“لتعارفوا”.. فكرة بسيطة لشباب سعوديين تحولت لبرنامج ناجح

الثلاثاء ٤ يونيو ٢٠١٣ الساعة ١٢:٠٤ مساءً
“لتعارفوا”.. فكرة بسيطة لشباب سعوديين تحولت لبرنامج ناجح
استطاع عدد من الشباب السعودي تحقيق نجاح كبير من خلال برنامج “لتعارفوا” الذي يعرض على يوتيوب، حيث طرحوا عدة قضايا بإمكانيات محدودة ووسائل بسيطة، كان أبرزها استعراض التجربة التركية للدراما.

 وقال  الإعلامي ومقدم البرنامج عبدالعزيز العباس لـ “المواطن” إن بداية برنامج “لتعارفوا” انطلقت من فكرة بسيطة، ثم تحولت إلى مشروع صغير مكون من 4 أشخاص مبينا أن العاملين بالبرنامج وصلوا الآن إلى ما يقارب 12 شخصاً.

 وأضاف: ” نلاحظ أثر العدد على المستوى الفني للبرنامج، مبيناً أن الفكرة مستوحاة من الآية الكريمة: “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا”.

 وقال العباس: “نحن تميزنا عن باقي شعوب العالم في الأخلاق المكملة مثل الكرم والشجاعة، والغرب تميز في الأخلاق الأساسية مثل الصدق والأمانة، لذلك تقدموا، مع أن الإسلام يأمرنا بهما، ولو طبقناهما لكنا قادة العالم.

وأشار إلى أن الفئة الحالية المستهدفة لبرنامجهم هم العرب، وبالذات المجتمع السعودي، ولا حاجة لوجود اللغة الإنجليزية في الوقت الراهن، ما لم تتوسع الشريحة المستهدفة من البرنامج، واللغة البسيطة تصل لكل الناس على حد قوله.

 وأردف قائلاً: “أرى أن المزج بين اللغتين العربية والإنجليزية بات مقبولاً، رغم أن هناك من انتقدنا لذلك والله أعلم عن نواياهم، لكننا نفرح كثيراً بمن يبني فريقنا بنقده الهادف البناء”.

  كما تحدث المصور محمد الجهني عن سبب انضمامه لفريق عمل “لتعارفوا” قائلاً: “جمعتني رحلة مع مقدم البرنامج عبد العزيز العباس إلى سويسرا، وكان يصور الحلقة الأولى من البرنامج، وطلب مني بعض اللقطات العامة من تصويري لسويسرا، وبعدها تم التعاون بيننا لتصوير بعض الحلقات”.

 وعن أصعب المواقف التي التقطتها عدسات مصوري البرنامج قال الجهني: “لأني متعاون مع الشباب في “لتعارفوا” لا توجد لدي أي مواقف ممكن ذكرها”.

 من جهته، أوضح المصور هاشم العواد أن الدعم كافٍ لتحقيق الحلم، مبيناً أن الدعم يأتي بعد العلم والتخطيط وتحديد النقاط والأهداف بصورة أولى.

 وأشار إلى أن الدعم دافع أساسي لتحقيق كل الطموحات سواء بالمجال الإعلامي أو غيره، موضحاً أن الدعم يكون مادياً أو معنوياً أو تسهيلاً للمعاملات المعقدة.

  وعن كيفية اكتسابهم الخبرة في تصوير برنامج “لتعارفوا” قال العواد: “الخبرة تكتسب بالتشبع البصري للأعمال والقراءة بذات التخصص، والاحتكاك واستشارة من سبقونا بالمجال مع حضور الدورات والدروس والندوات، ومتابعة بعض الدروس الموجودة على الإنترنت، كل هذا يكسبنا الخبرات.

  وتمنى العواد أن توجد أكاديميات حكومية مدعومة لتطوير المهن الفنية عموماً، لأن الفائدة بالنهاية ستكون لصالح الوطن والمواطن إذا تم استغلال الطاقات بشكل استراتيجي ومدروس.

