جولات تميم في أمريكا الجنوبية.. فقاعة وهمية لتنظيم الحمدين للفكاك من العزلة

الخميس ٤ أكتوبر ٢٠١٨ الساعة ٨:٢٣ صباحاً
جولات تميم في أمريكا الجنوبية.. فقاعة وهمية لتنظيم الحمدين للفكاك من العزلة

تعد علاقات الشراكة بين قطر وبلدان مثل بيرو والأرجنتين والإكوادور والأرجواي علاقات “فاترة” لا يمكن التعويل عليها في نتائج كتلك التي دأبت وسائل الإعلام القطرية على رسمها خلال اليومين الماضيين.

تلك الشراكة التي تحدث عنها تميم بحماسة شديدة لن تتجاوز فوائدها بالنسبة له حد “تغريدته” وما وراءها من رسائل مبطنة توحي بأن” قطر مستمرة في علاقاتها الدولية رغم العزلة”، وهي الحيلة التي لم تعد تخال على أحد.

تضخيم إعلامي:

في المقابل ترى الأطراف الثانية في الزيارة القطرية مصدرًا جيدًا لتحقيق أكبر قدر من الاستفادة في تمويل مشاريعها الداخلية، فلن يتجاوز ما تعرضه قطر سوى “المال”، ولا ترى هذه الدول في الدوحة سوى “الخروف” وحفلة الشواء الشهية التي ستنعم بها لسنوات.

دعاية إعلامية صاخبة صاحبت جولة أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في عدد من بلدان أمريكا الجنوبية، وكعادتها في إضافة المزيد من “التوابل” دأبت قطر على وضع هالة من الأهمية وخلق فقاعة وهمية تقوم على “التضخيم والنفخ والشد” للنتائج والأهداف الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية من الزيارة.

وسام الاستحقاق مقابل!

بدأ تميم زيارته بالإكوادور وتشمل الجولة كلًّا من بيرو والأرجنتين وباراجواي وأشاد تميم بالزيارة، وقال: إن من شأن هذه الجولة أن تضيف شراكات جديدة لقائمة شراكات قطر في القارة.

وفي مستهل جولته حضر تميم والرئيس الإكواردي لينين مورينو، في العاصمة الإكوادورية كيتو مراسم توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم شملت مجالات الشباب والرياضة والزراعة وحماية البيئة والطبيعة، وغرد تميم عبر “تويتر”: “بدأت اليوم جولة في أمريكا الجنوبية لتعميق التعاون الثنائي مع كل من الإكوادور وبيرو وباراجواي والأرجنتين”.

وأضاف: “هذه الجولة التي تستكمل جولتين سابقتين في 2015 و2016 ستضيف شراكات جديدة لقائمة شراكاتنا في هذه القارة، والتي تشمل عشرات القطاعات الحيوية التي تخدم مصالح بلداننا”.

من جانبها نقلت وكالة الأنباء القطرية عبر حسابها على “تويتر” قولها إن أمير البلاد وصل إلى العاصمة كيتو، في زيارة إلى الإكوادور تستغرق يومين، ونشرت صورة تجمعه مع رئيس الإكوادور لينين مورينو، لافتة إلى أنهما بحثا “سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وآفاق تنميتها إلى مستويات أرحب في مختلف المجالات، وتبادل الجانبان وجهات النظر حيال عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك”.

وحسب الوكالة منح رئيس الإكوادور “وسام الاستحقاق الوطني” إلى أمير قطر، موضحًا أن “هذا الوسام هو أعلى وسام يمنح لرؤساء الدول، وهو تكريم يدل على حسن علاقات الصداقة بين البلدين والشعبين” ويطرح الوسام علامات استفهام ما الذي تعرضه قطر وما الذي تنتظره الإكوادور؟!

هروب من العزلة:

تحسين الصورة وتوسيع دائرة الأصدقاء للخروج من العزلة والفكاك من وصمة العار بدعم الإرهاب هذا ما تصبو إليه الدوحة، إذ يرى مراقبون أن الزيارة لن تخرج عن كونها خطوة تحاول قطر من خلالها الهرب من العزلة التي تعيشها بعد أن لفظها محيطها العربي والخليجي على السواء.

فبعد أن أغلقت في وجه قطر كل السبل للوصول لحل مع الجيران- الذين لا يرون بديلًا سوى تغيير قطر لسياساتها وتوقفها عن تمويل ودعم الإرهابيين كشرط أساسي لإنهاء المقاطعة- لابد أن تجد سبلًا للقفز واستحداث علاقات جديدة وتبيض الوجه والتخلص من عار الإرهاب.

وتخشى الدوحة حسب مراقبين تأثير مقاطعة جيرانها على حظوظها في النجاح بالتزامن مع اقتراب موعد نهائيات كأس العالم 2022، والهروب من الأزمات الاقتصادية المتتالية نتيجة المقاطعة أضحى أولوية يحاول تميم العمل عليها من خلال إيجاد منافذ وأبواب جديدة.

وأكد الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني لأمير قطر في رسالة وجهها له عبر “تويتر” أن الحل لأزمة بلاده ليس في عواصم العالم، بل في الرياض.

وكتب: “بعد أن لف العالم شرقه وغربه، ها هو يتجه إلى أمريكا الجنوبية، ليس بحثًا عن حل أزمته المستعصية، وإنما لإيهام شعبنا المغلوب على أمره أنه موجود”، مضيفًا: “سياسة فاشلة، دبلوماسية كارثية، تحركات مكشوفة، وكاريزما معدومة، هذا هو تميم باختصار”.

ووجه حديثه إلى تميم قائلًا: “ما لم تنفعك فيه أمريكا، وبريطانيا، وفرنسا، وروسيا، لن تجد نفعًا من بيرو، ولا الأكوادور، ولا بارغواي، أزمتكم أنتم سببها، وفي الرياض تجدون حلها، وكل دول العالم لن تنفعكم زيارتها”.