خبير معلوماتي يحذر عبر “المواطن” من خطرٍ يتربّص بالأطفال داخل غرفهم المغلقة

الثلاثاء ١٠ يناير ٢٠١٧ الساعة ١٢:٣١ صباحاً
خبير معلوماتي يحذر عبر “المواطن” من خطرٍ يتربّص بالأطفال داخل غرفهم المغلقة

المواطن- متعب النماصي

حذّر خبير أمن المعلومات “علي المستريحي” من أساليب محاكاة جديدة بدأت تتّبعها التنظيمات الإرهابية لتجنيد الأطفال عبر الشبكة العنكبوتية لتبنّي أفكار تنظيماتها المتطرّفة.

أوضح المستريحي، في حوارٍ خاص مع صحيفة “المواطن“، أن التجنيد الإلكتروني لم يعد يقتصر على استمالة فئة الأطفال والشباب من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، بل تعدّى ذلك إلى استخدام الألعاب الذكية المتاحة على الهواتف النقّالة، والحواسيب، والبلاي ستيشن أيضًا التي غالبًا ما تستهوي فئة صغار السن على وجه الخصوص.

وذكر أن عناصر “داعش” بدأوا بالتوجّه نحو “كاونتر سترايك Counter Strike” التي تشهد إقبالًا شديدًا في الوطن العربي، والسعودية تحديدًا، لما تتميّز به هذه اللعبة من تقنيات حديثة حيّة تنقل مستخدميها من اللا شعورية في العالم الافتراضي إلى عالمٍ محسوس مليء بالمغامرات والبطولات.

وأشار إلى أن ما صنعته هذه اللعبة من صورةٍ ذهنية لدى الأطفال والشباب تدفعهم إلى حب المغامرة وتجربة ما يرونه من خلالها، وهنا تكوّنت في مخيّلة كل لاعب لها بذرة سؤال: “ماذا لو كنت أنا هذا البطل؟”.

وأكّد الخبير التقني أن الانتقال من العالم الافتراضي إلى العالم الحقيقي أصبح حلمًا يراود كل ممارس لتلك الألعاب، وهذا ما دفع بالجماعات المسلّحة الارهابية ، كتنظيم “داعش” وغيره، لتسقي هذه البذرة بفرصة توفير ذلك الحلم من خلال استمالته نحو الانخراط معهم، وتعزيز بطولاته بإقناعه بأهدافها في إنقاذ الأبرياء والقضاء على الظلم.

تبدأ خيوط هذا التطرّف بدخول اللاعب ولحظة تشغيله لهذه اللعبة، وانخراطه مع الخصوم في ساحة القتال، لتنتقل به إلى الشعور بالحماس والتحدّي الكبير والمنافسة مع اللاعبين الآخرين، وفي هذه اللحظة، تستغل عناصر “داعش” الحماسة الظاهرة على الطرف الآخر لتبدأ بمداخلاتها في حوارٍ حر بين شخصين أو أكثر داخل اللعبة.

وأضاف المستريحي أن التواصل يتم من خلال جروبات (غرف محادثة) خاصة في اللعبة، حيث إن الجروب يضم بعض اللاعبين ضمن معركة إلكترونية معيّنة يختار مؤسس الجروب مكانًا في أجواء خاصة، ويبدأ باستقبال طلبات إضافة اللاعبين لخوض النزالات فيها، أو يقوم بنفسه بدعوة اللاعبين.

وبعد انقسام الجروب إلى فريقين متنافسين حسب شروط اللعبة، تتحاور بحرية كل مجموعة حول خططها للفوز على الخصم الآخر، أو يدخل أحد اللاعبين مع زميله باللعبة في نقاشٍ قد يكون “بداية تجنيد”.

ونوّه الخبير التقني، لصحيفة “المواطن“، بأن الإرهاب الحديث هو إرهاب ماكر وخبيث، ويحاول أن يجنّد الشباب ويغّرر بهم بشتى الطرق والوسائل الشيطانية، مستفيدًا من التقنيات الحديثة والألعاب الإلكترونية بأنواعها.

وحذّر من ترك الأطفال بلا رقيب أمام مثل هذه الألعاب التي تشجّع على العنف من خلال خوض مغامرات قتالية افتراضية، ومحادثات صوتية وكتابية مع غرباء خلف الشاشات.

واستطاعت “المواطن” الدخول في تجربةٍ حية لمعرفة ما يجري في “الكاونتر سترايك”، وقامت بالتقاط مقطع قصير حول ما يتحدّث به بعض اللاعبين فيما بينهم داخل غرف الدردشة الخاصة بتلك اللعبة، ويمكنكم هنا مشاهدة المقطع الحي للخطر الذي يتربّص بأطفالكم داخل بيوتكم.

 

يذكر أن عمليات التجنيد التي يقوم بها “داعش” تتم عبر مواقع التواصل الإلكتروني، كالفيسبوك وتويتر، حيث أن التنظيم يملك أكثر من 90 ألف صفحة على موقعي فيسبوك وتويتر باللغة العربية، و40 ألفاً بلغات أخرى، وبعد أن تنبهت المجتمعات لهذه الوسائل ودورها في التجنيد الالكتروني، بدأت التنظيمات الارهابية باستخدام تطبيقات الألعاب المدعومة بخدمات الدردشة من خلال دعوة أشخاص إلى لعبة معينة، واستمالتهم نحو التطرف وتبني الافكار الارهابية.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
  • عمران الشرع

    كلام منطقي وسليم 100%