نصير الشباب يعود لتفعيل أحلام العصر في ساحل أميركا الغربي

السبت ٣١ مارس ٢٠١٨ الساعة ١١:٠٠ مساءً
نصير الشباب يعود لتفعيل أحلام العصر في ساحل أميركا الغربي

قد لا يتذكر البعض وصفًا دقيقًا وأنيقًا خرجت به وكالة “رويترز” البريطانية للأنباء قبل نحو عامين من الآن، خلال زيارة الأسبوعين الفائتة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى أميركا في يونيو 2016 (رمضان 1437هـ)، حينما كان وليًّا لولي العهد.

حينذاك، اختصر مراسلا الوكالة في الولايات المتحدة، أنجوس مكدوال وسيلين أسود، ووصفية الصورة الشفافة ووضعية الأداء العملي اللائق للأمير الشاب، من خلال تقرير وصفته من خلاله بـ”نصير الشباب العصري”.

وكتبت “رويترز” في ذلك الوقت: “سعى الأمير محمد بن سلمان من خلال زيارته لوادي السليكون إلى تعزيز صورة نصير الشباب العصري. ووجّه رؤية 2030 إلى أبناء المملكة الذين يصغرونه سنًّا، ويمثلون 70% من السكان، ووعد باستغلال مواهبهم وإمكاناتهم وتفانيهم”.

وأضافت: “لقيت رسالته من أجل التحديث صدى قويًّا على وسائل التواصل الاجتماعي بين الشبان السعوديين، حيث تحظى المشاركة في الوسوم المتعلقة بالأمير الشاب بإقبال ضخم”.

نصير الأحلام اليانعة:

واليوم يعود “نصير الشباب” إلى ساحل أميركا الغربي، ما بين قيادات تقنية بارزة في سياتل، ومراكز قوى تقنية وصناعية وإعلامية أخرى في كاليفورنيا ووادي السيلكون، والهدف تفعيل المزيد من الشراكات المهمة التي تعزّز أحلام الشباب “اليانعة” والطامحة، وتفعليها في إطار عصري عبر أهم الشركات العالمية، في أحد أبرز مراكز الثقل الاقتصادية على المستوى العالمي.

ولعل زيارة ولي العهد للساحل الغربي، ما بين سياتل وكاليفورنيا بشكل عام ووادي السيلكون بوجه خاص، تشير إلى الجانب الاقتصادي “غير الرسمي” من الزيارة إلى الولايات المتحدة، الذي يهتم أساسًا بعقد اتفاقيات مهمة مع شركات كبرى، كما حدث في الزيارة الفائتة قبل نحو عامين.

ولعلنا نتذكر أهم ما تبقى من مشاهد زيارة 2016 لوادي السيلكون، حينما جمعت البساطة والشفافية والمعطيات العملية المباشرة بين الأمير الشاب ورئيس “فيسبوك” الشاب مارك زوكربيرج، حينما لعبا “البينج بونج” وارتدى محمد بن سلمان نظارة الواقع الافتراضي، وكأنه يرى من خلالها المستقبل القريب المنشود لـ”رؤية 2030″.

خصخصة ورقمنة بالاستثمار “السيادي”:

لا يزال الصندوق السيادي السعودي للاستثمارات العامة، يبحث عن تحديد أهداف الخصخصة الأبرز للمؤسسات الكبرى في الدولة ورقمنة عملياتها بشكل أكثر سلاسة ونضجًا، لهذا ستتواصل المباحثات في الساحل الغربي مع الشركات المتخصصة من أجل بحث شراكات تفيد أكثر من قطاع في السعودية.

ومن بين الأهداف التي أوردتها بعض التقارير المتخصصة، الشراكة بين وزارة الطاقة السعودية وشركة أمازون، من أجل بناء مركز بيانات ضخم في البلاد، بالإضافة إلى خدمات الرقمنة لشركة أرامكو.

وبحسب “رويترز”، فإن التوقيع مع صندوق “الرؤية سوفت” بشأن مشروع الطاقة الشمسية الأكبر عالميًّا، زاد من رغبات العديد من كبار المستثمرين الأميركيين للعمل في السعودية، وخصوصًا في القطاع التكنولوجي، وهذا ما ستفسره الأوقات المقبلة من زيارة ولي العهد إلى وادي السيليكون، حيث من الممكن أن تخرج شراكات في مجالات الذكاء الاصطناعي والروبوتات وغيرهما.

بدايات الدلائل من سياتل:

ولعل بدايات تلك الدلائل للشراكات، ما بين تفعيل الخصخصة والرقمنة وما يدور في فلكهما وغيرهما، بدأت من خلال زيارة سياتل الحالية.

البداية مع توقيع اتفاقية تأسيس مشروع لتوطين أكثر من 55% من صيانة وإصلاح وعمرة الطائرات الحربية ذات الأجنحة الثابتة والطائرات العمودية في السعودية، بالإضافة إلى نقل تقنية دمج الأسلحة على تلك الطائرات وتوطين سلسلة الأمداد لقطع الغيار داخل المملكة.

وأيضًا تباحث ولي العهد مع مؤسس ورئيس شركة أمازون جيفري بريستنبيزوس، في بداية مباحثات قد تشهد توقيع مجموعة اتفاقيات مع عدد من الجهات الحكومية السعودية وغيرها.

وفي سياتل أيضًا، التقى الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس المشارك لمؤسسة بيل ومليندا جيتس الخيرية مؤسسة شركة “مايكروسوفت” العملاقة، بيل جيتس، حيث تباحثا في عدد من بنود المصالح المشتركة.