معهد واشنطن للدراسات يحلل زيارة محمد بن سلمان : “مستقبل السعودية” يلتقي الإدارة الأمريكية

الثلاثاء ١٤ مارس ٢٠١٧ الساعة ١٢:١٣ صباحاً
معهد واشنطن للدراسات يحلل زيارة محمد بن سلمان : “مستقبل السعودية” يلتقي الإدارة الأمريكية

رجّح المحلل السياسي الأميركي سايمون هندرسون، تحت عنوان “مستقبل السعودية يلتقي الإدارة الأميركية”، أنَّ تتخذ محادثات ولي ولي العهد  النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، منحى الرؤية السعودية المستقبلية، لمنطقة الشرق الأوسط، لاسيّما في قضية الصراعات الإقليمية، وأحداث سوريا واليمن، والتدخلات الإيرانية، فضلاً عن محاربة التطرف والإرهاب.

مسار العلاقات : 

وأبرز هندرسون، في مقال نشره معهد واشنطن للدراسات، أنَّ الأمير محمد بن سلمان، لديه القدرة والحجّة والمنطق لتغيير مسار العلاقات السعودية ـ الأميركية، مشيرًا إلى أنَّ “الأمير، غادر المملكة للولايات المتحدة في 13 آذار/مارس، ولكن الجزء الرسمي من زيارته يبدأ في 16 من الشهر نفسه”.

وبيّن أنَّه “وفقًا للبروتوكول الدولي، فإن ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي، سيكون ضيف نظيره الأميركي جيمس ماتيس”، مرجّحًا أن يجتمع ولي ولي العهد، مع قيادات المخابرات الأميركية، لاسيّما مدير وكالة المخابرات المركزية مايك بومبيو.

ولفت الكاتب إلى أنَّ “الأمير محمد بن نايف ولي العهد ، لطالما كان مهندس الحرب على الإرهاب، والذي أثبت جدارته حتى في الولايات المتّحدة، إلا أنَّ اجتماعات الأمير محمد بن سلمان، لن تخلو من مناقشة هذه القضية متشعبة التفاصيل”.

واعتبر أنَّ “أهم النقاط التي قد تطرح للنقاش، ستكون في البيت الأبيض، حيث ينتظر أن يجتمع الأمير محمد بن سلمان، مع كبير الاستراتيجيين ستيفن بانون، وكبير مستشاري الرئيس دونالد ترامب، غاريد كوشنر، فضلاً عن لقاء الرئيس الأميركي ترامب، في لقاء قد يترتب عليه الكثير في شأن عملية السلام في الشرق الأوسط”.

القضية العاجلة : 

ورأى هندرسون أنَّ “القضية العاجلة تتمثل في مناقشة عودة الشرعية اليمنية، المختطفة منذ عامين من طرف الحوثي وأنصار المخلوع علي عبدالله صالح، لاسيّما أنَّ قوّات التحالف العربي والقوّات الشرعية اليمنية، باتت على مشارف صنعاء المحتلة من طرف الانقلابيين المدعومين من إيران”، مبرزًا أنَّ “تنظيم القاعدة، عاد إلى النشاط في اليمن، مستغلاً الصراع الداخلي، وهو الامر الذي تطلب مرات عدة، تدخلاً عسكريًا أميركيًا، للقضاء على تحرّكات التنظيم الإرهابي”.

وكشف الباحث السياسي الأميركي، أنَّ واشنطن، عرضت على الرياض الأسبوع الماضي، خططًا تعني في مجملها تغييرًا في خططها الاستراتيجية، لاسيما في شأن فتح ملف التسليح السعودي، والموافقة على الصفقات التي عطّلها الرئيس السابق باراك أوباما.

