رئيس مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية يحلل أبعاد الضربة الأميركية لبشار

الجمعة ٧ أبريل ٢٠١٧ الساعة ٢:٥٧ مساءً
رئيس مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية يحلل أبعاد الضربة الأميركية لبشار

قدم رئيس مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية د. محمد السلمي، قراءة شخصية للتطورات في سوريا والموقف الأميركي الجديد تجاه المنطقة، وكذلك الموقفين الروسي والإيراني من ذلك، علاوة على التطورات المستقبلية التي قد تشهدها المنطقة.

أميركا داخليًا:

وبيّن السلمي، أنّه يبدو أنَّ اتهام إدارة ترامب بالتواطئ، وربما أحيانًا التخابر مع روسيا، الأمر الذي أجبر بعض أعضاء حكومة ترامب والمقربين منه على الاستقالة، قد قاد الإدارة الأميركية إلى خيار التصعيد في وجه موسكو.

وأشار إلى أنّه “كانت الحالة السورية هي الخيار الأمثل والجاهز. من هنا نجح ترامب حتى اللحظة في توجيه الإعلام تجاه الحالة السورية والدور العسكري الأميركي المقبل هناك، وقد تعمل إدارته على إبقاء الموضوع ساخنًا، للابتعاد عن الأسلوب الإعلامي السابق، الذي كان مركزًا فقط على انتقاد ترامب ومهاجمته. الآن الحديث عن الأمن القومي الأميركي، وهذا نجاح لترامب ولكن التحدي كيف يحافظ عليه”.

أميركا خارجيًا:

وأوضح أنَّ “إدارة ترامب كانت تنتظر فرصة العودة بقوة للمنطقة، بعد تراجع دور أميركا خلال رئاسة أوباما. وصور ضحايا خان شيخون كانت مبررًا كافيا لاستثمار الفرصة والعودة، وربما البقاء، في المنطقة، على عكس الحديث السابق عن الانسحاب والتوجه نحو بحر الصين، لاحتواء الخطر الآتي من التنين الصيني”.

وأبرز أنّه “لم تواجه الضربة العسكرية الأميركية بأي محاولات تصدٍ من الجانب الروسي، مع العلم بوجود صواريخ اس ٣٠٠ و صواريخ اس ٤٠٠ في قواعدها بسوريا. وهذا يعطي انطباع بأن العملية ستبقى في الغالب في إطار تأديبي ضيق، لكن هذا يعتمد على الموقف الروسي”.

وأضاف “روسيا يبدو أنها لاتزال تدرس الموضوع، والتعاطي إعلاميًا وسياسيًا مع ضربة أميركا الأولى، لكن الأهم أنها تدرس كيف ستتصرف إذا ما استمرت الضربات الأميركية”.

وبيّن السلمي أنَّ “إيران تبدو عاجزة تمامًا حتى اللحظة، حتى في التعليق على الحدث، واكتفت بتعليق على لسان الناطق باسم الخارجية بهرام قاسمي، ندد فيه بالعملية العسكرية الأميركية، أما رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني فكعادته حاول التصعيد إعلاميًا بالقول بأنَّ موسكو وطهران لن تقفا مكتوفة الأيدي تجاه ما فعلته واشنطن”.

وأردف “الواقع أنَّ كل ما تخشاه إيران هو استهداف قواتها وميليشياتها على الأراضي السورية، ويبدو أنها بدأت بالفعل بإجلاء بعض عناصرها قبل الضربة بساعات”، مشيرًا إلى أنّه “قد يتهور الحرس الثوري ويتحرش ببعض السفن الأميركية في مياه الخليج العربي، ولكن هذا التهور قد يكلف إيران الكثير، ويحول البوصلة الأميركية تجاه الحرس الثوري وإيران بشكل عام، وهذا لا ترغب إطلاقًا طهران كنظام بالتفكير به، ولكن الحرس الثوري دائماً يفكر بعقلية مختلفة”.

الخلاصة:

وأوضح السلمي أنّه “ستبقى الثلاثة أيام المقبلة على أقصى حد، محدّدًا رئيسًا لمدى إمكان التصعيد الأميركي، أو الاكتفاء بالضربة اليتيمة، وكذلك مرتبط برد الفعل الروسية، الذي سيكون متئنّيًا ومحسوبًا جيدًا”.

واستطرد “كل ذلك قد يتزامن مع تصعيد عربي وربما أيضًا تركي، تجاه إيران، وقد نشهد بالتزامن تحولات كبيرة في المشهد اليمني لصالح قوات التحالف العربي”.

ورجّح أنّه “إذا ما استمرت واشنطن في خيار الردع العسكري لنظام بشار فمن المتوقع أن يكون على دولنا مهام مقبلة، ربما تكون عسكرية ومالية، وهذا سيتضح خلال فترة ليست بالطويلة”.