معرض روائع آثار المملكة يفتح شهية اليونانيين لزيارة السعودية

الخميس ١٨ أبريل ٢٠١٩ الساعة ٤:٠٢ مساءً
معرض روائع آثار المملكة يفتح شهية اليونانيين لزيارة السعودية

يشهد معرض طرق التجارة في الجزيرة العربية – روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور” الذي تقيمه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني حالياً في متحف (بيناكي) في العاصمة اليونانية أثينا، إقبالاً كبيراً من سكان العاصمة وزُوارها؛ ما يعكس اهتماماً واضحاً في التعرف على البعد الحضاري للمملكة، وما يحتله من مكانة بارزة بين الحضارات الإنسانية قديماً وحديثاً.

إعجاب وانبهار
وتقول إحدى زائرات المعرض، وتدعى اليكساندرا، ذات الأصول الأوكرانية: “لطالما انتابني الفضول بخصوص معرض طريق التجارة في الجزيرة العربية؛ لأن الكثير يسأل عنه، وقد استمتعت به جداً؛ فالجو العام داخل المعرض، والمعروضات المتنوعة التي يحفل بها، تحلق بك عبر الزمن؛ خصوصاً وأنه يضم قِطعاً أثرية يعود بعضها إلى آلاف السنين، وأنا أدعو الجميع لزيارته”.


تعدد الحقب الزمنية

أما أوديريس، وهو أحد زوار أثينا، فيقول: “استمتعت بالمعرض كثيراً بسبب تعدد الحقب الزمنية للجزيرة العربية التي تمتد من العصور السحيقة وصولاً إلى القرن العشرين، فقد رأيت فيه منحوتة عمرها أكثر من 10 آلاف سنة، كما أن بعض المنحوتات تشبه التماثيل السيكلادية، ويُضاف إلى ذلك طريقة العرض المشوقة، وما تحتويه من ألوان وإضاءة، إن ما شهدته في هذا المعرض يجعلني متحمساً لزيارة المتحف الوطني في الرياض، وفي الوقت نفسه أدعو الجميع إلى زيارة هذا المعرض والاطلاع على ثقافات وحقب تاريخية مهمة للبشرية، ويكاد البعض لا يعرف عنها أي شيء”.
تاريخ آلاف السنين

ومن جانبها، تُعبر مصممة الديكور أثينا إيكونوميزو عن إعجابها بالمعرض، إذ تقول: “المعرض رائع، وهو يجمع تاريخ آلاف السنين لمنطقة لا نعلم عنها الكثير، ومن خلال جولتي فيه تعلمت الكثير، وأصبت بالدهشة للتطور الكبير الذي حققته المملكة العربية السعودية، ومهما تحدثت فإنني أشعر وكأن أحداً فتح لي نافذة لأرى من خلالها تاريخ العالم العربي وشبه الجزيرة العربية”.

وبدوره، يقول المهندس المعماري دونالد: “كل شيء جديد بالنسبة لي، وقد تعلمت الكثير عن تاريخ الجزيرة العربية، وأعجبت بترتيب المعرض؛ فهو لا يعرض التاريخ العربي فقط، بل يكشف التطور التاريخي للمملكة العربية السعودية”، ويضيف أن ترتيب المعرض جاء بطريقة مبسطة وفاعلة حتى يستطيع الزائر الجديد فهم مسيرة التاريخ، ويقول: “لقد أعجبني تعدد اللغات التي قرأتها للمرة الأولى، كما أن المعرض ليس مكتظاً بالقطع؛ ما يسمح لك بتذكر ما رأيت، وهو أمر مهم جداً، وأعتقد انه يتوجب على الجميع زيارة هذا المعرض؛ لأننا لا ندرس في المدارس الكثير عن المملكة العربية السعودية؛ لذلك فهي فرصة مميزة لفهم الثقافة السعودية، ومما أبهرني أن المملكة دولة حديثة، فقد وحّدها الملك عبد العزيز آل سعود عام 1932م”.

أما الإيطالي المتخصص بالإنشاءات أوراتسا بيلويزي الذي يزور المعرض برفقة زوجته اليونانية، فيشرح ما رأى بقوله: “في الواقع تصميم المعرض رائع جداً يشعرك وكأنك في المملكة العربية السعودية، فالإضاءة ممتازة، والمعروضات مشوقة وجميلة جداً، ولم أتوقع أن أرى كل هذه المعروضات، كما لم يخطر ببالي أن أرى هذه الحرف في الثقافة السعودية”، ويضيف: “لقد عملت في المملكة في محافظة الخُبر في إنشاء مستشفى الملك عبدالعزيز، وكانت تجربة رائعة بالنسبة لي، فالصحراء جميلة جداً، وأنا أشعر وكأنني في الصحراء الآن من خلال مشاهدتي بعض المعروضات، غير التحف والآثار التي لم أشاهدها عندما كنت في المملكة، إنه معرض ممتاز، ومن الجيد أنه يتنقل في جميع أنحاء العالم، وأتمنى أن يزوره الجميع لتغيير الصورة المغلوطة عن الجزيرة العربية في أذهان الناس”.

السياحة البكر في المملكة

وعن تشجيعه الزوار للسياحة في المملكة، يقول بيلويزي: “بكل تأكيد أنصح الجميع بزيارة المملكة؛ لأنها ليست من الدول التي أفسدتها السياحة؛ فهي دولة بِكر سياحياً، وستشاهد بها ما لم تشاهده في بقية دول المنطقة المكتظة بالسياح، كما أن أهلها مضيافون، والأكلات الشعبية لذيذة جداً، وهي ببساطة: دولة مختلفة ومميزة”.

من جهته، يقول كارلوس الذي كان يتحدث اللغة العربية بصعوبة: “أنا من إسبانيا، ولكنني أدرس هنا في أثينا، أنا أحب اللغة العربية جداً، وقد تعلمتها في الأردن، وهذا المكان يشعرني وكأنني في الأردن مرة أخرى؛ لأنه يعرض لك التاريخ العربي القديم، إذ يجمع التاريخ السحيق وتاريخ السعودية الحالي”، ويضيف: “من المهم جداً التعرف على التاريخ العربي؛ لأنني لا أعرف عنه الكثير، وهذه أول زيارة لي هنا، وأنا أدرس هنا وأرغب بزيارة المكان مرة أخرى.. كل شيء يبدو جميلاً للغاية”.

أما أخصائية التغذية ليليانا كوزوني، فتقول: “إن معرض طرق التجارة في الجزيرة العربية ممتاز؛ فهو يعرض للزوار كل شيء بالتفصيل، وكل ما يوجد في المعرض متقن وجيد، ومن الجميل –حقاً- رؤية تقاطع الحضارات مع بعضها البعض، إنه أمر رائع، فجميع صخور الأضرحة والتماثيل جميلة جداً، كما أعجبتني المعروضات المتقنة المصنوعة من الزجاج والسيراميك وكيف تمت المحافظة عليها طوال هذه السنوات، وأعتقد أنه يتوجب على الجميع زيارة هذا المعرض لأنه يستحق الزيارة”.