(إيسبانا تي في) قناة إيرانية.. أفعى تبث السموم باللغة الإسبانية

الأربعاء ٢٠ يوليو ٢٠١٦ الساعة ١:٠٣ مساءً
(إيسبانا تي في) قناة إيرانية.. أفعى تبث السموم باللغة الإسبانية

تكشف “المواطن” أمام الرأي العام حقيقة قناة إيرانية ناطقة باللغة الإسبانية تنشر سمومها بإذكاء الخلافات المذهبية والترويج للأيديولوجيات الطائفية المقيتة بلا توانٍ في كل من إسبانيا ودول أمريكا اللاتينية.

انطلاق القناة

تبث قناة (إيسبانا تي في) التابعة لشركة الإذاعة العامة الإيرانية أخباراً على مدار 24 ساعة من إسبانيا، منذ جرى تدشينها بواسطة الرئيس الإيراني السابق، محمود أحمدي نجاد، أواخر 2011.

وتتمتع القناة بشبكة مراسلين واسعة منتشرة في جميع أنحاء العالم وليس فقط المنطقة التي تتحدث اللغة الإسبانية.

شبكات التواصل الاجتماعي

بدأت السلطات الإيرانية المشروع الإعلامي الضخم بإطلاق موقع إلكتروني يحمل اسم القناة في 2010، وانطلاقاً من الموقع انبثقت صفحات رسمية عبر شبكات التواصل الاجتماعي لإيصال سموم الفتن إلى عدد أكبر من المتابعين.

أهداف القناة

تتمثل الأهداف المعلنة للقناة في التواصل مع شعوب دول أمريكا اللاتينية وإسبانيا، وتعمل على تعزيز سبل بسط إيران لنفوذها في هذه المنطقة ذات الأهمية الخاصة بالعالم نظراً لأنها تمثل الفناء الخلفي للولايات المتحدة وتعاني من مشكلات مماثلة كتلك التي يعاني منها أغلب الدول الإسلامية.

وكانت القناة في البداية تمثل لسان حال الشيعة الناطقين بالإسبانية إلا أن السنوات أظهرت النوايا الحقيقية وراء إطلاق هذه المنصة.

ورغم ذلك، لا تزال (إيسبانا تي في) تحاول أن تحتمي بالدين كغطاء لنشر مذهب الشيعة وسط الراغبين في التعرف على الإسلام.

أداة استخباراتية

وتعد القناة إحدى الأذرع الإعلامية لأجهزة المخابرات الإيرانية ويتم توظيفها واستغلالها للترويج لوجهة نظر طهران في القضايا الإقليمية والدولية.

فعلى الصعيد الإقليمي، تروج القناة لوجهة نظر غير حيادية تهدف فقط لتحقيق مصالح إيران، ويتجلى ذلك بوضوح في التغطيات التي تقدمها حول الأزمات اليمنية والسورية والبحرينية والعراقية.

وعلى الصعيد الدولي، تتدخل في الأوضاع السياسية والاجتماعية في العديد من الدول بهدف ضمان مصالحها أو فرض وجهة نظرها أو إيجاد قوة يرتبط وجودها بعلاقتها مع طهران.

وعلى سبيل المثال، كانت القناة غطاء لتمويل حزب (بوديموس/نستطيع) الإسباني، بحسب العديد من وسائل الإعلام الإسبانية التي أوردت وثائق مثل فواتير مدفوعات للتدليل على ذلك.

وقدمت إيران تمويلات هائلة للتكتل اليساري الذي يستحوذ على 70 مقعداً في البرلمان عن طريق رئيسه بابلو إيجليساس، الذي كان يقدم عبر القناة برنامج “فورت أباتشي”.

وبات هذا الحزب يمثل معضلة نظراً لدفاعه عن إجراء استفتاء حول انفصال إقليم كتالونيا ولأنه جاء في المرتبة الثالثة في الانتخابات التي نظمت في إسبانيا في ديسمبر/كانون أول 2015 والتي أسفرت عن بزوغ نجمه لأول مرة رغم أن إسبانيا اضطرت لعقد انتخابات مبكرة في يونيو/حزيران 2016 إزاء عدم قدرة أي من الأحزاب الأربعة الرئيسية على تشكيل حكومة ائتلافية، إلا أن النتائج جاءت متماثلة مع سابقتها.

وبشكل مختصر، يرى خبراء أن إيران تقدم تمويلات لحزب يساري يؤيد تفكك المملكة الإسبانية ويحقق لها سياساتها ومنها معاداة دول مثل المملكة العربية السعودية.

وتجلى ذلك بوضوح، في جهود الحزب اليساري لعرقلة زيارة العاهل الإسباني، الملك فيليبي السادس، إلى السعودية، من خلال رفض نوابه في البرلمان للرحلة وذلك في فبراير الماضي، ليضطر في النهاية لتعليق الزيارة، بحسب وسائل إعلام إسبانية.

وبالإضافة إلى ذلك، يروج لمنع تعاقد شركات إسبانية مع السعودية لإمدادها بالمواد العسكرية بحجج واهية.

منصات إعلامية مضادة

تم إطلاق قناة مضادة تسمى (قرطبة) من جانب بعض رجال الأعمال السعوديين ويقع مقرها أيضاً في مدريد إلا أن اهتمامها يتركز فقط على الجانب الدعوي، وهو ما هجرته القناة الإيرانية لتتخصص في نشر الضغينة والكراهية والطائفية.

ولا تترك القناة فرصة إلا وتشن هجوماً إعلامياً على السعودية وتستغل أيضاً مواقعها وصفحاتها عبر الإنترنت في الوصول بهذه السموم إلى عدد كبير من المتحدثين بالإسبانية بهدف تهيئة رأي عام مُعادٍ للمملكة.