“الغيث”: كلنا مواطنون من الدرجة الأولى ولنا الحقوق ذاتها

الخميس ١٨ ديسمبر ٢٠١٤ الساعة ١١:٤٨ صباحاً
“الغيث”: كلنا مواطنون من الدرجة الأولى ولنا الحقوق ذاتها

أوضح عضو مجلس الشورى الدكتور عيسى الغيث، خلال محاضرته التي استضافتها غرفة أبها بعنوان “الوطنية بين النظرية والتطبيق”، أهمية الاعتزاز بالوطن وتكريس مشاعر الوطنية في أنفس النشء.
وتناول “الغيث” عقب تقديمه من قبل رئيس نادي أبها الأدبي الدكتور أحمد آل مريع، إشكاليات اضطراب مفهوم الوطنية واعتزاز بعض الأشخاص بالأسرة، والقبيلة، وتجاهله للوطن، واعتبر أن هذا الأمر تجاوزٌ لمفهوم الوطنية وصرف النظر عنها ممن يجعلون من المفهوم الإسلامي سلماً لتخطي الوطنية إلى غيرها من الانتماءات والشعارات.

وأشار “الغيث” قائلاً: إننا في بلاد الحرمين ومعقل الإسلام مؤكداً أن حب الوطن والعيش فيه جِبلّة بشرية وغريزة خلقية وهو يشمل الضرورات الخمس الخاصة بالإنسان، فالوطنية هي مشاعر يجب أن يتم تأصيلها في النفوس فالناس لا يخرجون من أوطانهم ألا للضرورة القصوى ويرجعون ويحنون إليها فهي ملاذهم ومسقط رؤؤسهم واستشهد بسيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما خرج من مكة إلى المدينة وتضحيات المهاجرين في تلك الفترة.

وأضاف “الغيث”: إننا يجب أن نخرج من حالة الفصام في مكوناتنا الاجتماعية تجاه الوطن، وأن نقتدي برسول الله في حبه لمكة، كما شدد على أهم معاني الوطنية الحقة التي يجب ترسيخها في نفوس الأجيال، مؤكداً على أهمية التزام النقد الموضوعي البناء في كافة القضايا الوطنية لإيضاح الإيجابيات وتجاوز السلبيات وعلاجها بنظرة واقعية مشدداً على ضرورة استفادة الوطن من اليوم الوطني وأنها يجب أن لا تقف عند كتابة الشعارات، والإعلانات الدعائية، ولكن يجب أن تتجاوزها إلى النموذج العملي والتطبيقي من خلال القيام بالواجب الديني، والشرعي في العمل والإنجاز.

وأضاف “الغيث”: أن حب الوطن ليس جاهلية وهو أمر فطري ولازم، وتساءل هل من الوطنية أن تسكت عمن يهاجم وطننا وولي أمرنا ؟، هل من الوطنية تجاهل الإيجابيات الموجودة في هذا الوطن وإعطاء الانطباع السيئ عن كل مقدراته ومساندة القنوات الفضائية التي تهاجمه ؟ واستنكر العديد من التصرفات السلبية والتي تعبر عن عدم الانتماء للوطن من مذاهب النفاق أو التحريض على ولي الأمر ونقد الوزراء وولاة الأم.

ووضع “الغيث” العديد من التساؤلات حول مفهوم الوطنية عند البعض وتحويلهم إلى أداة بيد منظمات إرهابية، وأضاف: يجب أن لا نكون قبليين ولا مناطقيين ولا طائفيين ولا مذهبيين.

وأضاف “الغيث”: كلنا مواطنون من الدرجة الأولى ولدينا كامل الحقوق والواجبات وحقوق المواطنة، وشدد على أهمية الابتعاد عن التصنيفات وعلى ترسيخ العلاقات الأخوية فلا أحد يملك ميزان الإسلام كي يكفر هذا أو يدخل هذا في الإسلام، داعياً إلى الأخوة الإسلامية الحقة وإلى عدالة المنهج وأضاف: إننا يجب أن نعيد النظر في موضوع الوطنية، وطالب فقهاء الشريعة الإسلامية بتعليم فقه الخلاف وفقه المسائل ومقاصد الشريعة الإسلامية وتقبل الرأي والرأي الأخر، والتعريف بالمسائل الخلافية في المجتمع وضرب بذلك مثالاً باختلاف المنطوق والمنظور في حديث بني قريظة وتصرف الرسول صلى الله عليه وسلم عندما لم ينكر على أحد فعله فلكل مجتهد نصيب وليس كل مجتهد مصيب.

وتحدث “الغيث” عن مفهوم الأمن الفكري من الناحية الشرعية والارتباط بين الأمن والإيمان وأهميته، كما تناول خطورة الإخلال بالأمن الفكري، وما حصل للأمم السابقة الذين أصابهم انحراف في فكرهم، وتطرق إلى وسائل حماية الأمن الفكري تحدث عن وجوب إعادة النظر في طرق التربية سواء في البيت أو المسجد أو المدرسة، وأكد أن وجود جيل يسأل ويناقش ويستفسر ويبحث عن المعلومة التي يؤمن بها مطلب وهدف من أهداف الأمن الفكري، هذا وقد قسم نظرية الأمن الفكري لثلاثة محاور وهي: التطرف – التقليد – التحزب.

ونوه “الغيث” على أن امتحان الوطنية يكون من خلال المواقف الإيجابية وممارسة الحرية التي تحتفظ بحقوق الله وحقوق الناس.

وختم محاضرته بالرد على المداخلات متناولا العديد من القضايا الفقهية التي تطرق إليها الإعلام مؤيدا فكرة توحيد خطب الجمعة في السعودية، وذلك لضمان طرح موضوعات قيمة تهم المسلمين، وتحدث عن أهمية مراعاة الشباب والاهتمام بهم كونهم يمثلون نسبة 75% من المجتمع وأهمية توجيه الخطاب الوطني في الجامعات والمدارس والتربية المنزلية وفقاً لمعاني الوطنية، والبعد عن تأصيل مبادئ الحزبية، محذراً من العديد من محاضن الفكر الإرهابي التي تستهدف أبناء السعوديين وضرورة حماية الجيل الجديد من الانتماءات الفكرية مشدداً على أهمية التزام المنهج العلمي القائم على التثبت وفحص الأقوال والأخذ والرد على هديٍ من الكتاب والسنة، مع ضرورة استخدام العقل والاستقلال وبين أن مجتمعنا يحتاج إلى وسطية تتسع للرأي والرأي الآخر وفق منظومة شرعية أخلاقية تستوعب جميع أبناء هذا الوطن وتحتوي اختلافاته التنوعية، مشيراً إلى أن فئتين تضران بمصالح الوطن: الفئة التي تبالغ في المدح وتدعي الكمال والمثالية في المؤسسات والوزارات، والفئة التي تضخم الأخطاء وتتخذ منها ذريعة للتعبئة ورسم صورة سوداوية غير واقعية.

وفي نهاية اللقاء كرم نائب رئيس مجلس إدارة غرفة أبها الدكتور زايد عسيري، الشيخ عيسى الغيث وشكره على تجشمه عناء السفر والحضور إلى مدينة أبها وتلبية دعوة الغرفة التجارية الصناعية بأبها، مؤكداً على دور الغرفة المهم في تكريس مفهوم الخدمة الاجتماعية وتعزيز الوطنية كما كرم رئيس النادي الأدبي الدكتور أحمد آل مريع.

الغيث في غرفة ابها (1)