مع اقتراب رمضان.. تأجير الخادمة مصدر تجارة رابحة

الثلاثاء ٢٧ مايو ٢٠١٤ الساعة ٩:٤١ صباحاً
مع اقتراب رمضان.. تأجير الخادمة مصدر تجارة رابحة

مع قرب حلول شهر رمضان أصبح البحث عن خادمة بغرض التأجير عادة سنوية لأغلب المواطنين، خاصة مع ارتفاع التقديم للتأشيرات وحدوث أزمة في الخادمات باستبعاد بعض الجنسيات من العمل.

ونجم عن ذلك انتشار ظاهرة “سماسرة تأجير الخادمات” ويكون ذلك بعد عدة اتصالات ومداولات يتم ترتيبها بين الكفلاء والمستفيدين، وبعيداً عن أعين الأنظمة الرسمية مقابل مبلغ للتأجير يعطى للكفيل، حتى إن بعض المبالغ وصلت إلى أرقام خيالية.

ورغم تحذير وزارة العمل من تأجير الخادمات ودعوتها إلى التعاون مع الجهات المسؤولة في حملاتها التي تشنها وإيضاحها أن الأمر يعد مخالفة صريحة يعاقب عليها القانون، لم يفلح هذا التحذير في ردع بعض الأسر السعودية من تأجير خادمتهم بأنفسهم أو عن طريق السماسرة حتى إن بعض المواطنين يعتبرونها مصدراً لتجارة رابحة.

“المواطن” تفتح الملف وتتساءل من المسؤول عن انتشار هذه الظاهرة السنوية.

تقول أمّ سارة: “انذليت حتى أحضر خادمة بالتأجير وهي شر لا بد منه، وقد بدأت برحلة البحث عن عاملة منزلية في هذه الأشهر التي تسبق رمضان وتنازلت عن بعض متطلباتي بسبب حاجتي للخادمة”.

وأضافت: “في رأيي أصبح استقدام العمالة المنزلية في عشوائية مستمرة، ولا ننسى الدور السلبي الذي تلعبه مكاتب الاستقدام فهي تقوم بتحليل شخصية المتقدم ومن بعدها معرفة كيف يتم ابتزازه وسرقته وغشه وخداعه ومن ثم المماطلة وهذا الأمر واضح ويكفي أن نجد ونقرأ مئات المواضيع عن شكاوى المواطنين من مكاتب الاستقدام الموجودة بكل زاوية.. إلا من رحم الله”.

وقال مواطن: “بصراحة لا بد أن نعرف أن المواطن السعودي مغلوب على أمره ففي حال رغبته استقدام عاملة منزلية فهو يواجه صعوبات ابتداء من مرحلة تقديم التأشيرة ودفع المبلغ ومراجعة مكتب الاستقدام”.

وأضاف: “أثناء السؤال يقدم الوعود الجميلة والشمس باليمين والقمر باليسار ولسان ولا أحلى حتى ينتهي الأمر بتوقيع العقد ودفع المبلغ وبعدها تتغير النفسيات لا أدري لماذا؟!”

وتابع: “وتبقى مرحلة الانتظار الممل حتى يرحمه الموظفون ومن ثم مرحلة الكشف واستخراج الإقامة وانتظار المجهول والوعد مكتب هروب الخادمات, لذلك لا شك أن الغالبية هذه الأوقات مضطرة إلى البحث عن خادمة بالتأجير”.

وقالت “أم شذى”: “أود أن افتح شركه تأجير خادمات لكن ليس بالسعر المبالغ فيه الذي نشاهدة الآن لأن غالبية الناس يريدون خادمة تشتغل وتخرج ولا تبقى لديهم”.

وأضافت: “أتمنى أن يحدث هذا الشيء فعلاً ونرى مثل هذه الشركات لأننا سنبعد عن الطمع واستغلال الناس في الظروف الصعبة، أما مانراه هذه الأشهر من تأجير للخادمات لمدة محددة إذا كان تأجيرها بسعر خيالي فهذا شي ليس من أخلاق المسلمين لكن لو تأجيرها بسعر معقول وبموافقة العاملة فهذا شيء مقبول من الطرفين لأن هناك فئة من المواطنين لا تحتاج الشغالة في هذي الفترة إما للسفر أو لحاجتهم لمبلغ التأجير”.

وقالت “نهى”: “احتياج الأسر السعودية للخدم بسبب عاداتهم هم من عودوا أنفسهم على ذلك والمكاتب استغلت هذا الشيء وأصبح التقديم غالياً، وتحولت أجور الخادمات إلى أسعار أغلى قياساً بما مضى”.

وأضافت: “أرى أن الأسر التي أهملت التربية والنظام في المنزل تتسابق في سعيها للحصول على خادمة بأي ثمن، وآخر شيء قد تصدم بتغيير موقف الخادمات في القبول أو الرفض، أو الهروب في وقت الحاجة الشديدة لتصبح ضمن حسابات الربح والخسارة في هذا الموسم”.

وترى المحللة الاجتماعية الدكتورة عائشة المانع أن التكاليف التي تطالب بها مكاتب العمل مكلفة للغالبية من الأسر وبذلك أنشأت خدمات تأجير الخدم.

ونفت “عائشة المانع” وجودَ هذه الظاهرة بسبب ثقافة الأسر السعودية المتعلقة بشهر الصوم بقدر ما هي علاقة بالمتغيرات التي طرأت على البيئة المنزلية التي يعيش بها الفرد على حد قولها.

وأوضحت أن الأسر السعودية كانت تعيش بالسابق في منزل مشترك وبدأ أفرادها ينتقلون إلى منزل خاص ومع غياب عامل الثقيف وهو العامل الكبير، وبسبب تربية الأسرة وعدم تحملهم المسؤولية وعدم التعاون فيما بينهم هنا وجد الطلب على الخادمة.
وقالت: “الأسرة ليس لديها ثقافة العمل في المنزل وهذا لدى الأغلبية ومع انتقال العائلة الصغيرة من المنزل الذي به العائلة الممتدة الذي كان يشارك ويتقاسم الجميع به الخدمة فكل واحد كان أولاً يقوم بخدمة ركنه أصبحت المساحة فيما بعد أكبر في المنزل والعمل أوسع أيضاً”.

واستدركت: “لا ننسى أن الجزء الأكبر من المجتمع كان من أهل البادية من بيئة الخيمة وانتقلوا إلى بيئة المنزل في قفزة زمنية قصيرة واستقرارهم بها لها متطلبات أخرى غير معروفة لديهم وليس من عاداتهم وكان عليهم التكيف مع المعطيات الجديدة في المنزل الجديد الذي كان من الممكن أن تستعين بها الأسر لتستغني عن الخادمة قدر الإمكان من تكنولوجيا إلى أمور وثقافة أخرى من متطلبات الخدمة بالمنزل”.
وضربت مثالاً بأن المرأة بالسابق كانت تذهب إلى السوق وتتنقل على قدميها وتذهب للزيارات أو لقضاء احتياجاتها ولما اتسعت المسافات واحتاجت إلى الوصول لقضاء حاجاتها بنفسها أتت السيارة ولم تتعلم قيادتها بل مُنعت؛ فاحتاجت لسائق في تنقلاتها.

وقالت عائشة المانع: “ثقافة المجتمع المدني الجديد هي من تجعل مجتمعنا بحاجة لهؤلاء من الدخلاء إن كانت خادمة أو سائقاً للتكيّف مع الحياة المدنية الجديدة ومتطلباتها”.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
  • حسن حيدر

    خﻻل صيف. ساعة