من يقود إيران إذا سقط خامنئي ؟

الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠١٩ الساعة ٣:٠٧ مساءً
من يقود إيران إذا سقط خامنئي ؟

لطالما كان مقياس الحاكم الناجح عند الشعب الإيراني بسيطًا، فقد حكم الإيرانيون طوال ألفين ونصف عام على ملوكهم بالخير أو الشر إذا تمكن الملوك من الحفاظ على استقرار النظام، وبهذا المعيار، فشل النظام الحالي فشلًا ذريعًا، بحسب ما أشار تقرير نيويورك بوست.

اضطرابات تجتاح طهران:

فقد اجتاحت الاضطرابات الشعبية طهران، يوم الجمعة الماضي احتجاجًا على تخفيضات دعم الوقود الذي أشعل انتفاضة كاملة، وخرج الشباب ينادون بالموت للديكتاتور، خامنئي، مع شعارات تشجب التدخلات الأجنبية من إيران مثل: لا لغزة لا للبنان حياتي فقط لإيران، واحترقت محطات الوقود، وأظهرت لقطات فيديو من المحافظات أن بعض السلطات المحلية فقدت السيطرة.

أخطر تهديد داخلي:

الرئيس حسن روحاني وصف الوضع بأنه أخطر تهديد داخلي في تاريخ النظام الذي تجاوز 40 عامًا، وتعهد بسحقه، واستجاب الجهاز القمعي لهذا التصريح، وقطع الإنترنت عن البلاد، ونشر ميليشيات الباسيج وقُتل أكثر من 200 محتج في 21 مدينة، وفقًا لتقديرات لمنظمة العفو الدولية، وبذلك كشفت إيران أن قبضتها على السلطة تعتمد بالكامل على قوة السلاح والتعذيب لا على مباركة الشعب.

بغض النظر عن مجرى الأحداث، التي يبدو فيها الآن أن النظام قد نجح بالفعل في إخماد الانتفاضة، هناك شيء واحد واضح، منذ 40 عامًا زادت نسبة الفقر، والتوتر الأجنبي المستمر مع الجيران، ويقاوم النظام أي احتجاجات تمامًا على الطريقة الصينية لكن دون أن يحقق أي نمو أو تطور كالصين.

أيديولوجية النظام تلقي باللوم على العقوبات الغربية في مشاكلها الاقتصادية، لكن الحقيقة هي أنهم اختاروا الكثير من المعارك مع الكثير من الجيران، فما الفائدة من الفتح السوري عندما لا يستطيع العامل الإيراني شراء اللحم والبيض؟ أو ما الفائدة من السيادة على العراق بينما لا يحصل المدرس الإيراني على راتبه لمدة 9 أشهر متتالية؟

أيام النظام معدودة:

مثل هذه التناقضات أسقطت سلطات أقوى بكثير من سلطة حكام إيران، لذا فإن أيام النظام باتت معدودة، خاصة إذا تم إعادة انتخاب الرئيس ترامب، هذا يعني أن نظام الملالي سيتعين عليهم تحمل ضغوط العقوبات، ليس لمدة عام آخر ولكن لـ 5 سنوات.

السؤال هو ما الذي سيأتي بعد ذلك؟

يحلم الكثيرون في ثورة تعدل مجرى الأمور لإيران، لكن النتيجة الأكثر واقعية أنه إذا لم تقع الدولة في فوضى الحرب الأهلية والانقسامات العرقية، فسيكون مصير الحكم ملكيًا، لاسيما وأنه من المستبعد تمامًا أن تكون إيران دولة علمانية.

لكن حتى قبل أن يصل الإيرانيون إلى حد التفكير في نظام ما بعد الجمهورية الإسلامية، فإنهم يحتاجون إلى رمز حي واضح قوته للجميع، على سبيل المثال كان لسلالة بهلوي، مؤسس الدولة البهلوية، رضا خان، الذي أصبح فيما بعد رضا شاه، وبالمثل، بعد الثورة الإيرانية عام 1979 التي أتت بالسلطة الحالية كان لها المرشد الخامنئي، الذي أصبح فيما بعد الزعيم الأعلى، تحتاج معارضة اليوم أيضًا إلى رمز لتقديم إجابة على سؤال من يقود إيران؟

أبرز المرشحين:

مجاهدو خلق:

في وقت سابق من هذا العام، ذهب المحامي الشخصي للرئيس الأمريكي دونالد ترمب رودي جولياني، إلى مجاهدي خلق، حيث يتأهب نحو 3400 عضو للإطاحة بالنظام الإيراني، ووصفهم بأنهم حكومة في المنفى.

وتعتبر إدارة ترامب، حركة مجاهدي خلق بديلًا مقبولًا للنظام الحالي، وهي من أقدم الحركات وأفضلها تنظيمًا والأكثر شهرة بين عدد من حركات المعارضة الإيرانية.

حفيد الشاه:

ظهر رضا بهلوي الثاني، الابن الأكبر لشاه إيران محمد رضا بهلوي من زوجته الثالثة فرح ديبا، في أكثر من مناسبة يتحدث ضد النظام في طهران ويدعو المعارضين إلى التوحد تحت قيادته ورؤيته نحو إيران ديمقراطية، مؤكدًا على أن الاستياء من الفساد الحكومي وسوء الإدارة الاقتصادية قد أوصل النظام إلى حافة الانهيار، فهل يعود الحفيد المقيم في ماريلاند إلى عرش أبيه وجده؟