السفاح الحوثي على خطى “داعش” يتلذذ بزيادة قتلى اليمن لتحقيق رغبة أسياده في طهران

الثلاثاء ٢٥ أبريل ٢٠١٧ الساعة ٣:١٣ مساءً
السفاح الحوثي على خطى “داعش” يتلذذ بزيادة قتلى اليمن لتحقيق رغبة أسياده في طهران

لم يسلم الأبرياء، من الزجّ في أتون حرب، طحنت رحاها أجساد الأطفال قبل الشيب والنساء، ليس الهدف منها إلا تحقيق رغبة زعيم الانقلاب على الشرعية، بالحصول على السلطة المطلقة في اليمن، وتنفيذ سياسة طهران في المنطقة.

خطاب موغل بالاستهانة بأرواح اليمنيين:

وأكّد زعيم ميليشيا التمرد عبدالملك الحوثي، حبه لسفك الدماء اليمنية دون اكتراث ولا تفكير بمصير الأرامل والأيتام، بغية الوصول إلى هدفه في تولي السلطة، وتحقيق رغبة أسياده في طهران وتنفيذ أجنداتهم على حساب الأطفال المغرر بهم، والفقراء المخدوعين بكلام قيادي الحوثي، الذين يجوبون المحافظات، ممنين هؤلاء بالوظائف والرتب العسكرية.

ودعا زعيم التمرد، إلى مزيد من القتلى والجرحى، واصفًا ذلك بأنه الأقل كلفة والمجدي لتعزيز الصمود، مشيرًا في كلمة متلفزة بثتها إحدى القنوات التابعة للحوثيين أمس الأول، إلى ضرورة الدفع بمزيد من الرجال الى الجبهات وتكثيف الحملات في المحافظات لجلب الشباب والرجال للقتال.

وجرمّ عبدالملك الحوثي، كل من يتحرك عكس رغبتهم في مواصلة القتال، مشددًا على أهمية دعم جبهة الساحل الغربي، وكذا جبهة نهم، وأن تعطى كل جبهة حقها من الدعم والمساندة.

الحوثي يستهدف محافظات السواد الأعظم:

هذا الخطاب، الموغل في الاستهانة بالدماء اليمنية من الأطفال، الذين لا يتجاوزن الرابعة عشرة والخامسة عشرة عامًا، والذين يزج بهم وقادته في القتال بالجبهات، لأنهم، كما يوضح عدد من المراقبين، مجرد زنابيل تحرق ليرقى القنديل إلى سلطة الرئاسة، فهم لا يمثلون لديه إلا جسرًا يوصله إلى السلطة.

وأوضح المراقبون، أنَّ الحوثي يركز على المحافظات التي تملك مخزونًا بشريًا لتمويل حروبه العبثية، وهو ما اعتمدت عليه الإمامة سابقًا في مواجهة الثوار، ونهجت الميليشيات نفس المنهج، وتسلطت على أبناء تلك المحافظات البسطاء، لدفعهم إلى أتون المهالك والقتال.

حملات الحشد لمحارق الموت:

واعتمد الحوثي، إضافة إلى ذلك، على ولاء العديد من اليمنيين للمخلوع علي عبدالله صالح، واستغلال هذا الجانب إضافة إلى حالة الفقر والعوز التي تعيشها تلك المحافظات للزج بأطفالها قبل الشباب إلى محارق الموت بلا مسؤولية أو ضمير أو إنسانية.

وتقوم ميليشيا الحوثي وصالح بالعديد من حملات الحشد لأبناء المحافظات مستغلين حاجة المواطنين وفقرهم وولائهم الأعمى للمخلوع لتكون النتيجة الاستنزاف لشباب وأطفال المحافظات، بغية استمالة أكبر قدر ممكن من الشباب والأطفال لجبهاتهم تعمد الميليشيات لتزيين الموت عبر مواكب قتلاهم المصحوبة بمكبرات الصوت التي تهيج المراهقين للاندفاع معهم دون معرفة العواقب الوخيمة التي تنتظرهم.

أطفال يعودون قتلى:

ولم تسلم مديرية أو منطقة أو قرية في المحافظات اليمنية من قيام الحوثي وقياداته من استغلال حالة الحرب والزج بالطلاب في المدارس الابتدائية والمتوسطة وإرسالهم إلى الجبهات دون معرفة أهاليهم إلا بعد مصرعهم، ومن ثم إرسالهم على السيارات والشاحنات المزخرفة بشعارات الحوثي، وتسليمهم لذويهم جثثاً ملفوفة بشعار الحوثي، القائم على القتل بدعوى أنهم أصبحوا شهداء، حيث تستقبل تلك المحافظات بشكل يومي إعدادًا كبيرة من أبنائها، في مشهد قاتم.

ارتفاع عدد المقابر:

ولم تحقق تلك العصابات من مشروعها سوى ازدياد عدد المقابر في العزل والقرى والمدن والمحافظات بشكل مخيف لم يعهده اليمنيون إلا بعد مجيء الحوثي وزمرته واستيلائهم على السلطة الشرعية بقوة السلاح.

