الأمن اللبناني يتسلم من عين الحلوة «داعشياً» خطط لتفجيرات خلال رمضان

الأحد ٢ يوليو ٢٠١٧ الساعة ٦:٠٠ صباحاً
الأمن اللبناني يتسلم من عين الحلوة «داعشياً» خطط لتفجيرات خلال رمضان

تسلمت السلطات اللبنانية صباح أمس أحد المطلوبين الخطرين من أفراد تنظيم «داعش»، كان متوارياً في مخيم عين الحلوة الفلسطيني ويدعى خالد مسلم، الملقب بـ «السيد»، نتيجة جهود من حركة «حماس» و «عصبة الأنصار» في المخيم، غداة العملية الاستباقية التي نفذها الجيش اللبناني في بلدة عرسال صباح أول من أمس وأدت إلى تفجير 4 انتحاريين أنفسهم عند محاولة الفوج المجوقل القبض عليهم ما أدى إلى إصابة 19 عسكرياً بجروح متفاوتة .

وحيا رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أمس «أبطال الجيش اللبناني الذين قاموا بعملية ناجحة في محيط بلدة عرسال». ورد في احتفال تخريج طلاب الجامعة الأنطونية على كلام الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله قبل أسبوع عن فتح الأجواء لمئات الآلاف من المقاتلين من دول إسلامية وعربية للقتال ضد إسرائيل فقال: «الانتخابات قادمة، واللبنانيون واللبنانيات سيقولون بوضوح ما إذا يريدون أن يستوردوا معرفة ومهارات، ويصدّروا حلولاً وخدمات ومنتجات، أو كما يهدد البعض في هذه الأيام، أن يستورد حرساً ثورياً وميليشيات». وأكد أن «هذا كلام لا يعبّر عن موقف الدولة اللبنانية، والشعب اللبناني قادر على أن يحمي أرضه بنفسه من أي عدوان إسرائيلي، ولا يحتاج لأيّ قوى خارجية ولأي ميليشيات أياً كانت جنسيتها».

وفيما واصلت مخابرات الجيش تحقيقاتها مع زهاء 337 نازحاً سورياً من مخيمي النَور والقارية أوقفوا أول من أمس أثناء المداهمة المباغتة للمخيمين، لجمع معلومات عن تحركات العناصر الإرهابية، والأماكن التي كان الانتحاريون ينوون استهدافها، سلمت حركة «حماس» و «عصبة الأنصار» المطلوب السيد الى أحد حواجز الجيش عند مدخل عين الحلوة، الذي سلمه بدوره إلى المديرية العامة للأمن العام اللبناني، كونه مطلوباً لديها لورود اسمه في التحقيقات مع 7 عناصر إرهابيين أوقفهم الأمن العام مطلع شهر حزيران (يونيو) الماضي، على أنه المزود الأساسي لهم بالمتفجرات والأحزمة الناسفة التي كانوا ينوون استخدامها في عمليات متفرقة خلال شهر رمضان في العاصمة وفي ضاحية بيروت الجنوبية وفي طرابلس، وتشمل اغتيالات بمسدسات كاتمة للصوت.

والموقوفون السبعة قبل زهاء شهر هم: 5 فلسطينيين وسوري ويمني، كما سبق للأمن العام أن أعلن في 9 حزيران الماضي، وكانوا اعترفوا بالعمليات التي كانوا ينوون القيام بها وبأن السيد هو مصنع الأحزمة الناسفة التي كانوا سيستخدمونها في العمليات التي خططوا لها. إلا أن مصدراً رسمياً مسؤولاً أبلغ «الحياة» أمس، أن السيد هو المنظّم والمشغّل الرئيس للمجموعة التي تعاون الأمن العام وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي على إلقاء القبض على عناصرها والتي كان من بين أهدافها أحد المرافق في البلد.

وقالت مصادر أمنية أخرى أن «حماس» و «عصبة الأنصار» قامتا بجهود لتسليم السيد، لتجنيب المخيم أي خضة أمنية، ونظراً إلى إلحاح مخابرات الجيش والأمن العام على تسلمه.

وعلى صعيد التحقيقات مع الموقوفين في مخيمي النازحين في عرسال، أوضح مصدر أمني رفيع لـ «الحياة» أن 31 من الموقوفين هم من المتورطين مع الانتحاريين الذين فجروا أنفسهم أثناء مداهمة الجيش للمخيمين لتحديد المناطق التي كانت هدفاً لتفجيرات الانتحاريين، لأنهم من المشتبه بأنهم كانوا سيساعدون في تنفيذ العمليات لوجستياً، خصوصاً أن المعلومات الدقيقة دفنت مع الانتحاريين.

وإذ أحجم المصدر الأمني عن ذكر أسماء الموقوفين الـ31، قال إن بقية الموقوفين المدنيين يجرى التحقيق معهم لغربلتهم ومعرفة من منهم على علاقة بالمخطط التفجيري الذي أحبطته مداهمة الجيش للمخيمين أول من أمس. وذكر مصدر آخر أن بعض الموقوفين من نازحي المخيمين قد لا يكونون متورطين مع الانتحاريين، لكن قد يكونون على علم ببعض تحركاتهم وصلاتهم. كما أن التحقيق مع النازحين قد يدل على أشخاص آخرين من المجموعات الإرهابية.

وتساعد العمليات الاستباقية التي يقوم بها الجيش وسائر الأجهزة الأمنية في إلقاء القبض على مطلوبين للسلطات اللبنانية لقيامهم بعمليات ضد الجيش، مثل ما حصل قبل أيام حين جرى توقيف السوري أحمد خالد دياب الذي أعلن الجيش أمس أنه اعترف في التحقيق معه بأنه هو الذي قتل أحد ضباط الجيش العقيد المغوار نور الدين الجمل، أثناء غزوة «داعش» و «النصرة» على عرسال في 2 آب (أغسطس) 2014، والتي أدت إلى استشهاد عسكريين بينهم ضابطان كبيران، وإلى خطف آخرين ما زال 9 منهم محتجزين لدى «داعش».