سياسة أردوغان تضع البلاد في مأزق

وباء كورونا يعرض الاقتصاد التركي لخطر السقوط الحر 

الأحد ١٠ مايو ٢٠٢٠ الساعة ٤:٥٥ مساءً
وباء كورونا يعرض الاقتصاد التركي لخطر السقوط الحر 
المواطن - ترجمة: منة الله أشرف

قال مركز أبحاث BESA إن جائحة فيروس كورونا تعمّق الاختلالات في الاقتصاد التركي، وتعرضه لخطر السقوط الحر، خاصةً مع التحديات الصعبة التي تواجهها السياسة الخارجية لتركيا.

وتابع مركز الأبحاث المختص بسياسات حول الشرق الأوسط والشؤون الإستراتيجية العالمية: بعد ما يقرب من عقد من الزمان على محاولة أردوغان تأسيس إمبراطوريته المزعومة، اتضح بشكل لا لبس فيه أن رؤى الخلافة خادعة مثلها مثل طموحات أردوغان لجعل تركيا قوة عالمية كبرى.

وأضاف: هدد فيروس كورونا السياحة التركية وضربها في مقتل، وارتفعت نسبة البطالة بشكل كبير، والعملة الوطنية في حالة من السقوط الحر، وهناك ازدهار في رصيد الدين واحتمالات حدوث ركود.

وأردف التقرير: هناك معضلة أخرى يواجهها الرئيس أردوغان، وهي نظام الدفاع الجوي المضاد للصواريخ S-400 الذي سلمته موسكو إلى أنقرة في يوليو الماضي، وهو ما يعرضه للعقوبات الأمريكية الصارمة، وإذا تخلى عنه فإن ذلك يضعه أمام احتمالية فرض العقوبات الروسية، وهي ليست هينة؛ إذ سبق وأن كلفت العقوبات الاقتصادية الروسية تركيا مليارات الدولارات في غضون بضعة أشهر فقط في أوائل عام 2016 في أعقاب إسقاط تركيا لطائرة مقاتلة روسية من طراز Su-24 في المجال الجوي السوري في نوفمبر 2015.

وقد تقرر تركيا البقاء في المدار الروسي، ولكن هذا سيكون له تكلفة، فإن أسوأ كابوس بالنسبة لأردوغان هو دونالد ترامب الذي يواصل تهديده بتدمير اقتصاد تركيا.

وقال ديفيد ساترفيلد، المبعوث الأمريكي في أنقرة: لقد أوضحنا موقفنا للرئيس أردوغان ولجميع القيادة العليا في تركيا، تشغيل نظام S-400 يعرض تركيا لإمكانية كبيرة للغاية لعقوبات الكونجرس، وبذلك سيتعين على تركيا الوقوف أمام الولايات المتحدة.

حرب خاسرة لأردوغان:

وقال تقرير مركز الأبحاث: قد يؤدي تفعيل نظام S-400 إلى فرض عقوبات على بنك الدولة، بنك خلق Halkbank، الذي يواجه في الأصل اتهامات أمريكية بانتهاك العقوبات على إيران، ويمكن لغرامة بمليارات الدولارات على البنك أن تشل خطط أردوغان للتعافي الاقتصادي.

وأضاف التقرير: ستكون هذه حرب خاسرة لأردوغان، مع تداعيات اقتصادية وسياسية، والتخلف عن سداد الديون، وانهيار الأسواق، وانهيار إضافي للليرة التركية، سيكون ذلك بمثابة الوصفة المثالية لأزمة مالية عقابية قد تؤدي إلى إزاحة أردوغان.

وبالإضافة إلى ما سبق، لا تزال محادثات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي معطلة، كم أن السياسة الخارجية لدولة أردوغان في أسوأ أوضاعها، حيث تتعمق التوترات في ليبيا ومصر والإمارات وقبرص واليونان.

واختتم التقرير قائلًا: سيمر الاقتصاد التركي تحت قيادة أردوغان بأسوأ أوقاته بعد انقضاء أزمة كورونا.