بسبب الخوف المتزايد من فرض العقوبات 

تركيا تتقرب من إسرائيل سرًا وتتباكى على القضية الفلسطينية علنًا

الخميس ٣ ديسمبر ٢٠٢٠ الساعة ٥:٤٤ مساءً
تركيا تتقرب من إسرائيل سرًا وتتباكى على القضية الفلسطينية علنًا
المواطن - ترجمة: منة الله أشرف

يعمل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بلا كلل لاستغلال القضية الفلسطينية والمتاجرة بها في العديد من المناسبات، لكن عندما يجد نفسه بين شقي الرحى، أي عقوبات الاتحاد الأوروبي المحتملة وإدارة جو بايدن التي أعلنت عدم التساهل معه، فإنه يهرع للتقرب من إسرائيل.

ويعلم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن لن تكون متساهلة مع أنقرة، وهذا الأمر مع بحث الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على بلاده يعزل تركيا بشكل متزايد، وقد أفادت تقارير صحفية أن جهاز المخابرات الوطني التركي أجرى محادثات سرية مع مسؤولين إسرائيليين لتهدئة الأوضاع قليلًا من إحدى الجوانب.

وقال تقرير لـ المونيتور، موقع إخباري حول الشرق الأوسط مقره في الولايات المتحدة، إن هذه المحادثات بين جهاز المخابرات التركي وإسرائيل أطلقتها تركيا لتطبيع العلاقات.

وأكدت ثلاثة مصادر لـ المونيتور، أنه تم بالفعل عقد اجتماعات في الأسابيع الأخيرة، واحد منها على الأقل بحضور رئيس الاستخبارات التركية، هاكان فيدان، لكنهم رفضوا الإفصاح عن المكان.

وقال أحد المصادر إن التواصل بين تركيا وإسرائيل مستمر، وأن الاجتماعات الأخيرة كان ورائها 3 أمور: الأول مناقشة المخاوف الأمنية المشتركة في سوريا، والثاني مناقشة المخاوف المشتركة في ليبيا، والثالث هو رفع مستوى العلاقات.

تقارير تركيا تفتح قنوات خلفية لتوطيد العلاقات مع إسرائيل
تركيا تفتح قنوات خلفية لتوطيد العلاقات مع إسرائيل

العقوبات الأمريكية وتوطيد تركيا العلاقات مع إسرائيل 

وقال التقرير: يتزايد القلق في أنقرة مع نجاح بايدن، فهو لن يكون تساهلًا مع عدوانية أردوغان الذي قام بـ 3 غارات منفصلة في سوريا منذ عام 2016، وإرسال القوات والمرتزقة السوريين إلى ليبيا وأذربيجان، بالإضافة إلى العداوة مع اليونان في مياه بحر إيجة وشرق البحر الأبيض المتوسط، كما أن مصدر القلق الأكبر هو إمكانية فرض العقوبات بسبب شراء منظومة إس -400 الروسية، وخرق بنك خلق التركي القوانين بالتعامل مع إيران وتسهيل التجارة لهم بمليارات الدولارات بالإضافة إلى دعم الجماعات الإرهابية.

وأضاف: لذلك ترى أنقرة أن المحادثات مع إسرائيل يمكن أن تمنحها تأييد من فريق بايدن، ويرى البعض أن الأيام المقبلة ربما تشهد محادثات أكثر كخطوة للتعبير عن حسن نية لإدارة بايدن القادمة وأيضًا لتخفيف مستوى انحدار تركيا على المستوى الإقليمي.

كما يُنظر إلى الصعوبات الاقتصادية المتزايدة التي تواجهها تركيا على أنها نقطة ضعف كبيرة لأردوغان، حيث انخفضت العملة إلى مستويات قياسية، بالإضافة إلى تداعيات فيروس كورونا وتأثيره على السياحة التي يعتمد عليها الاقتصاد التركي بشكل كبير، ذلك بالإضافة إلى الخوف من تفاقم الوضع في حالة فرض عقوبات من الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي.

ومن ضمن الخطوات التي تراجعت عنها تركيا سحب سفينة عروج ريس الاستكشافية من مياه البحر الأبيض المتوسط قبل قمة الاتحاد الأوروبي المقرر عقدها في 3 ديسمبر لتقييم العقوبات ضد أنقرة.

واختتم التقرير قائلًا إن مستوى انعدام الثقة في الرئيس التركي يتزايد، ولن يحدث عكس ذلك قبل أن يهدئ أردوغان ويفيق من تخيلاته الإقليمية.