نفط القرن الحادي والعشرين تحت جناح برامج وخطط الرؤية 2030

السعودية تتطلع لتطوير ودمج الذكاء الاصطناعي في اقتصادها

الإثنين ٢٤ أغسطس ٢٠٢٠ الساعة ١٢:٠٣ صباحاً
السعودية تتطلع لتطوير ودمج الذكاء الاصطناعي في اقتصادها
المواطن - ترجمة: منة الله أشرف

خططت السعودية لإطلاق إمكانات الذكاء الاصطناعي لدعم خطط النمو الاقتصادي، وذلك تحت جناح برامج وخطط الرؤية 2030، عن طريق صياغة وإطلاق سياسات شاملة على مستوى الدولة.

وفي تقرير لمجلة Analytics India Magazine بعنوان كيف تتطلع المملكة العربية السعودية إلى تطوير ودمج الذكاء الاصطناعي في اقتصادها؟ لفت إلى أن المسؤولين يتطلعون إلى أن يضيف الذكاء الاصطناعي قيمة سوقية تصل إلى 500 مليار ريال في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بحلول 2030.

كيف تتطلع السعودية إلى تطوير ودمج الذكاء الاصطناعي في اقتصادها؟

وقد بدأت السعودية، إحدى أكبر الدول المنتجة والمصدرة للنفط، بصياغة السياسة العام الماضي عندما تم إنشاء الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) من خلال مرسوم ملكي في أغسطس 2019؛ لقيادة مهمة تحول البلاد إلى اقتصاد قائم على البيانات. 

إلى جانب ذلك، تعمل الهيئة على تنفيذ منصة سحابية، بهدف بناء أحد أكبر أطر العمل السحابية في الشرق الأوسط من خلال ربط 83 مركز بيانات يسيطر عليه أكثر من 40 هيئة حكومية.

وفي إطار سدايا، تم إنشاء ثلاث وحدات وهم: مركز المعلومات الوطني، والمركز الوطني للذكاء الاصطناعي، والمكتب الوطني لإدارة البيانات؛ لإدارة وتنفيذ الجوانب المختلفة المتعلقة بسياسة الذكاء الاصطناعي. 

كما أنشأت المملكة أيضًا بنك بيانات وطنيًا يتكون من أكثر من 80 مجموعة بيانات حكومية، وهو ما يعادل نحو 30% من الأصول الرقمية للحكومة السعودية، حسبما كشف عبد الله بن شرف الغامدي رئيس سدايا.

نفط القرن الحادي والعشرين:

وأطلقت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) هوية علامتها التجارية لسياسة الذكاء الاصطناعي في الرياض تحت شعار البيانات هي نفط القرن الحادي والعشرين، وفيه قال الغامدي: البيانات هي المحرك الوحيد الأكثر أهمية لنمونا وإصلاحنا في القرن الحادي والعشرين، لدينا رؤية وخارطة طريق محددة لتحويل المملكة إلى سوق رائد للذكاء الاصطناعي والبيانات، وسدايا في طليعة هذا التغيير.

كيف تتطلع السعودية إلى تطوير ودمج الذكاء الاصطناعي في اقتصادها؟

وقال تقرير المجلة المتخصصة في متابعة التقدم التكنولوجي في مجال التحليلات والذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات: تتمحور خطط المملكة في هذا الشأن لجعلها من بين الاقتصادات الرائدة في العالم في تبني الذكاء الاصطناعي، ومنذ تقديم خطة الرؤية السعودية 2030 في عام 2016، حققت البلاد تقدمًا كبيرًا في هذا الشأن.

نيوم: مدينة ضخمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي

وتهدف استراتيجية رؤية المملكة 2030 إلى إنشاء مدن مستدامة والتأكد من الاستخدام الأمثل للموارد في التخطيط الحضري والبنية التحتية وقطاعات الاقتصاد المهمة، وقد أدركت الحكومة السعودية أن الذكاء الاصطناعي والأتمتة مهمان للغاية في هذا السياق لتعزيز الكفاءات في الحكومة.

وتعد المدن الذكية جزءًا أساسيًا من خطة البنية التحتية، وتعمل الدولة على بناء مدينة نيوم بقيمة 500 مليار دولار أمريكي وتمتد على مساحة 26000 كيلومتر مربع باستخدام أحدث التقنيات القائمة على الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، وتقع هذه المدينة الضخمة في قلب الاستثمار والتطوير في الذكاء الاصطناعي.

وستعمل نيوم على دمج الروبوتات والذكاء الاصطناعي بكل جانب من جوانب حياة المواطنين في محاولة لإنتاج عائدات من القطاعات الاقتصادية الرئيسية في المستقبل، ومواجهة التحديات المتزايدة لبناء دولة لا تعتمد على إيرادات النفط وحده.

وتبنت الدولة الذكاء الاصطناعي والروبوتات وأصبحت أول دولة تمنح الجنسية لروبوت وذلك في عام 2017، عندما مُنحت الروبوت صوفيا بالجنسية السعودية.

كيف تتطلع السعودية إلى تطوير ودمج الذكاء الاصطناعي في اقتصادها؟

تعزيز المهارات لمطابقة خطط الذكاء الاصطناعي

وتابع التقرير: مع خطط رؤية 2030 دخلت السعودية الآن رسميًا السباق العالمي لخطط تطوير الذكاء الاصطناعي، وفي حين أنها  بالتأكيد ليس لديها نقص في الأموال لتحقيق أهدافها إلا أنها تحتاج إلى تعزيز مهارات الأفراد، ولحل ذلك تخطط البلاد لجعل الإصلاحات التعليمية أكثر اتساقًا مع الذكاء الاصطناعي والمهارات الرقمية، ومن أجل توليد المهارات ومطابقتها مع رؤية الذكاء الاصطناعي، تعمل وزارة التعليم على إصلاح المناهج الجامعية التي تركز على التحليلات وعلوم البيانات وأمن البيانات.

تنويع الاقتصاد باستخدام الذكاء الاصطناعي

وفي الوقت الحالي، يقدر اقتصاد الذكاء الاصطناعي والبيانات في المملكة بنحو 4-5 مليارات دولار أمريكي، ومن خلال الاستفادة من قوة الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات في الإدارات والعمليات الحكومية، تريد السعودية فرصة لتوليد إيرادات إضافية تزيد عن 10 مليارات دولار أمريكي من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030.

وتشير التقديرات طويلة المدى إلى أن الذكاء الاصطناعي يضيف إلى النمو بنسبة 14% في الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول عام 2030، ما يعادل 15.7 تريليون دولار، وبالتالي، فإن الذكاء الاصطناعي يقدم فرصة تجارية حيوية للغاية، لذلك تحاول رؤية 2030 توسيع وتنويع الاقتصاد السعودي من خلال الذكاء الاصطناعي.

واختتم التقرير قائلًا: يمكن للذكاء الاصطناعي معالجة مجموعة واسعة من التحديات المالية والمجتمعية في البلاد، بدءًا من تقلب أسعار النفط إلى التوسع الحضري المتسارع وندرة المياه، كما أنه يحقق التميز من الناحية الجيوجياسية.

 

بيل غيتس يشن حملة من المملكة للدفاع عن التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي