ربيع الأتراك يهدد بحرق ثلاثة زعماء للتقنية

الثلاثاء ٢٥ مارس ٢٠١٤ الساعة ٤:٢٢ مساءً
ربيع الأتراك يهدد بحرق ثلاثة زعماء للتقنية

بعد أن أطاحت حروب وثورات الربيع العربي -التي بدأت في ٢٠١١م- بأربعة من الزعماء العرب، بينما لا تزال نيرانها تستعر هنا وهناك، أخذت حرب جديدة شنها “الأتراك” على مسار آخر، استنسخوه بطريقتهم للربيع العربي، لكن هذه المرة كان في مواجهة خصم آخر لم يقابلهم بالعتاد والرصاص والجند، فقد كان الخصم هو “تويتر” الأعزل، بينما كانت أسلحتهم هي الحجب والسحق والاجتثاث من الجذور.

ويأتي تصريح رئيس الوزراء التركي -رجب طيب أردوغان، أمس- كإشعال لنار الحرب مرّة أخرى، بعد أن كادت أن تنطفئ خلال الأسبوع الماضي، وزادت التقنية من جندها. وإلى جانب “تويتر”، توعد أردوغان “فيسبوك” و”يوتيوب”.

ويتابع كثير من شعوب العالم هذا السجال التركي مع التقنية العصرية، ولم يخف -نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي- تخوّفهم من أن تنتقل قلاقل هذا الربيع في تركيا، إلى بلدان أخرى كما اجترته نيران “بوعزيزي” لتطيح بالقذافي، وبن علي، وعلي عبدالله صالح، وحسني مبارك؛ حيث سرت تعليقات وتوقعات مراقبون في الشأن الدولي والسياسة، بأن تركيا قد تفتح الطريق أمام دول أخرى في حال انتصر الأتراك في مقارعة “تويتر”، والإعلان عن الإطاحة بجنود التقنية، ولا يعلمون؛ هل سيصل الدور إلى الوسائل الأخرى، كالجوال و”واتساب” و”بلاك بيري”.

وربط المراقبون والمتابعون حرق “تويتر” ورفيقيه “فيسبوك” و”يوتيوب”، بما كان لهم من أثر بالغ في تحريك صراعات التحرير في مصر، عندما استغل أحد رموز الثورة المصرية -وائل غنيم- هذه الوسائل الحديثة في تجييش الشارع، وخروج الناس للميادين وساحات الاقتتال والمبارزة. وهو الهم الذي شغل تفكير رئيس الوزراء التركي، بأن “جند التقنية” يهددون أمن البلاد والمصالح القومية لبلاده، وأعلن أمس رجب طيب أردوغان، بأنه أمر بحجب موقع “تويتر”، وهدد بحظر مواقع أخرى إذا أضرّت بـ”المصالح القومية” لبلاده، التي ذكّر بأنها “ليست جمهورية موز” على حد تعبيره.

وكانت الحكومة التركية قد أعلنت أن هيئة الاتصالات نفّذت قرار محكمة بحجب “تويتر”، الذي اتهمته بإهمال “مئات القرارات القضائية” لإزالة روابط إلكترونية “اعتُبرت غير قانونية” في إشارة إلى نشر حسابات على الموقع لتسجيلات هاتفية منسوبة إلى أردوغان ومقربين منه، تكشف فساداً مالياً ضخماً وتدخّل رئيس الوزراء في كل شؤون الحياة العامة.

وكان أردوغان قد توعد بـ”اجتثاث (تويتر) من جذوره”، لكن المعارضة رأت -في حجبه- محاولة من الحكومة للتستر على فضيحة الفساد الكبرى، التي تطال أردوغان، قبل الانتخابات البلدية المرتقبة الأحد المقبل.

وقال رئيس الوزراء التركي -في تصريح له-: إن هذه الشركات المدعوة “تويتر” و”يوتيوب” و”فيسبوك”، تلجأ إلى كل شيء حتى إلى التركيب، وكلّها سبّبت تصدّع عائلات. لا أفهم كيف يمكن لأي شخص -يتحلى بمنطق سليم- أن يدافع عن “فيسبوك” و”يوتيوب” و”تويتر”، التي تنشر كل أنواع الأكاذيب. على حد قوله.

وأشار أردوغان إلى أنه أمر بحجب “تويتر”؛ لأنه لم يلتزم بقوانين تركيا، مشدداً على أنه “سيحجب كل المواقع الإلكترونية التي تضرّ بالمصالح القومية لتركيا” ثم توعّد بـ”سحق” تلك المواقع، وأشار إلى أن “تويتر” بدأ بإغلاق حسابات كانت هيئة الاتصالات التركية قد طلبت إغلاقها، “لما تحويه من تحقير وازدراء لقيم الشعب التركي، واعتداءات على الحريات الشخصية للمواطنين” كما قال.

واتهم أردوغان الموقع بانتهاج معايير مزدوجة، إذ يغلق حسابات استجابة لطلب تقدّمه الولايات المتحدة أو بريطانيا، ويدافع عن حرية التعبير إذا تعلّق الأمر بتركيا أو مصر أو أوكرانيا. وشدّد على أن بلاده “ليست جمهورية موز” داعياً وسائل الإعلام وجهات أخرى إلى “تفهّم أسباب إغلاق تلك الحسابات، بدل التشدّق باسم الحرية التي لا يمكن لأحد أن يدوس على قيمنا وحرماتنا باسمها” على حد تعبيره.