وسط أوضاع مزرية

كورونا حول معسكرات العمال في قطر إلى سجن للمهاجرين

الجمعة ٢٠ مارس ٢٠٢٠ الساعة ٢:٢٢ مساءً
كورونا حول معسكرات العمال في قطر إلى سجن للمهاجرين
المواطن - ترجمة: منة الله أشرف

قالت صحيفة الغارديان البريطانية، إن أكبر معسكر عمل للعمال المهاجرين في قطر بات بمثابة سجن افتراضي لهم، بعد وضعه في حالة إغلاق تام نتيجة لإصابة مئات عمال البناء بفيروس كورونا الجديد (كوفيد – 19)، حيث تحرس الشرطة محيط منطقة ضخمة داخل المنطقة الصناعية، لا يمكن لأي شخص الدخول أو المغادرة، بحسب ما قال العمال الذين يعيشون في المنطقة، والذين عمل الكثير منهم في مشاريع البنية التحتية لكأس العالم 2022.

أوضاع مزرية:

وتابع التقرير: إغلاق مخيمات المهاجرين في قطر وضع الآلاف من العمال المحاصرين في ظروف مزرية ومزدحمة حيث أغلقت الشرطة منطقة ضخمة من المنطقة الصناعية بالدوحة، وهو ما ترك هذه الأعداد الضخمة محاصرين في مخيمات مزدحمة ومكتظة بالسكان، حيث يمكن أن ينتشر الفيروس بسرعة أكبر ويصيب المزيد داخل المخيمات المعزولة، ويصف العمال جوًا من الخوف والريبة.

والمنطقة الصناعية هي مساحة شاسعة من المستودعات والمصانع وسكن العمال تقع على بعد نحو نصف ساعة من العاصمة القطرية، وهي موطن لمئات الآلاف من الرجال، ومعظمهم يعيشون في مهاجع ضيقة، وغالبًا ما تكون معبأة بثمانية أو عشرة رجال في الغرفة، مما يجعل من الصعب للغاية وقف انتقال الفيروس، كما أنه غالبًا ما تكون المطابخ والمراحيض مشتركة يشاركها عشرات الرجال، ما يجعل الأوضاع غير صحية بالمرة.

وقالت مصادر داخل المخيم لصحيفة الغارديان إن بعض العمال كانوا في إجازة دون أجر حتى إشعار آخر مع تغطية تكاليف الطعام والسكن فقط.

وقال أحد العمال من بنغلاديش: الوضع يزداد سوءًا كل يوم، العمال من المخيم 1 إلى المخيم 32 محاصرين، جميع من هناك يشعر بالذعر الشديد.

وقالت عاملة نيبالية تعيش داخل المنطقة تحت حظر، إنها ممنوعة من مغادرة المنطقة، متابعة: لا يُسمح لنا بالسير في مجموعات أو تناول الطعام في مقهى، أنا قلقة بشأن عائلتي في المنزل، لن يكون هناك من يعتني بهم إذا حدث لي أي شيء.

وقال عامل نيبالي آخر: الوضع متوتر للغاية هنا.

ويبدو أن الإغلاق قد تم تطبيقه بعد أن أعلنت الحكومة عن 238 حالة إصابة بالفيروس بين العمال الأجانب في 11 مارس، وتم تحديد 113 حالة أخرى خلال الأيام الخمسة التالية.

ومع ذلك، بينما أغلقت قطر جميع الأماكن العامة تقريبًا في مواجهة الوباء العالمي، قال بعض عمال البناء الذين لم تثبت إصابتهم بـ فيروس كورونا إنهم لا يزالون مجبرين على العمل. 

وقالت فاني ساراسواثي، الصحفية المتخصصة في حقوق المهاجرين، التي عاشت في قطر لمدة 17 عامًا: كيف يمكن للعمال حماية أنفسهم في حين أن معظم المخيمات لا تحتوي على مياه جارية ولا تحتوي على مطهرات يدوية؟ كيف يمكنك تطبيق المسافة الآمنة بين الأشخاص في مخيم يعيش فيه الآلاف من الرجال جنبًا إلى جنب؟ 

وتشير الإحصائيات إلى أنه هناك نحو مليوني عامل مهاجر في قطر، معظمهم من جنوب آسيا وشرق إفريقيا، وهم يشكلون 95% من السكان العاملين، وازدادت أعدادهم بسرعة في السنوات الأخيرة.

وأفادت الصحيفة البريطانية أن العمال الآخرين خشوا التحدث إليهم؛ خشية ترحيلهم بسبب التحدث إلى وسائل الإعلام.

وكانت حكومة قطر أكدت سابقًا أن معظم حالات الإصابة بفيروس كورونا في البلاد تقع في المنطقة الصناعية، وسجلت 460 حالة، دون وفيات حتى الآن.