الملك سلمان في خطاب ملكي تاريخي: النهضة والتنمية أسس مكافحة الفساد والتطرف والغلو

الأربعاء ١٣ ديسمبر ٢٠١٧ الساعة ٤:٠١ مساءً
الملك سلمان في خطاب ملكي تاريخي: النهضة والتنمية أسس مكافحة الفساد والتطرف والغلو

جدّد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، خلال خطابه الملكي الموجّه للشعب، تمسّك المملكة العربية السعودية، بتطبيق شرع الله، والالتزام بالعقيدة الإسلامية، مؤكّدًا استمرارها على النهج الذي قامت عليه منذ عهد المؤسس، على العدل في جميع الأمور، والأخذ بمبدأ الشورى، فيما أولى مكافحة الفساد أهمّية كبيرة، مشدّدًا على أنّه آفة خطيرة تقّوض المجتمعات.

وأعرب الملك سلمان، عن شكره للمولى عزَّ وجل، خلال خطابه تحت قبّة مجلس الشورى، على نعمه التامة، وما وفق إليه من شرف خدمة بيته الحرام، ومسجد رسوله صلى الله عليه وسلم، وضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار.

 

التنمية في رؤية 2030 تعدُّ المملكة للمستقبل:

وأعلن الملك سلمان، الأربعاء 13 كانون الأول/ديسمبر الجاري، أنَّه “لما تحمله رؤية المملكة 2030 من خطط وبرامج تنموية تستهدف إعداد المملكة للمستقبل الواعد ـ بإذن الله ـ، وتحقيقاً لأهداف الرؤية، تمت إعادة هيكلة بعض الأجهزة الحكومية، واتخاذ عدد من القرارات لخدمة مصلحة المجتمع، وتعزيز أمن الوطن ومكافحة الفساد، وزيادة مشاركة المواطنين والمواطنات في التنمية الوطنية.

القطاع الخاص شريك في دعم الاقتصاد:

وثمن خادم الحرمين، دور القطاع الخاص شريكاً مهماً في التنمية ودعمه الاقتصاد الوطني، والتوسع في توظيف شباب الوطن وشاباته، وتوطين التقنية، مؤكّدًا الاستمرار في تمكين القطاع الخاص وتحفيزه بما يحقق المزيد من النمو والتنمية.

وأشار إلى أنّه “وجهت الوزراء والمسؤولين لتسهيل الإجراءات وتوفير مزيد من الخدمات بجودة عالية للمواطنين والمواطنات والتوسع في عدد من البرامج التي تمس حاجات المواطنين الرئيسة ومن أهمها برنامج الإسكان”.

مكافحة الفساد بعدل وحزم:

أكّد الملك سلمان، من مجلس الشورى، أنَّ الفساد بكل أنواعه وأشكاله آفة خطيرة تقوض المجتمعات وتحول دون نهضتها وتنميتها”، مبيّنًا أنَّ “قد عزمنا بحول الله وقوته على مواجهته بعدل وحزم لتنعم بلادنا بإذن الله بالنهضة والتنمية التي يرجوها كل مواطن، وفي هذا السياق جاء أمرنا بتشكيل لجنة عليا لقضايا الفساد العام برئاسة سمو ولي العهد ونحمد الله أن هؤلاء قلة قليلة”.

وشدّد الملك سلمان على أنَّ “ما بدر منهم لا ينال من نزاهة مواطني هذه البلاد الطاهرة الشرفاء، من الأمراء والوزراء ورجال الأعمال والموظفين والعاملين على كافة المستويات، وفي مختلف مواقع المسؤولية في القطاعين العام والخاص، والمقيمين بها من عاملين ومستثمرين الذين نعتز ونفخر بهم ونشد على أيديهم ونتمنى لهم التوفيق”.

الاعتدال ليس انحلالاً:

ودأبت الحكومة الرشيدة التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على مكافحة التطرف بأشكاله كافة، والمضي قدمًا في مسيرة التنمية.

وأعلن الملك سلمان بن عبدالعزيز، في خطابه من مجلس الشورى، أنَّ “المملكة العربية السعودية، تسعى إلى تطوير حاضرها وبناء مستقبلها والمضي قدماً على طريق التنمية والتحديث والتطوير المستمر، بما لا يتعارض مع ثوابتها، متمسكين بالوسطية سبيلاً والاعتدال نهجاً كما أمرنا الله بذلك معتزين بقيمنا وثوابتنا”.

وأكّد الملك سلمان أنَّ “رسالتنا للجميع أنه لا مكان بيننا لمتطرف يرى الاعتدال انحلالاً، ويستغل عقيدتنا السمحة لتحقيق أهدافه، ولا مكان لمنحل يرى في حربنا على التطرف وسيلة لنشر الانحلال واستغلال يسر الدين لتحقيق أهدافه، وسنحاسب كل من يتجاوز ذلك فنحن إن شاء الله حماة الدين وقد شرفنا الله بخدمة الإسلام والمسلمين ونسأله سبحانه السداد والتوفيق”.

وأشار الملك سلمان إلى أنَّ “للمملكة دورًا مؤثرًا في المنظمات الإقليمية والدولية، وتحظى بتقدير إقليمي وعالمي مكنها من عقد قمم تاريخية في توقيتها ومقرراتها، شارك فيها عدد كبير من قادة الدول الشقيقة والصديقة، وأسست لعمل مشترك يستهدف تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم”، مبرزًا أنَّه “واصلت المملكة دورها الريادي الفاعل في التصدي لظاهرة الإرهاب وتجفيف منابعه”.

فلسطين في قلب الخطاب الملكي:

وكشف خادم الحرمين الشريفين أنَّ “المملكة دعت إلى الحل السياسي للخروج من أزمات المنطقة وحل قضاياها، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، واستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة، بما في ذلك حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية”.

وأضاف: “في هذه المناسبة أؤكد استنكار المملكة وأسفها الشديد للقرار الأميركي بشأن القدس لما يمثله من انحياز كبير ضد حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والثابتة في القدس التي كفلتها القرارات الدولية ذات الصلة، وحظيت باعتراف وتأييد المجتمع الدولي”.

وأردف “من جانب آخر فإن المملكة تعمل مع حلفائها لمواجهة نزعة التدخل في شؤون الدول الداخلية وتأجيج الفتن الطائفية وزعزعة الأمن والاستقرار الإقليميين، وتسعى إلى ترسيخ قيم التسامح والتعايش، وتعمل على رفع المعاناة عن الشعوب”.