أقدمها يعود تاريخه إلى غزوة العسرة

جوامع تبوك.. تجمع بين الإبداعات الهندسية الفريدة والتاريخ الإسلامي العريق

الإثنين ١٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٣:١٨ مساءً
جوامع تبوك.. تجمع بين الإبداعات الهندسية الفريدة والتاريخ الإسلامي العريق
المواطن - واس

تمزج عمارة الجوامع بمنطقة تبوك، بين فنون الحضارة الإسلامية القديمة، وجمالية العمارة الحديثة، فخرجت بتصاميم فريدة، رغم أن أقدمها يعود تاريخه إلى غزوة “العسرة”.. مما جعل من هذه الجوامع مزارات لزائري تبوك للصلاة فيها وتأمل أشكالها الهندسية الفريدة وتاريخها العريق.

ولعل جامع “جامعة تبوك” هو الأكثر جمالية معمارية بهندسته الإنشائية، كونه بلا أي أعمدة وسطية رغم قبته الكبيرة، وتبلغ مساحته الإجمالية 8000م2 ويتسع لـ 3500 مصل ٍ، وله مئذنتان كل مئذنة بارتفاع 50 متراً، أما سقفه فهو على شكل قبة ضخمة مكسية بالفسيفساء، وتتكون واجهات المسجد من الزجاج المزدوج بدرجة نفاذية عالية للضوء، كما كسيت الحوائط والأرضيات بالجرانيت والرخام، واستخدمت أعمال الألمنيوم للمنارتين والحوائط الديكورية، فيما تبلغ مساحة الساحات الخارجية للمسجد والمواقف 30300م2، وتتسع المواقف لـ 380 سيارة.

ويتميز الجامع بنظام إضاءة طبيعية من القبة والحوائط الزجاجية، ونظام تكييف مركزي، ونظام إدارة وتحكم bms، وكذلك نظام إنذار في حالة حدوث حريق -لا سمح الله-، ونظام متطور للصوتيات، كما كسيت المداخل بترابيع جرانيت، ولأرضية صحن المسجد ترابيع رخام وحوائط زجاجية، ويتكون سقف المسجد من الألمنيوم المعلق فوق الصحن، وتجاليد الألمنيوم وزجاج للكمرة الدائرية والحائط الديكوري والمنارة.

ومن هذا الجامع إلى جامع “التوبة” إلى جامع “الوالدين”، يجد الزائر لها والمصلي نفسه في رحلة عبر التاريخ والثقافة والهندسة الإبداعية التي تدهشه بجمالياتها، فجامع “التوبة” أحد أهم المعالم التاريخية بالمنطقة، ويعتبر منارة خالدة من منارات الإسلام، فتاريخه عظيم، كون الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام قد صلوا فيه في غزوة تبوك، وهو من المساجد التي بناها الخليفة عمر بن عبدالعزيز في عام 98هـ، وكان عبارة عن سور تحيط به بعض المواقع، وجُدد بعد ذلك عدة مرات إلى أن زاره الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- سنة 1393هـ فأمر بإعادة بنائه من جديد على طراز الحرم النبوي.

وفي جهة أخرى من مدينة تبوك يقع جامع “الوالدين” بمآذنه الست المرتفعة عن الأرض بنحو 46 متراً، وقبته الرئيسية التي يصل قطرها إلى 25 متراً، والذي أمر ببنائه صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك على نفقته الخاصة ، فأصبح الجامع نموذجاً حديثاً في التصميم يختلف عن بقية المساجد والجوامع بالمملكة في بنائه وتدرج صفوفه وفي مآذنه الست الشامخة.

واستوحيت تفاصيل هذا الجامع من رؤية جديدة في عمارة المساجد تمثلت في طرح تصميم جديد لشكل الجامع دون المساس بالقواعد والأصول الإسلامية له، ليكون إضافة معمارية جديدة للمنطقة، وجاء تصميم الجامع انسيابياً لاستيعاب أكبر عدد ممكن من المصلين في الصفوف الأمامية يصغر معها العدد كلما أتجه النظر إلى الخلف، محققًا الكثير من المرونة في دخول وخروج المصلين في أوقات الذروة، حيث يتسع الجامع لأكثر من 15000 مصلٍ داخل أروقته وخارجها, خصص منها قسم للنساء يتسع لـ 3000 مصلية.