لاجئ إيراني: النوم على كرتون أفضل من جحيم العيش في إيران

الجمعة ٢٨ سبتمبر ٢٠١٨ الساعة ١:٢٣ مساءً
لاجئ إيراني: النوم على كرتون أفضل من جحيم العيش في إيران

سلطت صحيفة الغارديان البريطانية الضوء على اللاجئين الإيرانيين الذين فروا من جحيم نظام الملالي في بلادهم إلى بلدان أخرى لا تتمتع بمستويات الرفاهية اللازمة أو التي يرغبون فيها، غير أنها -على أية حال- أفضل من جحيم الملالي.
وفي مركز “ميكاليسشت” للاجئين في وسط بلغراد، يصطف طالبو اللجوء الشباب للحصول على قصة شعر مجانية، وتمتلئ الغرفة بالقادمين الجدد، حيث وصل البعض من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والبعض الآخر ينامون في منطقة قريبة من بارك لوكا، المعروف محليًا باسم أفغاني بارك، لكن على غير العادة في صربيا – وهي بوابة للاتحاد الأوروبي – فإن الإيرانيين هم الذين يشكلون أعدادًا كبيرة من الوافدين الجدد.
وفي العام الماضي، أصبحت صربيا أول دولة في البر الرئيسي لأوروبا توفر للسياح الإيرانيين السفر بدون تأشيرة، ولذلك فإن تواجد الشباب بشكل دائم لقص شعرهم أو مجالسة زملائهم اللاجئين في وسط بلغراد بات أمرا معتادا في البلاد.
ومع ذلك، فإن العديد من الإيرانيين الذين وصلوا من أجل السياحة لا يستقلون رحلات العودة لبلادهم، حيث فضلوا أن يذهبوا إلى المصير المجهول على أن يبقوا تحت رحمة نظام الملالي ووطأة الظروف الاقتصادية القاسية، والتي تفاقمت بفعل العقوبات الجديدة التي فرضها الأميركي دونالد ترامب والتي جعلت العملة الإيرانية في حالة انهيار واضح.
ووصل سوروش رحماني، البالغ من العمر 24 عامًا، إلى صربيا منذ أربعة أشهر، وعلى مدى تلك الفترة حاول الزائر الإيراني أن يدخل الاتحاد الأوروبي عدة مرات.
والتقت الصحيفة البريطانية مع رحماني وهو يُحضر للمحاولة التاسعة لدخول منطقة اليورو، ومثل غيره من اللاجئين، قام رحماني بإيداع 2000 يورو في مكتب صرافة لدفع ثمن مروره، ولن يتم تهريبه إلا بمجرد اتصال هاتفي من الشخص المُنظم لذلك لتأكيد وصوله بنجاح إلى إيطاليا.
وقال رحماني: “كانت إيران مثل الجحيم.. أفضل أن أنام على كرتون هنا بدلاً من العيش في إيران.”
أمن الحدود القاسي في المجر يعني أن رحماني سيحاول الدخول إلى الاتحاد الأوروبي عبر كرواتيا، حيث يُفضل اللاجئون أن يعبروا أولاً إلى البوسنة والهرسك، لأن الحدود الأطول تمنحهم فرصة أفضل.
وذكرت وسائل الإعلام البوسنية في الآونة الأخيرة أن عدد الإيرانيين الذين يلتمسون اللجوء في البلاد هذا العام (حتى سبتمبر) بلغ 1،647 مقابل 16 إيرانيًا في العام الماضي بأكمله.