تصعيد وتيرة الاشتباكات بين الطرفين

مصير قوات الدعم السريع بعد قرار الجيش السوداني إلغاء الانتداب إليها

الإثنين ١٧ أبريل ٢٠٢٣ الساعة ١٠:٢١ مساءً
مصير قوات الدعم السريع بعد قرار الجيش السوداني إلغاء الانتداب إليها
المواطن- فريق التحرير

تشهد السودان أحداثًا متصاعدة واشتباكات كبيرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في ارتفاع لوتيرة الصدام خلف العديد من الضحايا من المدنيين، وسط حرب فيديوهات بين الطرفين، كل طرف يعلن انتصاره وسيطرته في مناطق مختلفة، ومع زيادة الأجواء، أعلن الجيش السوداني إلغاء نقل وانتداب وإلحاق جميع ضباط القوات المسلحة العاملين بقوات الدعم السريع ليتساءل الكثيرين عن مصير قوات الدعم بعد القرار.

نشأة قوات الدعم السريع

في البداية نشأت قوات الدعم السريع كميليشيا قبلية في السودان لأول مرة عام 2003 ثم تطورت حتى أصبحت كيانًا له صفة رسمية، تحت قيادة محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، الذي يشغل منصب نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الحاكم في البلاد منذ اندلاع الثورة السودانية 2019.

ما هي قوات الدعم؟

أطلقت على نفسها قوات عسكرية قومية التكوين، وهي تعمل تحت إمرة القائد العام وتم إنشاؤها بموجب قانون قوات الدعم السريع الذي أجازه المجلس الوطني في جلسته رقم (43) من دورة الانعقاد الرابعة 18 يناير 2017، وقبل أن تكون بقرار رسمي، كانت مكونة من ميليشيات عسكرية قبلية (مليشيات الجنجويد) استخدمها نظام الرئيس السوداني السابق عمر البشير لإخماد التمرد في دارفور بجانب قوات الجيش.

وأصبحت قوة عسكرية موازية تتكون من ما يقرب 40 ألف مقاتل أو أكثر، وبعد التقارير تشير إلى 100 ألف مقاتل، تستحوذ على بعض الأسلحة وأصبحت أحد أذرع النظام السوداني القوية في ذلك الوقت وأصبحت تعمل بشكل شرعي بعد أن أصدر البشير مرسوما رئاسيا في 2013 بإنشاء قوات الدعم السريع، كقوة تابعة للحكومة السودانية تحت قيادة جهاز الأمن والمخابرات الوطني، من أجل القضاء على التمرد في إقليم دارفور وجنوب كردفان وولاية النيل الأزرق، وبعدها أصبحت تابعة للقوات المسلحة بموجب قانون 2017.

تاريخ الخلافات

بدأ الحديث من قبل الجيش السوداني عن اندماج قوات الدعم السريع قبل سنوات لتبدأ الخلافات بين قوات الدعم السريع والجيش لا سيما وأن القوات رفضت الاندماج.

وفي عام 2021 أعلن حميدتي أن مسألة الحديث عن الاندماج في الجيش يمكن أن يفكك البلاد، ليتصاعد الخلاف مع قرار البرهان بحل مجلس السيادة الانتقالي، ليؤكد حميدتي أن قرارات البرهان فشلت وأن السودان أصبح أسوأ من قبل.

حسب الجدول الزمني المتوافق عليه في الاتفاق الإطاري، قد كان من المفترض الإعلان عن رئيس وزراء جديد الثلاثاء 11 أبريل الحالي، لكن لم يصل الطرفان إلى اتفاق بشأن دمج قوات الدعم السريع والمدى الزمني.

بداية الاشتباكات

مع بداية الأسبوع الحالي، تحركت قوات الدعم السريع، بنقل مركبات من مناطق حدودية إلى العاصمة الخرطوم، ليؤكد الجيش السوداني أن قوات الدعم السريع بدأت بالانتشار والتحرك داخل العاصمة الخرطوم وعدد من المدن دون موافقته أو التنسيق معه.

وأوضح الجيش السوداني أن تحركات قوات الدعم السريع مخالفة لمهام ونظام عملها، وأن التحرك سيؤدي إلى مزيد من التوترات.

وأصدر الجيش بيانًا في بداية الاشتباكات يؤكد أن قوات الدعم السريع هي من بدأت الحرب في محاولات للسيطرة على المواقع الاستراتيجية بما فيها القصر الجمهوري والقيادة العامة ومقر رئيس مجلس السيادة.

من جهتها ردت قالت قوات الدعم السريع وقالت إن القوات المسلحة هاجمت في وقت متزامن مواقع ومقرات قوات الدعم السريع في الخرطوم ومروي ومدن أخرى وقوات الدعم السريع قامت بالدفاع عن نفسها.

إلغاء الانتداب

عقب تصاعد الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أصدر رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، قرارًا بإنهاء نقل وانتداب وإلحاق جميع ضباط القوات المسلحة العاملين بقوات الدعم السريع وتبليغهم فورًا إلى أقرب وحدات عسكرية بالعاصمة والولايات، بحسب بيان صادر عن الناطق الرسمي للقوات المسلحة.

هل تتفكك قوات الدعم؟

الجيش السوداني أعطى توجيهاته للضباط والأفراد في بيانه، بإلغاء الندب والتوجه لأقرب وحدة أو فرقة تابعة للجيش، إذ قال في بيانه:” تهيب القيادة العامة للقوات المسلحة بكل ضباط وضباط الصف والجنود التابعين من عناصر القوات المسلحة الذين يعملون حاليًا في قوات الدعم السريع، إضافة إلى الأخوة من الذين تم تنسيبهم بموجب الترتيبات الأمنية وعناصر قوات حرس الحدود وهيئة العمليات بالتبليغ فورًا إلى أقرب وحدات للقوات المسلحة بجميع مدن ومناطق السودان والعاصمة المثلثة”.

وعلى الأرجح فإنه عقب قرار الجيش السوداني، وفي حالة زيادة توتر الأجواء فإن قوات الدعم السريع في طريقها للتفكك، لا سيما وأن الكثير من الجنود والضباط سينضمون إلى الجيش السوداني فخلال هذه الساعات نفذ الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع الرائد نجم الدين، تعليمات الجيش، وأعلن عودته وإلغاء الانتداب، وعلى خطاه الكثيرون.