قلوب تخفق بالنداء من الحرم المكّي .. روحانيات في أنوار العشر الأواخر من رمضان

الخميس ١٥ يونيو ٢٠١٧ الساعة ١١:٤٢ مساءً
قلوب تخفق بالنداء من الحرم المكّي .. روحانيات في أنوار العشر الأواخر من رمضان

أنوار رمضان الرحمانية، تفيض على البيت العتيق، جامعة المصلّين، رافعة ابتهالاتهم إلى السماوات السبع، وخفقات الأفئدة تسبق الخطى، سعيًا نحو فرحة لقاء المولى بقلب سليم ونفس مطمئنة.

 

أكف ترفع الدعاء وقلوب تخفق بالنداء:

إنها العشر الأواخر، التي اجتمعت فيها الفضائل الخاصّة من شهر رمضان الكريم، لاسيّما أنَّ فيها ليلة القدر، وهي كما وصفها جلَّ في علاه “خير من ألف شهر”، ورغبة في تحرّيها، والتعبّد فيها بروحانية تدعمها قدسية المكان، هوت أفئدة المعتمرين إلى مكة المكرّمة، محققين دعوة نبي الله إبراهيم، سائرين على خطى المختار الصادق الأمين سيّدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلّم.

 

ومنذ أشرقت شمس رمضان على الحرمين الشريفين، رفع العباد أكفهم بالدعاء، سائلين الرحمة والمغفرة، ساهرين الليل تلهج ألسنتهم بقراءة القرآن، لذكره في أحب الأوقات إليه سبحانه وتعالى، يسألون فيجيب ويطلبون فيعطي، يبوحون بالحب ويلتمسون القرب.

لوحات فنّية تعجز الكلمات عن وصفها، تناغم وإقبال وسعة صدر، وسط انسيابية في الحركة، وجهود حثيثة لتوفير الأمن والسكينة والطمأنينة للمعتمرين الوافدين من كل بقاع الأرض، اجتمعوا داخل المسجد الحرام، ما بين مصلين وزوار ومعتمرين، بفضل الله، ثم الجهود التي تبذلها حكومتنا الرشيدة لخدمة زوار البيت العتيق.

 

الأمن أرضًا وجوًّا:

في السماء تحلق الطائرات التابعة للقيادة العامة لطيران الأمن بوزارة الداخلية، تكثف طلعاتها الجوية في العاصمة المقدسة خلال العشر الأواخر للقيام بمهام تشتمل على المسح والاستطلاع ومتابعة الوضع عن كثب، ومن ثم إرسال المعلومات إلى غرف العمليات والعمل على تجهيز الطائرات بكل ما قد يتطلبه الموقف، وما قد يطرأ من أمور تستدعي تدخل الطيران، مع مراقبة جميع الطرق السريعة المؤدية إلى العاصمة المقدسة، والاستعداد والتهيؤ لأي طارئ، وعلى أرض الحرم ينتشر رجال الأمن ومنسوبي الجهات الخدمية لتقديم كل الخدمات للزوار والمعتمرين.

 

 

زمزم تروي ظمأ الصائمين:

تعنى الرئاسة العامة للمسجد الحرام والمسجد النبوي، بتأمين ماء زمزم المبارك في الحرمين الشريفين والساحات المحيطة بهما، تحقيقًا للطلب المتزايد من قاصديهما، وذلك بما أقامته من نوافير شرب، وما توفره من حافظات زمزم التي يبلغ عددها 22 ألف حافظة، وباستخدام أحدث الوسائل التقنية في تقديم هذه الخدمة الجليلة.

 

وتحرص الرئاسة على إرواء ظمأ الصائمين والمعتكفين طيلة أيام وليالي شهر رمضان المبارك، وتوفير مياه زمزم المبردة لزوار الحرم المكي والمعتمرين.

وتمتد الخدمة من قبل انطلاقة أذان المغرب وحتى وقت الإمساك، فيما تشرف إدارة سقيا زمزم التابعة لرئاسة الحرمين على خدمات تقديم المياه بمساندة مئات العمال والموظفين يتنافسون على خدمة الزوار والصائمين والعاكفين على مدار الساعة لمتابعة أعمال السقيا على الوجه الأكمل.

وتشرف الإدارة على تهيئة وتجهيز السقاية داخل المسجد الحرام، وتوزيع عشرات الآلاف من الترامس وحافظات المياه والأكواب البلاستيكية، ومتابعتها دوريًا، بغية التأكد من جاهزيتها، مع التشديد على الحرص على نظافة الحافظات والمجمعات التي يزيد عددها على الألف مجمع ومشربية، متوفرة داخل الحرم المكي وساحاته المحيطة، والإشراف على نظافة وسلامة من يتولى تعبئتها بالمياه.