الأمن الاجتماعي

الأحد ١٢ مارس ٢٠١٧ الساعة ١٢:٥٦ صباحاً
الأمن الاجتماعي
هنيئاً لمن يُحسن المعايشة في وسط مجتمع مليء بالتناقضات و التحديات و المبالغات ، مجتمع فيه تتلاطم أمواج المقاصد و الرؤى ، فيتماسك العاقل رغم قوة تيارات الانتقادات التي لا بد منها مهما قال أو فعل! ، و يصنع مساراً قوياً متزناً لنفسه يعرف فيه حق رب العباد سبحانه ثم حق نفسه و الناس ، و يتمسك بمبدأ الإنصاف الصادق مابينه و بين ربه لا يرجو منه عطايا الثناء البشري ، إذا لزم هذا المبدأ و انطلق فلا يتردد و لا تتزعزع ثقته ، و حتماً سيكون عنصراً إيجابياً في مجتمعه حتى في صمته ، و مما يجعل الأمن الاجتماعي مستقراً في أي عائلة أو بيئة معينة ، هو تفادي أي معكرات لصفاء أمن ذلك المجتمع ؛ و محاولة علاجه إما بالتجاهل و التغافل أو العلاج المباشر حسبما يقتضيه الموقف ، و مما أثار إعجاب العقلاء في بعض الشخصيات الاجتماعية الذكية عدة أمثلة منها :
• أن من يحسن الظن و يقلل العتاب يعيش بأمان نفسي ، و هذا لا يعني البلاهة و انعدام التَفَطُّن لما يجري حوله !
• الإنصاف عند الاختلاف : فطباع العقلاء لا تسمح لهم بأن يعمموا العتب أو الغضب على كل أقارب المقصود ، فلو اختلف مع فلان لا يمكن أن يتشفّى في أي فرد من أقاربه و يعمم الحُكم لأجل شخص واحد ، و هذه نقطة مهمة جداً في مسألة أداب الاختلاف و الحذر من الظلم .
• يترفّع الفطن العاقل من أن يُقلل من حجم أي مخلوق يختلف معه سواءً بالتلميح أو التصريح ؛ لأن مغبة هذا الفعل مؤلمة و سيذوق حتماً ما أذاق غيره ؛ لأن ديون التعاملات سرعان ما تُقضى! هكذا قانون الحياة ! .
• من الطبيعي جداً أن يجد الإنسان في مجتمعه مختلف القُدرات و الطموحات و الفهم و المعرفة ؛ لذا تجد الحريص على أمن نفسه و نفوس مجتمعه يحترم الجميع ولا يرى نفسه فوق أحد مهما تميّز ؛ فليس له فضل ! بل وفقه الله لفعل الأسباب ثم سخّره سبحانه حيث شاء ، لهذا فإن الممتلئ فهماً و حكمةً و علماً و تربيةً يجتهد ليخدم لا ليُخدم و يستخدم !
• من طبيعة الحياة أن الأمن لا يدوم  و كذلك الخوف لا يستمر ، لذا لا تُصدق حديث نفسك بأن المسئول الفلاني و الغني الفلاني و المؤلف الفلاني و صاحب المال و الجاه الفلاني يعيش في بحبوحةٍ من الترف و السعادة و لا يعرف الهم ، كلما كٓبُرَ مقام الفرد تنوعت همومه و كَبُرَت مشاكله ؛ و لكن يبقى إخفاء ذلك و معايشته فن يتقنه من مكّنه الله و أعانه .
• أخيراً : تذكر قوله تعالى ( فاتقوا الله ما استطعتم ) فما بالك ببعض قوانين المجتمع التي تحمل الغث و السمين .. افعل ما باستطاعتك و فوّض أمرك لله ، و احذر أن يستفزك شقي أو يُشغلك جاهل فيما لا فائدة منه أو تضع نفسك فيما لا تستطيع تلبيةً لرغبة الذات ، بهذه السلوكيات الايجابية يتحقق الأمن الاجتماعي و تقل النزاعات التي بدورها تحرم المجتمع من النهوض و النجاح ، و مصداق ذلك قوله تعالى ( ولا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم ) .

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • zeanah

    ماشاء الله دٌرر ???

  • ابو سند

    صدقت
    الله يبيض وجهك

  • مشاري الحربي

    في الصميم

  • محبك أبو محمد الزهراني

    أحسنت وأجدت وإلى مزيد من الأطروحات الجميله