التشكيك في الأرقام يهز الثقة في النظام الروسي

حصن روسيا يبدأ في الانهيار مع انتشار فيروس كورونا

الجمعة ٢٠ مارس ٢٠٢٠ الساعة ٣:٣١ مساءً
حصن روسيا يبدأ في الانهيار مع انتشار فيروس كورونا
المواطن - ترجمة: منة الله أشرف

أشاد المسؤولون الروس في الأيام السابقة بنجاحهم في وقف انتشار فيروس كورونا، الآن الحالات آخذة في الارتفاع مع التشكيك في إحصائياتهم، ما يهز الثقة في النظام الروسي عالميًا، بحسب ما أفادت مجلة فورين بولسي الأمريكية.

وتابعت: مع انتشار جائحة فيروس كورونا حول العالم ووفاة 10.4 آلاف شخص في الأسابيع الأخيرة حول العالم، ظهرت روسيا كبقعة من الهدوء النادر، واستمرت الحياة اليومية إلى حد كبير كالمعتاد، مع استمرار المطاعم وأماكن العمل والمدارس في العمل.

وأشارت السلطات في تصاريح تنضح بالثقة إلى تجاوز المصابين حاجز المئة فقط دون تسجيل حالات وفاة، وذلك بعد اختبار أكثر من 116 ألف شخص في البلد الذي يبلغ تعداده 145 مليون شخص، وبنوا لهم حصنًا من الأخبار التي تفيد بأن روسيا هي واحدة من أدنى النسب بين الدول المصابة في العالم.

ومع ذلك، ففي أقل من 48 ساعة، بدأت هذه الصورة في الانهيار، أغلقت روسيا حدودها، ومنعت السفر الجوي، وأغلقت المدارس، وبدأ الخبراء الطبيون يشككون في إحصاءات روسيا الرسمية عن الإصابات الحقيقة للفيروس.

نظام صحي مرهق يتعامل مع أزمة جديدة:

وقال التقرير: اليوم بلغ عدد الإصابات نحو المئتين، وتسجيل حالة وفاة، وهذا يعني أن الحكومة الروسية أضاعت فرصتها في إبطاء الوباء، تاركة نظامًا للرعاية الصحية مرهقًا بالفعل وسط ضعف الاقتصاد للتعامل مع عبء أزمة وطنية جديدة.

وقال ألكسندر جابوف، من مركز كارنيغي للدراسات والأبحاث في موسكو: الحكومة تدرك الآن أن العدوى يمكن أن تقفز بسرعة، والشاغل الرئيسي هو أن النظام الطبي ليس لديه القدرة على التعامل مع الارتفاع القادم في الحالات.

الأرقام تشير إلى واقع أكثر خطورة:

وتابع: في حين أن الأرقام الرسمية لا تزال منخفضة، تظهر أدلة على أن الواقع أكثر خطورة، مع تشخيص العديد من حالات الفيروس بشكل خاطئ على أنها أمراض أخرى.

ووجد تقرير نشرته RBC، صحيفة أعمال روسية، أن روستات Rosstat، اللجنة الحكومية للإحصاء في روسيا، سجلت زيادة بنسبة 37 % من حالات الالتهاب الرئوي، وهي حالات تتشابه في أعراضها مع فيروس كورونا، وهذا يجعل الرقم الحقيقي للمصابين في روسيا يُقدر بنحو ألفي حالة.

نقص أجهزة التنفس الاصطناعي في المستشفيات:

وأشارت المجلة الأمريكية إلى دليل آخر على أن انتشار الفيروس أكبر بكثير مما تعلنه روسيا، وهو تصريح تحالف الطبيب، وهو اتحاد تم تشكيله مؤخرًا للمهنيين الطبيين في روسيا، والذي قال إن الرقم الحقيقي للمصابين بكورونا يمكن أن يكون بالآلاف، وحذر في مقطع فيديو تم نشره مؤخرًا على قناة يوتيوب، من نقص أجهزة التنفس في مستشفيات روسيا، الجهاز الرئيس المستخدم في علاج كورونا، مما يشير إلى المزيد من الإصابات.

وتضمن الفيديو أيضًا مكالمات مجهولة من أطباء قالوا إنهم طُلب منهم تطهير أجنحة المستشفى بالكامل من أجل استيعاب سيل من المرضى الذين يعانون من “الالتهاب الرئوي”.

وأشار تقرير آخر من منظمة ميدوزا إلى تطور مماثل في سانت بطرسبرغ، والذي سجل 10 حالات مؤكدة من كورونا.

أزمة ثقة:

ولفتت الصحيفة إلى جانب خطير آخر وهو أن أزمة الثقة بين المواطنين الروس والنظام الطبي، وهو ما يمنع بعض المرضى من التقدم للاختبار، وقالت جودي تويج، الطبيبة من جامعة فرجينيا كومنولث: لن يذهب الناس لزيارة الطبيب؛ لأن الكثير منهم اعتادوا على العلاجات المنزلية، وهناك عدم ثقة عميق في النظام الصحي، وخاصة خارج موسكو.

واختتم التقرير قائلًا: كلما طالت فترة عدم صدور تقارير تتصف بالشفافية، كلما زاد التأخير الحتمي في منع تفشي فيروس كورونا، ما سيؤثر لاحقًا على الوضع الاجتماعي ومن ثم السياسي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.