 وأضاف العواد: “أنا شخص مقصر من ناحية المشاركة في المهرجانات الداخلية قبل الخارجية من حيث المجال “الفوتوغرافي”، وأكتفي بمشاركات خجولة تحكمها بعض الظروف، إلا أن هناك تخطيطاً لمشاركات في المهرجانات السينمائية، متمنياً أن يكتب لهم التوفيق في برنامج “لتعارفوا”.

 من ناحيته  تحدث معد البرنامج  ماجد جالي عن كيفية سعيهم لتحقيق التميز في ظل ازدحام قنوات اليوتيوب بالبرامج، مبيناً أنهم يحققون التميز بالفكرة الأساسية للبرنامج وتعريف الشعوب بنقل ثقافاتها وبعض الأحداث بالوصول لنفس البلد.

 وأضاف: “نحن نتميز بطرح وتقديم الفكرة بعدة مقاطع مميزة ومشوقة للمشاهدة، وبدعم أشخاص مميزين في المجتمع لنشر الحلقات، كي تصل  لأكبر شريحة من المتابعين المستفيدين من المادة المقدمة.

 وقال جالي إن كتابة النصوص تكون بعقد ورشة عمل لكتابة النص بطرح الأفكار والمشاركات واختيار الكاتب لكل حلقة.

 وتحدث المصور في  برنامج “لتعارفوا” المنصور صقر العريفي قائلاً إن لكل قصة صورة ولكل صورة ومشهد حكاية للمشاهد وقصة أخرى للمصور، وقال: إننا في فريق عمل “لتعارفوا” نراعي ما نريده أن يصل لعين المشاهد وعقله، ونرسل رسالة عبر الصورة نعبر فيها عن ثقافتنا الإسلامية، وما نريده بشكل جميل ولافت.

 وعن الصعوبات التي يجدونها في البرنامج قال: “عندما نحب التصوير، نعمل ما نحب ونستمتع فكل الصعوبات تتحول لمتعه نعيشها في أثناء التصوير”.

 من جهته قال منتج البرنامج  يوسف الرشيد إنه يرى اليوتيوب في وقتنا الحاضر منبراً لصناعة الرأي العام مع اختلاف ما يطرح فيه من  برامج، واختلاف مقاصد كل برنامج، موضحاً أنه في الوقت الحاضر أصبحت  هناك حرية للمشاهد بحيث يتابع البرامج التي يفضلها.

 وبين أن برامج اليوتيوب تغير في المجتمع الشيء الكثير، وليس كل التغير إيجابي.

 وعلق الرشيد على التأخير في إنتاج الحلقات قائلاً: “انضممت لفريق عمل لتعارفوا قبل إنتاج الحلقة الثالثة، ولاحظت أثناء عملي قلة الدعم، الذي يعتبر عاملاً أساسياً في  تأخير الحلقات.

  وأضاف: “سفرنا  لتركيا كان ضرورياً لاستعراض التجربة التركية في الدراما، فهي فريدة وكان بالإمكان عرض أكثر من ذلك، إلا أن عامل الوقت مهم في اليوتيوب، والمشاهد حينما يرى أن المقطع استغرق 8 دقائق لن يشاهده للنهاية”.

 كما ذكر المعد ماجد الداود أنه يتم إعداد الحلقات عن طريق توزيع المهام بيننا وجمع المعلومات المطلوبة للحلقة من مصادر متعددة.

 وأوضح الداود أن المرأة جزء من المجتمع وباستطاعتها المشاركة في برنامجهم، وتأدية دورها ومهامها على أكمل وجه، مبيناً أنهم بذلك حققوا جزءاً من أهدافهم وما زال أمامهم الكثير”.

 ويختم المعد فيصل آل تويم حديثه لـ “المواطن” بالتأكيد على أن برامج اليوتيوب تعد استثماراً ناجحاً، خاصة أن المجتمع بات يبحث عن الإعلام الجديد ولا يبحث عن الإعلام التقليدي.

 وقال: “برامج اليوتيوب الآن من أهم البرامج، وفكرة الدمج بين اللغات في برنامجنا “لتعارفوا” كانت مطروحة، إلا أنه كبداية، الشريحة المستهدفة  من البرنامج هي الشباب السعودي، لأنه الأكثر مشاهدة لليوتيوب في العالم العربي”.