شابان يهديان ولي العهد رؤية مستقبلية عن التعليم تنقله من التلقين للإبداع

الأحد ٩ سبتمبر ٢٠١٨ الساعة ١١:٥٩ مساءً
شابان يهديان ولي العهد رؤية مستقبلية عن التعليم تنقله من التلقين للإبداع

رؤية المملكة العربية السعودية 2030 هي بمثابة دعوة لكل شاب شغوف لبناء وتطوير وطنه، وهذا ما دفع الشابين سراب الحارثي ومحمد الرساسمة لعمل “رؤية مستقبلية لنظام التعليم في المملكة 2030″، والتي تهدف إلى نقل التعليم من حيز التلقين إلى مرحلة التفكير والإبداع.

ومن ينظر إلى الرؤية “تحتفظ الصحيفة بنسخة منها” يلاحظ مباشرةً التغيير الجذري لنظام التعليم من حيث الشكل والمحتوى وكذلك مسميات بعض المراحل وعددها وعدد سنواتها، وكذلك إشراكهم لجميع مؤسسات ووزارات الدولة في رؤية التعليم.

وقال الشاب محمد الرساسمة: إن المملكة تمتلك مقومات كثيرة وعديدة وحان الوقت لاستغلالها في صناعة نموذج تعليمي فريد من نوعه يمكننا بأن نوظف طاقات الطلاب المهدرة في المكان الصحيح وبالشكل المناسب.

كما تحدثت الشابة سراب الحارثي عن الرؤية بقولها: “صحيح أن التعليم الحالي خرج لنا كثير من الموهوبين والعباقرة، ولكن ماذا عن آلاف الطلاب الذين لم يساعدهم نظام التعليم على اكتشاف نقاط قوتهم مبكرًا وتوجيهم التوجيه الصحيح حتى يستفيد الوطن من الجميع في شتى مجالات الحياة وبمخرجات عالية الجودة”.

ومن يتصفح رؤية هذين الشابين يجد أنها رؤية ملهمة تتوازى مع طموحات رؤية المملكة 2030، حيث ركزت على بناء أجيال مبدعة ومجتمع تكون فيه درجة البكالوريوس هي أقل درجة علمية للشباب السعودي، كما أن اللغة الإنجليزية ستكون لغةً أساسية بجانب لغتنا الأم وما يلفت الانتباه في هذه الرؤية أنها تعتمد على وضع كل طالب في المسار المناسب منذ سن مبكر واضعين برؤيتهم ما يفوق السبع مسارات تبدأ مع الطالب عند بلوغه سن الخامسة عشرة بعد أن يتم اكتشاف ميولهم واهتماماتهم في مرحلتي الابتدائية والإعدادية، وذلك عن طريق اختبارات حديثة جدًّا منها الاختبارات الفسيولوجية وغيرها”.

والجميل في هذه الرؤية أن الجميع سيتعلم ويدرس ما يحب وستكون نتيجة ذلك ظهور جيل محترف ومثقف في كل مهنة تجدها في سوق العمل أو حتى على الصعيد الرياضي مثلًا كما هو موضح في رؤيتهم”.

وفي أحد مواضيع الرؤية ركزوا على استحداث تخصصات تواكب رؤية المملكة 2030 مراهنين على أن ذلك سينتج عنه استقطاب طلاب العالم لدراسة هذه التخصصات في المملكة، وستكون اللبنة لإطلاق أكبر جامعة للتكنولوجيا في العالم ومقرها المملكة العربية السعودية (نيوم على سبيل المثال)، والملاحظ أن الرؤية الحالمة لهذين الشابين حثت على رعاية ابتكارات الشباب، وأن ذلك سيدر على الوطن إيرادات ضخمة وسيجعل المملكة محط أنظار شركات العالم لتنفيذ ابتكارات شبابنا.

ويبدو أن الشابين لم يتركوا واردة ولا شاردة إلا وتحدثوا عنها في رؤيتهم ومن ذلك حديثهم عن أهمية إنشاء مراكز أبحاث عالمية تمنع تسرب الكفاءات السعودية للدول الغربية، كما فصلوا في رؤيتهم عن برامج خاصة للمعلمين وعن دور الخصخصة في رؤيتهم ودور التعليم الإلكتروني كذلك.

كما تحدثوا عن إجازات الطلاب والمعلمين ووضعوا رؤيتهم الخاصة بذلك، فمن يتصفح رؤية هذين الشابين يجد الكثير من الأفكار الجميلة والرائعة والتي تستحق دراستها بشكل مفصل ولحفظ حقوقهم الفكرية لم يتم التصريح عن الكثير من خبايا هذه الرؤيا.

وبسؤالهما عن أهمية مشاركة الشباب في تحقيق رؤية المملكة 2030 أجاب الشاب محمد الرساسمة: “إننا نؤمن بأن نجاح أي رؤية تكون بمشاركة أبناء الوطن في صياغتها وتحقيق أهدافها، ولهذا قررنا أن نعمل مع دولتنا في تحقيق طموحاتها، لذلك عملنا على إعداد رؤية تركز على استحداث أفضل نظام للتعليم على المستوى الإقليمي والدولي، يجعل من مخرجاته نموذجًا يحتذى به عالميًّا، وبهذه الرؤية نراهن على نجاحها لأنها قامت على شباب الوطن، وذلك بابتكار نظام تعليمي يناسب أسلوب حياتنا وبطريقتنا نحن وليس باستنساخ تجارب دول أخرى لأنهم صنعوا نموذجًا يناسبهم وبطريقتهم”.

وعن سؤالهم عن شعورهم بعد أن أتموا إنجاز هذه الرؤية تقول سراب الحارثي: تغمرنا الفرحة ونحن في عمر الشباب بأننا نحاول أن نشارك دولتنا في تحقيق طموحاتها، متمسكين بكل وسائل الطموح بأن تتحقق رؤيتنا على أرض الواقع، ونحن على ثقة من ذلك.

وبسؤالهم عن السبب الرئيسي لعمل هذه الرؤية أجابا أن السبب يعود إلى ولي العهد الذي قال: “إن طموحنا عنان السماء وأنا واحد من عشرين مليون نسمة وأنا لا شيء من دونهم وبهم سننجح فإذا عمل الشباب بكل قوة سوف يخلقون بلدًا آخر مختلفًا وسنكون أقوى بلد في العالم”، مما جعلنا كشباب نستشعر المسؤولية ونقوم بهذا الجهد المتواضع والذي نتمنى أن يصل إلى ولي العهد.