وأكد المراقبون، وفقاً لمصادر إعلامية يمنية، أنَّ هذا الاستنزاف البشري لأبناء المحافظات جاء جراء تسلط قيادات الحوثي المدعومة بأنصار المخلوع منذ بدء انقلابهم، التي حولت حياة مواطنيها إلى جحيم، مقدّرين عدد القتلى في محافظة حجة وحدها بحوالي 3000 قتيل وآلاف الجرحى والمعاقين، معظمهم من الأطفال وشباب في مقتبل العمر، غالبيتهم قتلوا في جبهات حرض وميدي وتعز والمخا.

التمرّد الأسود يكشف صورته المأساوية:

وجعلت الحروب العبثية للمتمردين، أكثر من ضعفي عناصرهم مقعدين مثخنين بالجراح، تكتظ بهم مشافي المحافظات، فيما أعداد كبيرة من جرحاهم أصبحوا في عداد المعاقين، يتكبد عناء رعايتهم أسرهم، بعد أن تركتهم الميليشيات يغرقون في أوجاعهم دون أدنى اهتمام.

وأشارت المصادر الإعلامية في الداخل اليمني إلى أن “الصورة المأساوية للتمرد الأسود تظهر في تزايد أعداد الأرامل بشكل كبير وأن معظمهن لازلن في سن مبكر”.

ويؤكد عدد من الأهالي، أنَّ العشرات إن لم يكن المئات من ضحايا المتمردين حديثي زواج، لم يقضوا مع زوجاتهم منذ زفافهم سوى ليالٍ معدودة، ليلتحقوا بجبهات الموت.

وطالبت المنظمات الحقوقية من المواطنين اليمنيين محاكمة المتورطين بدفع أطفالهم والزج بهم في المعارك، لاسيّما أنَّ القوانين والمواثيق الدولية تجرم كل من يقحم الأطفال في الحروب والصراعات وتعد (جريمة دولية)، مشيرة إلى أن “من يثبت تورطه في ذلك سيقدم للمحاكم الدولية لنيل عقابه الرادع”.

تجنيد النساء:

من جهة أخرى، قامت ميليشيا الحوثي وعلى خطى تنظيم “داعش” الإرهابي، بتجنيد النساء بعد أن خسر المئات من قادته الميدانيين، وفقد المورد الذي تعتمد عليه في مواصلة الحرب العبثية، وامتناع القبائل عن الدفع بأبنائها إلى محرقة الحرب الخاسرة، إذ تمكنت السلطات المحلية في محافظة الجوف اليمنية، من اعتقال خلية نسائية في مديرية المصلوب كانت تحضر لتنفيذ عمليات إرهابية نهاية الأسبوع الماضي.

وأوضح وكيل محافظة الجوف سنان العراقي أنَّ “الجيش الوطني والمقاومة اعتقلا امرأتين تنتميان إلى فكر الحوثي، وهما تقومان بزرع ألغام في مديرية المصلوب”، مشيرًا إلى أن “التحقيقات كشفت أنهما تدربتا على أيدي خبراء من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح لزراعة ألغام، والقيام بعملية استخباراتية لصالح الميليشيات”.

ولفت إلى أن “الامرأتين لاتزالان قيد التحقيق، للكشف عن باقي عناصر الخلية، أو الوصول إلى خلايا أخرى جندتها الميليشيات الانقلابية لتنفيذ عمليات إرهابية في محافظات يمنية أخرى”.

وكانت القنوات الحوثية، قد أبرزت في تقارير بثتها، مئات اليمنيات وهن يحملن الصواريخ الحرارية، والرشاشات، ويمتطين العربات القتالية، في صورة توضح لجوء ميليشيا الحوثي إلى تجنيد العنصر النسائي، بعد هلاك المئات من عناصره في المعارك، تحت وقع الضربات التي تلقاها من الجيش اليمني والمقاومة الشعبية في الجبهات المختلفة.

ألغام محظورة تعرقل عودة النازحين:

وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، قد اتهمت الميليشيا الانقلابية في تقرير لها نشرته الخميس الماضي، باستخدام ألغام محظورة، ما تسبب بمقتل وتشويه مئات المدنيين وإعاقة عودة النازحين إلى منازلهم.

وأكّدت المنظمة أنَّ “الميليشيا الانقلابية استخدمت ألغاماً أرضية مضادة للأفراد في ست محافظات على الأقل، منذ بدء الانقلاب على الشرعية، وتسببت الألغام في قتل وتشويه المدنيين، وعطلت الحياة المدنية في المناطق المتضررة”.

وأوضحت المنظمة أن “استخدام الميليشيا الانقلابية للألغام الأرضية المضادة للأفراد ينتهك قوانين الحرب”، مشدّدة على أنَّ “الأفراد المتورطين يرتكبون جرائم حرب”.

ودعت “هيومن رايتس ووتش” الميليشيا الانقلابية إلى اتخاذ خطوات فورية لضمان توقف الميليشيات التابعة لها عن استخدام الألغام المضادة للأفراد، وتدمير أي ألغام مضادة للأفراد تمتلكها، ومحاسبة مستخدميها”.