ومن الجانب الأميركي، أوضح هندرسون، أنَّ الاجتماعات التي يعقدها الأمير محمد بن سلمان في الولايات المتّحدة، تعني انقشاع سحب سوء الفهم، في الشأن اليمني تحديدًا، إذ أنَّ دخول الشرعية إلى العاصمة صنعاء، قد لا يتم دون مخاطر جسيمة، لاسيّما بسبب الوضع الإنساني المتردّي الذي تعيشه المدينة في ظل الحوثي، مبرزًا أنَّه “من المحتمل أن يطرح البيت الأبيض تساؤلات عن كيفية إعادة الحوار الوطني اليمني ـ اليمني، بعد النزاع الدامي بين الشرعية والانقلاب”.

سياسة ترامب : 

وتوقّع هندرسون، أن تتساءل المملكة العربية السعودية، في شأن سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لاسيّما حيال التدخلات الإيرانية في المنطقة، التي تسببت بالكثير من القلقلة في الشرق الأوسط، ليس فقط في اليمن، ولكن أيضًا في سوريا والعراق، حيث تنتشر القوّات الأميركية على الأرض أيضًا، بغية محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي.

ورأى أنَّه سيكون مثيرًا للاهتمام، في حال وافقت واشنطن على دخول القوّات السعودية، تحت مظلة التحالف الدولي لمحاربة “داعش” إلى الأراضي السورية، بغية دعم القوّات الأميركية الخاصة المتواجدة هناك بالفعل، بغية دعم المعارضة السورية ضد قوّات نظام الأسد، وحلفائها من الإيرانيين.

وبيّن الباحث الأميركي، أنَّ نقطة خلاف ستوضّح في لقاء الأمير محمد بن سلمان والقيادة الأميركية، ألا وهي مسمى “الإرهاب الإسلامي الراديكالي”، التي أطلقها ترامب في حديثه إلى الكونغرس الأميركي في الـ28 من شباط/فبراير الماضي، مبيّنًا أنَّ “المملكة العربية السعودية، تؤمن بأن الإرهاب لا دين له”.

أسعار النفط : 

وأكّد هندرسون، أنَّه لا مفر من النقاش بشأن أسعار النفط، الذي عاد إلى الهبوط تحت الـ 50 دولارًا الأسبوع الماضي، ومبادرة المملكة، لإيقاف الإنتاج بغية رفع الأسعار إلى ما فوق الـ 60 دولارًا للبرميل، لافتًا إلى أنَّ “قرارًا كهذا في أوبك، قد يؤثر في الاقتصاد الأميركي، لاسيّما أنَّ انخفاض أسعار النفط، يمنح الولايات المتّحدة الأميركية فرصة اقتصادية”.

وأضاف “وفقًا لرؤية السعودية 2030، فإن المملكة تسعى إلى التخلّص من الاعتماد الكلّي على مواردها النفطية اقتصاديًا، وهي الخطّة التي وضعها الأمير محمد بن سلمان لتعزيز الاقتصاد السعودي عبر الاستثمار والتصنيع، وغيرها من الطرق، ومن بينها طرح 5% من أسهم شركة أرامكو، الذي يعدّ من أهم مفاتيح الخطّة الطموحة، والذي سيكون في العام 2018، وتسعى بورصة نيويورك إلى الفوز بهذا الطرح العالمي الأكبر”.

ورأى الباحث هندرسون، أنَّ التحدي الأكبر يكمن في إغلاق ملف هجوم 11 سبتمبر، بعد إقرار قانون “جاستا” الأميركي، إذ أنَّ عددًا من مرتكبي الهجوم كانوا يحملون الجنسية السعودية، مبرزًا أنَّ مباحثات وزير الخارجية عادل الجبير، الذي يرافق الأمير محمد بن سلمان، قد تكون وصلت إلى نهايتها في هذا الشأن، وهو ما استدعى زيارة الأمير محمد بن سلمان لوضع الاتفاق النهائي.

وفي ختام مقاله، بيّن الباحث الأميركي سايمون هندرسون أنَّ “الكثيرين يعوّلون على هذه الزيارة في رسم العلاقات الثنائية بين البلدين في الفترة المقبلة، كما أنّها ستكون جسرًا جديدًا للقاء بين المختلفين، بعدما باتت الرياض يقينًا مركز الثقل الأول في منطقة الشرق الأوسط”.