مكاشفة وصراحة.. الشاعر عيسى جرابا يُجيب “المواطن” عن 16 سؤالًا صعبًا

الثلاثاء ١٠ يوليو ٢٠١٨ الساعة ١٠:٤٤ مساءً
مكاشفة وصراحة.. الشاعر عيسى جرابا يُجيب “المواطن” عن 16 سؤالًا صعبًا

أكد الشاعر عيسى بن علي جرابا، أنه يحب القصيدة العربية ببحورها الهادرة، وتمسكه بها إيمان منه بها وبقدراتها على المواكبة، موضحًا أن الشعر شعر والنثر نثر، وكلاهما فن مستقل بذاته.

وأضاف الشاعر جربا في حواره إلى “المواطن” أنه لا يسعى إلى فرض اسمه وقصائده على الإعلام؛ لأن من يفعل هذا فاقد الثقة في موهبته، مشددًا على أنه ضد مقولة “أعذب الشعر أكذبه”؛ لأنها ليست صادقة في نظره.

نص الحوار:

التجربة الأولى:

س- ماذا عن تجربتك الشعرية وبوادرها الأولى؟

ج- لا أظن أن تجربتي تستحق أن أقف عندها طويلًا… غير أن بوادرها الأولى تعود إلى أكثر من 30 عامًا حيث البداياتُ وتخلُّقُ نطفة الموهبة في رحم المحاولات إلى أن أصبحت في نظرك تجربة تستحق أن يحاور صاحبها.

س- هل لك طقوس معينة في كتابة الشعر؟

ج- ليس هناك من طقوس لكتابة الشعر، إنما إذا أقبل أقبل يجتاح الزمان والمكان دون استئذان… وإذا أدبر أدبر.

س- التجربة الشعرية ينتظر منها النمو التصاعدي… فكيف تقرأ تجربتك الشعرية من حيث النمو؟

ج- إذا قمت بقراءة تجربتي فماذا سأبقي للناقد والمتلقي؟! هما من سيجيبان عليك!

س- هل يمكن أن يتحول الشاعر جرابا إلى أنواع أخرى من الشعر غير العمودي؟!

ج- أحب القصيدة العربية ببحورها الهادرة، وتمسكي بها إيمان مني بها وبقدراتها على المواكبة فهي بمن يكتبها.

قصيدة النثر ينقض نفسه بنفسه:

س- بصراحة ما رأيك في قصيدة النثر؟

ج- قلت مرارًا: إن مصطلح قصيدة النثر ينقض نفسه بنفسه، فالشعر شعر والنثر نثر، وكلاهما فن مستقل بذاته، ولا يسمو أحدهما بنسبته إلى الآخر.

س- هل من الممكن تعريف اللحظة الشعرية؟

ج- الكتابة الشعرية موقف ملح يستدرُّ الشعورَ فيُترجم شعرًا في لحظة لا تعريف لها.

س- ما مدى تأثير مساحات النشر الإلكتروني وما تتمتع به من حرية وانتشار على واقع النشر الورقي؟

ج- النشر الإلكتروني بحريته التي لا حدود لها همّش النشر عبر الصحافة الورقية فلم تعد سيدة الموقف… وهذا والله من الفتوحات التي شهدها العصر وفرح بها.

حقيقة تغييب صوته:

س- هل هناك أيادٍ خفية تريد تغييب صوت عيسى جرابا؟

ج- التغييب والإقصاء ممارسات سيئة وأمراض نفسية قاتلة فرضها الاحتكار الإعلامي وقلة وسائله في حقبة مظلمة مضت لم يكن فيها منتصر أو رابح غير الهوى… أما في هذه الفترة فلا أحد يستطيع تغييب أحد أو إقصاءه، ومع هذا لا ولن آبه لتلك الأيادي إن وُجدت ما دمتُ متوكلًا على الله.

س- هل يستطيع الشاعر أن يفرض قصائده على وسائل الإعلام؟

ج- لا يسعى إلى فرض اسمه وقصائده إلا فاقد الثقة في موهبته، والجيد يفرض نفسه ولو بعد حين.

س- المشهد الثقافي النسائي السعودي يعتمد في بعض منه على الكتابة الفضائحية… أيعد هذا نوعًا من الانفجار في وجه تاريخ من الكبت لديهن؟

ج- هذا النوع من الكتابة لا يقتصر على المرأة… فشقيقها الرجل قد سبقها إليه، وفي هذا النوع من الكتابة شهرة سريعة كسرعة الضوء، فلا تعجب إذا رأيت من يتهافت عليه حبًّا في الظهور السريع.

س- بم خرجت من تجربتكِ في التعامل مع هذا العالم الافتراضي؟

ج- عالم عجيب وغريب وجميل لا يمارس الوصاية على أحد يحقق من الانتشار ما لا يحققه غيره ويمنحك من الحرية ما لم تجدها في سواه.

المؤسسات الثقافية لا تهتم إلا بالمبدع المصنوع الجاهز:

س- هل ترى أن المؤسسات الثقافية لدينا نجحت في اكتشاف المواهب الأدبية؟

ج- كثير من المؤسسات الثقافية لدينا لا تهتم إلا بالمبدع المصنوع الجاهز ودرجت على ألا تكلف نفسها عناء اكتشاف المواهب، مع أن هذا من صلب رسالتها التي تخلت عنها، وإني لأدعو كل صاحب موهبة أن يكون جسورًا، وأن يقتحم الأسوار في بداية مشواره ليجد فرصته وحقه في الظهور.

س- يقولون أعذب الشعر أكذبه؛ فما مدى مصداقية هذه المقولة؟

ج- ليست صادقة في نظري فالصدق مطلوب وجميل في كل شيء حتى في الشعر وهو أساس من أساسات الحياة المطمئنة؛ لذا أعذب الشعر أصدقه.

س- هل لدينا إشكالات في واقع النقد الأدبي؟

ج- إشكالية النقد الكبرى على قلته الشللية المقيتة التي حولته عن مساره من مصحح للحركة الشعرية إلى مطبل لها.

تحويل الرواية إلى ديوان العرب:

س- الرواية هل يمكن أن تتحول إلى ديوان العرب المعاصر؟

ج- الرواية فن من الفنون الجميلة وطبيعتها السردية لا تؤهلها لأن تكون ديوان العرب، ومع هذا فالجدال حول ذلك عقيم مما لا طائل من ورائه، ولكننا أمة تتعلق بالقشور.

س- الشعر الفصيح بدأ في التراجع أمام سطوة الشعر النبطي.. كيف ترى هذا الأمر؟

ج- هذا مما لا يختلف فيه وعليه اثنان، والبركة في الإعلام، وليته يعي.