البيئة في غرفة إنعاش الاقتصاد

الجمعة ١٢ نوفمبر ٢٠٢١ الساعة ٧:٥٢ مساءً
البيئة في غرفة إنعاش الاقتصاد
بقلم : عبدالله صايل

تئنّ الصين من خسائر تقدر بـ900 مليار دولار؛ بسبب الأثر السلبي للتلوث البيئي على الإنسان والمكان، فيما تنوحُ الولايات المتحدة الأمريكية من خسائر تتجاوز 600 مليار دولار كل عام، وذرفَ العالم أجمع دمعًا تهاوى في كل المنتديات الدولية ذات الصلة بالشأن البيئي بسبب خسائر عالمية تقدر بـ2.9 تريليون دولار!

لك أن تعلم عزيزي القارئ أن معدلات الوفيات بالانبعاثات الضارة يوازي ثلاثة أضعاف الوفيات بسبب حوادث الطرق، وهناك 1.8 مليون حالة غياب عن العمل بسبب التلوث الجوي وتبعاته على الجهاز التنفسي، ولك أن تتخيل ما ينتج عن هذا من خسائر اقتصادية وهدر يقدر بـ3.3% من إجمالي الناتج العالمي، وكل هذا مدوّن ومعروض على العالم في المنتدى الاقتصادي الدولي، على سبيل المثال لا الحصر.

ويرى الباحثون الدوليون أن تلوث الهواء وحده مسؤول عن وفاة أكثر من 4.5 مليون إنسان حول العالم، كما يقف “مارد الموت الخفيّ” هذا كمسؤول مباشر عن إصابة 4 مليون طفل حديث الولادة بالربو، ويبتسم، كشأن كل قاتل متسلسل، عندما نأتي على تسببه في ولادة 2 مليون خديج يعانون من اعتلالات صحية تقلب حياة الأسر ويدخلون معها في متاهات لا آخر لها سعيًا للشفاء أو حتى ما تيسّر منه.

ولك الآن أن تتخيل، بعد اطلاعك على المواجع الإنسانية التي يسببها تلوث الهواء وحده، أن تطلع على نزيف الاقتصاد بسبب اختلال في أحد أهم مقومات البيئة وتدني جودة الهواء الذي يتنفسه كل من على الأرض من مخلوقات حية. فالهند يا سيدي الكريم تتكبد خسائر سنوية تُقدّر في المتوسط بـ160 مليار دولار بسبب مؤشرات جودة الهواء الداكن فيها، ويدمر التلوث في طريقه 5.4% من إجمالي الناتج القومي للهند، تاركًا غيابًا كبيرًا عن العمل والتعليم، بل يفاخر هذا الوحش الرمادي الكاسر بوقوفه خلف اكتظاظ أروقة المستشفيات بمئات الآلاف من المرضى الذين سيعانون طوال حياتهم، وستدور الحكومة حول نفسها للبحث عن وسيلة لتوفير العلاج.

لحديثنا بقية.. لنعرف أكثر لماذا تعمل المملكة على النهوض بالبيئة اليوم، وترصد إستراتيجيات هائلة ومبادرات متعددة وخطط وطنية فاعلة لاستدامة بيئة نحياها.

 

*@abdullahsayel 

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني