قينان الغامدي في مقالٍ حزين : أشعر بيتم الوطن اليوم

الجمعة ٢٣ يناير ٢٠١٥ الساعة ٥:١٦ مساءً
قينان الغامدي في مقالٍ حزين : أشعر بيتم الوطن اليوم

سطر الكاتب الصحفي قينان الغامدي حروف الحزن والألم على فراق والد الجميع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله-مستشهداً بسيرته العطرة والعادلة التي سيخلدها التاريخ.
نص المقال:
والدي
كان إنسانا نبيلا صادقا فارسا حقيقيا لا يدعي ولا يتصنع كانت حقبته قمة الهرم في تاريخ السعودية الثانية فهو المؤسس الحقيقي الثاني للدولة والمطور الفاعل ورائد التغيير الواعي وراعي الأولويات في أمور جوهرية ورائعة لمسها المواطن بيديه وأحسها في حياته حتى أصبح عبدالله بن عبدالعزيز هو اللحن والكلمات والصوت في حنجرة أولئك العجائز في عمق التهم وقمم الجبال وأصبحت الربابة لا تجر الشجن الا اذا قيل الملك بخير وكان الموال لا يمد حبله على شراع البحار الا حين يسمع كلمة أبو متعب وكان حمام الحرمين في آفاق مجد المليك التاريخي هناك يحلق حاملا مشاهد لم ترها سماوات مجد الاسلام منذ ان رفع سيدنا ابراهيم أركان البيت العتيق ومنذ أن بركت مأمورة الطاهر المطهر في عرصات طيبة وكانت كل عاصمة عالمية وهي تستقبل وفود العلم لاتتذكر الا لغة الحب والسلام التي حلقت في سماواتهم وامطرت بردا ملأ مساماتهم فيرون رسل الحب والعلم أبناء وبنات عبدالله وهم يشرفونه في كل لفتة وهو يفخر بهم مع كل دعوة يطلقها في جوف الليل للمواطن لايرى أي دعوة أوجب عليه من الدعاء له ولا يرى شرفا أعظم من خدمته ولذلك وليطمئن المواطن على مستقبله القريب أسس هيئة البيعة ورتب بيت الحكم فكان سلمان الملك بما نعرف من وعي وثقافة وهيبة وكان مقرن وليا للعهد بما نعرف من حيوية ومعرفة وانضباط ،وجعل لبنت حواء حضورا وصوتا ووجها فجاءت الشورى وشرفت دور البحث والعلم وارتادت منصات التكريم العالمية وتفوقت حضورا وألقا وتفتحت مدارك الزهرات الى جانب إخوانهن في أودية المعرفة وحدائق الموهبة و قال لي شخصيا بحضور وزير الاعلام : الكلمة أمانة الكلمة أمانة الكلمة أمانة وقال للوزراء كلمته الشهيرة : من ذمتي الى ذمتكم . قالها والمؤمن الانسان هو الذي يتحدث بوقار وهيبة تزينهما تواضع البدوي المخلص لدينه وأمته ويطرزهما ورع من يثق أن المؤمن لايكذب ويتوجهما رجل الدولة المهيب الذي تهزه قيمة الإنسان إذا انجرحت في كل شبر على أديم الفانية وتستفزه كرامة المواطن اذا حاول كائن من كان ان يمسها بسوء ولهذا كان ومازال غدر الظلمات الإرهابي وجعه الذي دعا الدنيا كلها لتقف بصدق الموجوع عبدالله ولو صدقوا معه لما كانت الشام وبلا د الرافدين تحت وابل الظلم والكراهية وتسبحان في بحر الظلمات الذي ضربت أمواجه الغادرة كل عاصمة وأقض هديرها الختول مضاجع الأبرياء العزل في كل شبر ، ولو صدق معه من حملهم الأمانة لكان الوطن كله حديقة عبدالله التي كان ومات وهو يحلم بها وهو اعتاد أن يرى أحلامه بشرا وصروحا مثل كاوست والجوهرة ومثل ثلاث عشرة مدينة جامعية غطت ارجاء الوطن و… ومثل .…ومثلات … رحمك الله يارجل. التاريخ الحقيقي الذي سيبقى في صف العظماء الخالدين الى يوم يبعثون ، ،فيا لعتمة الليل.. يا لوحشة هذا الليل… يا ليتمنا
اعترف أني لم أحزن على ملك أو رئيس خلال عمري الفائت… اليوم فقط فعلت …بكيت ..…أنيت …
أشعر بيتم الوطن اليوم
رحمك الله ابا متعب
ولله الأمر من قبل ومن بعد
ابنك الحزين : قينان الغامدي

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
  • لولو

    الله يرحمه ويجبر كسر قلوبنا في فقده..