يمكن زيارته في كوالالمبور: البرجان التوأم “بتروناس” اللذان يحكيان قصة التطور العمراني والاقتصادي المذهل لماليزيا، بالإضافة إلى “متحف الفن الإسلامي” الشهير الذي يعرض العديد من المخطوطات والمصاحف والمقتنيات الإسلامية، و”ساحة الاستقلال” ومركز التجارة العالمي “بوترا”.

مسجد السلطان صلاح الدين

هذا وتحتضن كوالالمبور الكثير من المساجد الجميلة المميزة بعمارتها وأجوائها الروحانية، أهمها مسجد السلطان صلاح الدين عبدالعزيز شاه، ومسجد “جاميك” أو الجمعة، ومسجد “نيجارا” أو المسجد الوطني، وبعض هذه الجوامع تُقيم الصلوات وخُطب الجمعة باللغتين الإنجليزية والعربية.
تمتاز كوالالمبور بشبكة حديثة ومتطورة من المواصلات أهمها القطارات ومترو الأنفاق، وسيارات الأجرة متوافرة وبأسعار زهيدة، المدينة مليئة بمختلف أنواع المطاعم التي تقيم “بوفيه” مفتوحاً للإفطار في رمضان، كما تحضر وجبات منوعة للسحور.

السفر إلى إسطنبول:

تجربة رمضان في إسطنبول لها بريق خاص، إذ يعتبر الأتراك شهر رمضان مناسبة للاحتفال والتجمع والنشاط، تتحول هذه المدينة إلى شعلة وأنوار مضاءة في كل مكان، وتنتشر “الأكشاك” في كل حي لتعرض مختلف الكتب الإسلامية والمقتنيات الصغيرة والهدايا والتذكارات والألعاب للأطفال.
إسطنبول تزخر بالمطاعم “الحلال” التي تقدم مختلف الأصناف التركية اللذيذة مثل “الدونر” أو الشاورما وBalik Ekmek وهو عبارة عن خبز مع السمك.

جامع السلطان أحمد

ومن أهم المساجد التي يمكن زيارتها “الجامع الأزرق” أو جامع السلطان أحمد، الذي يعج بالمصلين أوقات التراويح، وجامع “السليمية”.
وتتحول أسواق اسطنبول في شهر رمضان إلى “خلية” من النشاط والتجارة والتجمع وتبادل الأحاديث، فلا تفوت زيارة “البازار الكبير” الذي يعد الأضخم في اسطنبول، إذ يتألف من 61 شارعاً و 3000 محل، ويعرض مختلف الأصناف التقليدية واليدوية والبهارات والمجوهرات وغيرها.
ولا يمكن للمسافر إلى اسطنبول ألا يزور “متحف الفنون الإسلامية والتركية” الواقع في قصر “إبراهيم باشا” بالقرب من الجامع الأزرق، هذا المتحف الرائع الذي يضم أكثر من 40 ألف قطعة فنية إسلامية تتنوع بين مخطوطات ومصاحف قديمة و قطع سجاد والأعمال الفنية الخشبية والخزفية وغيرها.

الأحياء القديمة في القاهرة

القاهرة أيضاً من أجمل المدن لقضاء شهر رمضان المبارك، خاصة القاهرة القديمة، والتي يتواجد بها حارات وأزقة ضيقة تُنيرها “الفوانيس” الرمضانية معلنة بداية شهر الخير والعبادة، الأجواء المصرية التقليدية تعبق في المكان، ويصبح للازدحام في الأسواق نكهة مميزة، سوق “خان الخليلي” الشعبي أحد هذه الأماكن التي يجب أن تزورها إن كنت تخطط لعيش الأجواء الرمضانية في مصر الجميلة.

مدينة الألف مئذنة

القاهرة الملقبة بمدينة “الألف مئذنة” والتي تعد أكبر مدينة في افريقيا؛ تحتضن الكثير من المساجد والمراكز الثقافية والفنية الإسلامية، مسجد ” أحمد بن طولون” هو أقدم مسجد في القاهرة ومن أكبر مساجد العالم، وجامع “الأزهر” من أجمل الأماكن لحضور خطبة الجمعة وصلاة التراويح في رمضان.
في ظل هذه الأجواء المفرحة في رمضان القاهرة؛ تمتع بتذوق أشهى الأطباق الرمضانية اللذيذة في بلد التفنن بالأكلات الطيبة، جرب طبق “المسقعة” و”الفطير المشلتت” وتناول الفول والطعمية في مطعم “أبو السيد” أو مطعم “أبو شقرة” و مطعم “دار القمر” لأجمل السفرات الشهية والأجواء الساحرة.

المتحف الإسلامي ومسجد عمرو بن العاص

الزائر للقاهرة خلال رمضان لا يمكن أن يغفل زيارة مسجد “عمرو بن العاص” الذي يعد من أقدم مساجد القاهرة، ويزدحم بالمصلين خلال رمضان حتى إنك لا تكاد تجد مكانًا داخل المسجد، حتى إن المصليات تنتشر في الشوارع المحيطة بالمسجد، ويمكن أيضا زيارة “المتحف الإسلامي” في القاهرة القديمة، والاستمتاع بالآثار الإسلامية القديمة.
ولا تنس خلال زيارتك للقاهرة زيارة قلعة “صلاح الدين الأيوبي” في قلب القاهرة والتي تعد من أهم وأقدم المراكز والآثار الإسلامية، حيث يمكن مشاهدة العديد من الأبنية الأثرية والقصور والمتاحف الممتعة والمسلية.
ومن الآثار الإسلامية الأخرى التي يمكنك زيارتها: “بيت السحيمي”، و”مجموعة السلطان قلاوون” وحديقة الأزهر، و”هضبة المقطم”.
لا تنس أن تمتع ناظريك بمشهد بانورامي للمدينة التي تعج بالحياة؛ اصعد إلى “برج القاهرة” الموجود في جزيرة الزمالك، واستمتع بمنظر مهيب يحبس الأنفاس؛ شاهد القاهرة بكل غناها وعظمتها، ويمكنك حتى مشاهدة أهرامات الجيزة وأبو الهول.