الهوية العربية ليست علاء الدين.. مشروع سعودي يُعيد شغف القراءة

السبت ١١ أغسطس ٢٠١٨ الساعة ٩:٠٥ مساءً
الهوية العربية ليست علاء الدين.. مشروع سعودي يُعيد شغف القراءة

“الهوية العربية ليست علاء الدين “.. فكرة أكد عليها مجموعة من الشباب والشابات المبدعين في فن القصص المصورة خلال مشاركتهم في حكايا مسك 2018، حيث طرحوا مجموعة من المقترحات لإعادة تقديم الشخصية العربية بشكل مميز أمام القارئ أو المشاهد العالمي، ضمن مشروع يستهدف كذلك إعادة المجلات الورقية إلى واجهة اهتمام الشباب.

وتحدثت هند العتيبي الشريك المؤسس والمدير التنفيذي لشركة (آيرونكس كوميكس) وقالت: “أسسنا مشروعًا يعمل على تغيير تلك الصورة النمطية التي ما زالت تجسد العرب بملابس علاء الدين التي لم يعد يرتديها الآن، ولا يتعلق الأمر بالمظهر تحديدًا، وإنما بضرورة التأكيد على أن هويتنا تشمل العادات والتقاليد والأخلاق والقيم والكثير من الأشياء الأخرى التي نملكها وتسهم في تشكيل شخصياتنا كأفراد أو كمجتمع”.

وهذا المنطلق، كان أحد الثوابت التي ركزت عليها العتيبي حين أطلقت مشروعها (آيرونكس كوميكس)، وهو دار نشر مختصة بنشر القصص العربية المصورة، والذي تعتبره معنيًّا كذلك ببناء المجتمع، وربط الرسامين والمؤلفين ببعضهم من أجل العمل على حل مشكلة ظلت قائمة لوقت طويل وهي عدم وجود إنتاج قصصي موجه للشباب.

تقول العتيبي: “كلنا نشأنا نقرأ القصص المصورة في مجلات مثل ماجد وسنان وغيرها، ولكن بعد ذلك أصبح هذا المحتوى موجهًا نحو الأطفال فقط، ولهذا قررنا ردم هذه الفجوة من خلال إنتاج ونشر قصص تستهدف الشباب ممن يملكون الولاء للقراءة الورقية، والذين يحرصون على اقتناء المجلات والمجلدات كهواية قائمة في حد ذاتها”.

وكشفت العتيبي عن أن المشروع واجه تحديات تتعلق بالاستمرارية، خصوصًا أن أغلب الرسامين من الهواة، بجانب صعوبة صناعة سوق لمنتج يعد جديدًا تمامًا، فيما تمثلت المشكلة الثالثة في أن أغلب الجمهور كان يعتقد أن إصدارات آيرونكس كوميكس عبارة عن قصص أطفال لا تختلف عن ما هو معروض بكمية كبيرة في المكتبات.

وهذه التحديات جعلتهم يقررون طرح ثلاث نسخ تجريبية فقط لاختبار السوق، غير أن الأمر لم يستغرق سوى أيام حتى عرف الجمهور هذه الإصدارات، قبل أن ينجح المشروع خلال عام واحد من انطلاقه، في إنتاج 10 إصدارات متنوعة تم بيع 10 آلاف نسخة منها داخل وخارج المملكة، ومن هنا حانت لحظة التفكير في المستقبل.

وتدرك هند العتيبي أن هذا النجاح سيتطلب المزيد من العمل للحفاظ عليه، وهو تحدٍّ لا يبدو صعبًا بالنسبة لها، حيث قالت: “نحن صانعو قصة، ونعرف كيف نوصلها، وقصصنا تتميز بتنوع الشخصيات كما تقدم الهوية العربية بشكلها الفعلي، قد نتوجه بعد سنتين إلى تحويل قصصنا إلى أفلام، ولكننا سنبقى دائمًا دار نشر ولن نصبح شركة إنتاج”.

تؤكد المديرة التنفيذية لآيرونكس كوميكس أن الأهداف القادمة تتعلق بمزيد من الوصول العالمي مع زيادة نقاط البيع، وتشير كذلك إلى أن التطور الذي حدث لمشروعها مع (حكايا مسك)، حيث شهدت النسخة الماضية مشاركتهم بثلاثة إصدارات فقط، وتضيف: “لدينا 10 إصدارات في هذا العام، وسيكون العدد الأكثر في حكايا مسك القادم، حيث ستكون هذه الفعالية الموعد الرسمي لإصداراتنا الجديدة كل عام”.