بحضور حرم أمير القصيم.. فعاليات عديدة لمناقشة ظاهرة التحرش

الإثنين ١٣ نوفمبر ٢٠١٧ الساعة ٢:١٢ صباحاً
بحضور حرم أمير القصيم.. فعاليات عديدة لمناقشة ظاهرة التحرش

تحت رعاية حرم سمو أمير منطقة القصيم، سمو الأميرة عبير بنت سلمان المنديل، وبحضور حرم نائب أمير منطقة القصيم صاحبة السمو الملكي الأميرة لمياء بنت فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، انطلقت مساء أمس الأحد، فعاليات ملتقى ظاهرة التحرش والمقام في مركز الملك خالد الحضاري بتنظيم من مجلس فتيات القصيم والممتد ليومين، بحضور نخبة من الأكاديميين والأكاديميات.

وبدأت فعاليات الملتقى بآيات من الذكر الحكيم، وبعد ذلك انطلقت ورش العمل للحديث عن ظاهرة التحرش، حيث أكدت أمين مجلس فتيات القصيم، منال المهنا، أن هذه الظاهرة تستحق التأمل والوقوف على أسبابها والوصول إلى علاجها بعدما دقت تقاريرها ناقوس الخطر وظهرت مخالفات كثيرة، مشددةً على أنه “يجب أن نسعى دائمًا إلى نشر ثقافة التوعية”.

وبعد ذلك أكدت الأخصائية النفسية أريج المعلم، أن وجود الازدواجية في مجتمعنا يؤثر سلبًا على فطرة الإنسان عمومًا والطفل على وجه الخصوص، لافتةً إلى أن التحرش له أشكال متعددة وبالشفافية والعودة لأصول الدين يكون الحل ونحمي شبابنا ونعدل من مفاهيمنا حول العلاقات.

وتلا ذلك أن أوضحت استشارية طب الأسرة والجودة الصحية الدكتورة لمياء البراهيم أن أسباب التحرش كثيرة، وقد تكون اجتماعية أو نفسية، موضحةً أن التحرش ينتج بسبب عدم وجود نظام رادع للمسيء.

وبعد ذلك، هنأت الباحثة الاجتماعية أريج غندورة عبر مداخلتها فتيات القصيم بهذه المبادرة، مبينةً أن انتشار ظاهرة التحرش عائد لعدد من الاضطرابات النفسية، مؤكدة أن تلك الظاهرة ارتبطت بالصمت لافتقاد نسبة من أفراد المجتمع لثقافة الحوار مع الأطفال، خصوصًا والنساء والخوف من الخجل والحديث بشفافية.

ولفتت المحامية أفنان الحنطي إلى أن جهود الجهات المختصة في التوعية والوقاية من التحرش والتعامل معه واضحة ومؤثرة، لكننا نحتاج إلى التوعية بتصحيح بعض المفاهيم المغلوطة وعدم التهاون عن الحقوق وتحمل المسؤولية لعدم تكرار فعل الجاني.

وقالت: إن التستر حول المسيئين يمنحهم فرصة تكرار الإساءة ويعطل عدالة الحق العام.

ومن جانبه، بين المستشار القانوني محمد الوهيبي عبر الدائرة التلفزيونية أن التحرش جريمة حرمتها شريعتنا الإسلامية منذ 1400 عام، وهناك أحكام صادرة في قضايا التحرش، مضيفًا أن توجيه خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، بسن نظام مكافحة التحرش ليكون هناك عقوبات واضحة ورادعة للمسيئين.

وبعد ذلك، أكدت حرم سمو أمير منطقة القصيم، الأميرة عبير بنت سلمان المنديل، أن مثل هذه الملتقيات التي تشكل مواضيعها هاجسًا لدى المجتمع هي إحدى الخطوات المباركة التي شهدتها منطقة القصيم، بدعم قائدها صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن تركي بن فيصل بن تركي بن عبدالعزيز، واللذان لا يتوانيان عن دعم أي حراك ثقافي نافع خادم لهذه المنطقة وأهلها.

وأكدت أن هذه المبادرة التوعوية يسعى من خلالها إلى تنوير حياة فتيات هذا الوطن وحمايتهن مما يواجهنه من سلوكيات سلبية، مشيرة إلى أن تلك التصرفات هي شكل من أشكال التفرقة العنصرية، وشكل من أشكال الإيذاء الجسدي والنفسي.

وقالت: “نحن كعرب لنا عاداتنا التي رسخها الإسلام، وأتت متناغمة مع تعاليمه، ومنها عدم التلفظ بسوء على المرأة، وأن تحفظ كرامتها وعفتها؛ كون هذا السلوك لا يليق بنا كأمة إسلامية حافظة لكتاب الله مطبقة لسنة نبيه”، مبينة أن التعامل بالوضوح والحزم والأسلوب المهني واختيار الصحبة وطلب المساعدة من الجهات المعنية أو من الأقارب هي أشياء رادعة لكل متلفظ مسيء لفتيات هذا الوطن.

وتابعت أن تلك الظواهر ستتلاشى عندما نحافظ على قيمنا ومبادئنا الدينية والأخلاقية، وعندما تكون المنظومة الأسرية والتعليمية حاضرة وتقوم بدورها خير قيام في تربية النشء وتعليمه وتوعيته، ولندرك نسيج هذا المجتمع المحافظ على قيمه ومبادئه.

وأردفت: “القانون كفيل أيضًا لردع مثل تلك التصرفات وتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بإعداد نظام لمكافحة التحرش هو انعكاس لاهتمام أولته القيادة للحفاظ على المجتمع وقيمة”.

ورأت أن هذا الإجراء هو جهود تقدمها القيادة عبر سعيها الدائم إلى وضع حماية لازمة للأسرة والمجتمع؛ حرصًا منها على سلامته وإجابة لمطلب سن مثل هذه القوانين، مقدمةً شكرها لكل من عمل وتحدث في هذا الملتقى ولمجلس فتيات منطقة القصيم على تنظيمه هذا الملتقى، والذي يعكس احتياج المجتمع لرفع معدل الوعي به.

واختتمت حديثها بأن الأمم المتعلمة المعالجة لأخطائها وسلوكياتها حتمًا ستسير نحو العلو والإنجاز.