أهل البيت

الأحد ١٢ مارس ٢٠٢٣ الساعة ١:٠٤ مساءً
أهل البيت
بقلم - خواطر بنت فايز الشهري

مَن هم الذين نستطيع أن نصفهم (بسترنا وغطانا)! الذين يحافظون على مكانتنا، قدرنا، مقامنا، وكرامتنا، وألا ننكسر في عين أحد؟

عندما نتعرض لمشكلة ما أو ضائقة، نبدأ حلها بمحاولات حلٍ ذاتية أولاً، ثم إن صعبت نوسع النطاق قليلاً إلى مرجعنا في الأسرة، وإن استعصت نزيد قليلاً مساحة النطاق على مضض إلى العائلة، فالمقربين، حتى يزيد نطاقها إلى أفراد مجتمعنا وهم خير السند، وهو الحل الأخير والبعيد.

إن غيرنا نطاق القصة من الظروف الوارد حدوثها في نطاق أسرتي، وأسرتك، إلى الظروف التي يعيشها بعض أفراد المجتمع من محن وكرب، من عوزٍ وحالة يرثى لها، من هم الذين يساعدون دون منّة أو غاية إلا رحمة من الرحيم، من هم سترهم وغطاهم؟

(أهل البيت) هم من يرممون قلوب بعضهم بكلماتهم اللطيفة، بعطائهم الخيّر، بالصد عن معرفة ما لا يستوجب عليهم معرفته، بالتصرف وكأنهم لم يرو أو يعرفوا بحاجتهم، فعند مناولة الخير باليمين يبتغي مرضاة ربه، وينساها عنده.

هكذا هم السعوديون وهذا ديدنهم مع القريب والبعيد، أسأل الله أن يبارك جهودهم وأن يرفع شأنهم ويزيد مكانتهم تحت ظل قائدنا الذي نمشي خلف خطاه، ملكنا الغالي وولي عهده.

شارف شهر الخير والعطاء، شهر الرحمة والكرم، شهر التقرب إلى الله بما نستطيع من الطاعات، أن يهل هلاله علينا، وبهلاله شارفت اللُّحْمَة الوطنية أن تكرر ارتفاعها بالعطاء، بالمساعدة، والإحساس بأولئك الذين يخفون عوزهم وحاجتهم خلف أسوار منازلهم، وإن فضحتهم تصدعاتها! أخفوها بقلوبهم وبهامات العرب التي لا تظهر حاجتها لأحد وتحمده تعالى على نعمه في كل وقتٍ وحين.

مجتمعنا مجتمع قريب من بعضه، مجتمع به من السمات المشتركة كالإحساس بالآخرين، بالكرم والجود، المساعدة، والمحافظة على كرامة الناس، وهذا ما نراه في كل وقتٍ، ونرى أضعافه في شهر رمضان، وكأننا نتسابق للخير ويقفز بعضنا فوق بعض حتى نصل أولاً وسريعاً لمن يستحق، ونرجو منه قبول ما كتبه الله له من استطاعتنا وقدرتنا.
وفي حقيقة الأمر، ليسوا وحدهم المحتاجين! بل المتصدقون أيضا محتاجون، إلى رحمة الله، وبركته، وعدله، وإلى تيسير أمورهم ونجاحهم ونجاتهم في الدنيا بالفوز بالآخرة.

حملات الخير التي تطلقها الجمعيات الخيرية، والمنصات الرسمية، هي دعوات للإقبال إلى المساعدة ممن تأكدوا من استحقاقهم، ممن أخبروهم بأنكم مستورون بستر الله ثم، تحت أيادٍ بيضاء وطنية، تتسابق في حفظ كرامتكم، ورفع عوزكم، وتمكينكم للوصول إلى الصف الأول جنباً إلى جنب لنصل بوطننا إلى السماء.

فإلى انطلاق مدفع إعلان ظهور الهلال، نستعد ونشمّر لنقدم ما نستطيع أن نقدمه من مالٍ أو جهدٍ تطوعي لمجتمعنا ولأنفسنا.

حفظكم الرحمن
خواطر بنت فايز الشهري
@2khwater

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني