بعد 11 يومًا على العاصفة.. التأييد الشعبي اليمني يزيد الحصار على الحوثيين

الإثنين ٦ أبريل ٢٠١٥ الساعة ١٢:٢٥ صباحاً
بعد 11 يومًا على العاصفة.. التأييد الشعبي اليمني يزيد الحصار على الحوثيين

بعد أكثر من 10 أيام على بدء عاصفة الحزم ضد الحوثيين المنقلبين على الرئيس اليمني الشرعي عبده ربه منصور هادي منذ 21 سبتمبر العام الماضي.
وبدأت الضربات الجوية على معاقل الحوثيين والأسلحة التي يمتلكها الحوثيون بشكل دقيق، واستطاعت أن تدمر أكثر من 80% من إجمالي الأسلحة الخطيرة والمتطورة والصاروخية التي كان بإمكان “الحوثي” استخدامها لتقويض السلم الاجتماعي في اليمن والدول المجاورة.
ضربات عاصفة الحزم بدت قوية وعنيفة ودقيقة على مستودعات الأسلحة؛ ما شلّ بشكل واضح حركة الحوثي في مناطق متفرقة من البلاد، خاصة في مناطق قريبة من الحدود السعودية التي لم يستطع الحوثيون فيها سوى استخدام أسلحة بدائية بعد تدمير أسلحتهم المتطورة.
ولجأت جماعة الحوثي خلال الفترة الماضية إلى تهديد معارضيها بالقتل لثني كل من يؤيد عاصفة الحزم، التي لم تستطيع الميليشيات مواجهتها إلا بمضادات أرضية أكل عليها الزمن وشرب، وعادة ما تتسبب تلك المضادات لإصابة المدنيين.
وبعد ثلاثة أيام من القصف العنيف على مواقع الحوثيين في أول أيام القصف قبل نحو أسبوع، قامت جماعة الحوثي وبطريقة هستيرية بتهديد وسائل الإعلام والمصورين بعدم نقل أي تحركات عسكرية للجماعة أو تصوير أي أحداث من شأنها أن تساعد عاصفة الحزم على ضرب أهدافها.
واعتبرت جماعة الحوثي- عبر بيان لها تداولته بعض وسائل الإعلام اليمنية ومواقع التواصل الاجتماعي- بأن كل شيء مراقب ابتداء بالفيسبوك والواتساب والتلفونات المحمولة وحتى الثابتة وأن أي معلومات يقوم بها البعض لتسريب معلومات أو نشر معلومات من شأنها تشير إلى مواقع عسكرية فيها أسلحة أو تحركات عسكرية، سيتم تقديم كل من يثبت تورطه بذلك إلى الإعدام أو السجن المؤبد.
ورغم البيان شديد اللهجة لم يكترث الكثير من اليمنيين بذلك في ظل ثورة تكنولوجية عارمة لا توقف الحدث عند مكان معين أو تحتكره في موقع معين، فانتشرت وبكثرة بعد ذلك البيان البلاغات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بوجود تحركات عسكرية للحوثيين في مناطق متفرقة من البلاد، إضافة إلى الكشف عن بعض المناطق التي يقوم الحوثيون بوضع أسلحتهم فيها كالمناطق السكنية وغيرها، وهو ما أخذته قيادة عاصفة الحزم بعين الاعتبار في آخر تصريح للعميد ركن أحمد العسيري.
كما قامت جماعة الحوثي يومَيِ الأحد والاثنين الماضيين باعتقال قيادات في حزب الإصلاح، أبرزهم محمد قحطان وأكثر من 25 قياديًّا وناشطًا في الحزب إثر قيام الحزب بتأييد وبشكل واضح وصريح عاصفة الحزم التي تقودها المملكة.
وأيد عدد من اليمنيين والناشطين تلك الضربات؛ كونها جاءت بعد موجة من الانتهاكات الوحشية لجماعة الحوثي في عدد من المحافظات اليمنية، إلا أنهم بالمقابل وجهوا رسائل لقيادة عاصفة الحزم.
ووصف جمال المعتوق عاصفة الحزم بأنها مثل المقولة الشائعة “شر لابد منه”، وأنه جاء نتاجًا طبيعيًّا؛ كون هناك دولة جوار السعودية استولى عليها وعلى جيشها وإمكانياتها ميليشيات مدعومة من رئيس مخلوع ودولة طائفية معادية.
وأضاف في تصريح خاص لـ”المواطن”: “جماعة الحوثي قامت بإسقاط القانون والدستور واحتجاز رئيس دولة ورئيس الحكومة، وعبثت بمقدرات الدولة.
وأردف قائلًا في رسالة وجهها لعاصفة الحزم: “رسالتي لعاصفة الحزم أن تقوم بالقضاء على كل مقومات ميليشيات الحوثي وقياداته، وأكرر هنا قياداته بالدرجة الأولى؛ إذ إن الأتباع يمجدون أصنامًا بشرية، فإذا انتهت انكسروا معنويًّا ونفسيًّا”، مطالبًا بضرورة استهداف إعلام الحوثيين وقياداتهم وبدرجة قصوى استهداف المخلوع علي عبدالله صالح؛ لأنه الخطر القادم عليهم أقوى مما هو على اليمن.
منير الشرعبي- من الضباط المتقاعدين في الجيش اليمني- لم يختلف رأيه كثيرًا عن “المعتوق”، وقال بأنه يتمنى من العاصفة أن يأتي بعدها ربيع لليمن واليمنيين على حد سواء، بذلك تكون المملكة قد حققت كل أهدافها وتربعت قيادة المملكة وكل الدول المشاركة على قلب كل يمني.
وتابع بالقول: “عاصفة الحزم هي بمثابة العملية القيصرية التي يأتي بعدها مولود يسعد والديه ويعيشهم في نعيم دائم؛ فتنسى الأم مشقة ما حدث لها، ويسعد الطبيب لنجاح عمليته”.
من ناحيته أوضح معاذ الصانع بأنه ينظر لعاصفة الحزم بنظرة يملؤها الاحترام والتفاؤل؛ كونها استهدفت حتى الآن مواقع لميليشيات الحوثي، كما أنها أتقنت انتقاء الأهداف ولم يتضرر منها المدنيون”.
وختم بالقول: “طالما أن الضربات الجوية تُعتبر على وشك الانتهاء من أهدافها، والتي تتمثل بشل حركة الميليشيات الحوثية، الآن يأتي دور التدخل البري لإنقاذ المدنيين من سطوة الميليشيات والقصف العشوائي والتدمير”، مطالبًا بدعم القبائل واللجان الشعبية بالسلاح اللازم لمواجهة الحوثيين على أرض المعركة.
وأبان أن القصف الجوي لا يمكن ملاحقة الحوثيين داخل المدن؛ لأنهم يتحصنون بين المدنيين، وينشرون مواقع عسكرية داخل الأحياء السكنية.