أثارت الكثير من الجدل

الشكل الدقيق لأول مومياء مصرية حامل

الجمعة ١١ نوفمبر ٢٠٢٢ الساعة ١٢:١٨ صباحاً
الشكل الدقيق لأول مومياء مصرية حامل
المواطن - متابعة

بعد أكثر من ألفي عام من وفاتها، تمكن علماء في بولندا من إضفاء طابع إنساني على ما يعتقد أنها أول مومياء مصرية حامل.

وتم تحليل المرأة المحنطة، المعروفة باسم “السيدة الغامضة”، العام الماضي من قبل فريق من الباحثين البولنديين، الذين اكتشفوا دليلًا على وجود جنين داخل بطنها.

عمرها بين 20 و30

ويدعي العلماء أنها ماتت منذ حوالي ألفي عام، بينما كانت في الأسبوع الـ28 من حلمها. وكان عمرها على الأرجح بين 20 و30 عامًا، وفق ما ذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية.

واستخدم الخبراء جمجمتها وبقايا أخرى، لإنتاج صورتين تظهران كيف كانت تبدو عندما كانت على قيد الحياة في القرن الأول قبل الميلاد.

صورة دقيقة

وأشارت عالمة الأنثروبولوجيا الجنائية الإيطالية والعضوة بمشروع مومياء وارسو، شانتال ميلاني إلى أن: عظامنا، والجمجمة على وجه الخصوص، تقدم الكثير من المعلومات بشأن وجه الفرد. ورغم أنه لا يمكن اعتبارها صورة دقيقة، فإن الجمجمة مثل العديد من الأجزاء التشريحية، فريدة من نوعها وتظهر مجموعة من الأشكال والنسب التي ستظهر في الوجه النهائي.

وأردفت شانتال ميلاني: الوجه الذي يغطي الهيكل العظمي يتبع قواعد تشريحية مختلفة، وبالتالي يمكن تطبيق إجراءات معيارية لإعادة بنائه، على سبيل المثال لتحديد شكل الأنف. العنصر الأكثر أهمية هو إعادة بناء سماكة الأنسجة الرخوة في نقاط عديدة على سطح عظام الوجه.

السيدة الغامضة

يعتقد أنه تم العثور على السيدة الغامضة في أوائل القرن التاسع عشر، بالمقابر الملكية في طيبة بصعيد مصر، وهي تنتمي لنخبة مجتمع طيبة. ويُعتقد أن المومياء هي أول مومياء محنطة معروفة باحتوائها على جنين.

تعود المومياء إلى القرن الأول قبل الميلاد، وهو الوقت الذي كانت فيه كليوباترا ملكة، وكانت طيبة مدينة حيوية.

امرأة محنطة

تم نقل المومياء من مصر إلى وارسو في ديسمبر 1826، في وقت قريب من بعض أهم الاكتشافات في وادي الملوك المصري.

وكان يُعتقد أن المومياء بقايا الكاهن هور جيهوتي، لكن في عام 2016، تم اكتشاف أنها امرأة محنطة. وكان جسدها ملفوفًا بعناية في الأقمشة، وترك مع مجموعة غنية من التمائم، لتكون معها في “الحياة الآخرة”.

إعادة إضفاء الطابع الإنساني

وتُعرض مومياء “السيدة الغامضة” حاليا في المتحف الوطني في وارسو.

وأراد اثنان من المتخصصين في الطب الشرعي، إلى جانب باحثين من جامعة وارسو، “إعادة إضفاء الطابع الإنساني” على المومياء باستخدام تقنيات ثنائية وثلاثية الأبعاد، لإعادة بناء وجهها.

وأفاد خبير الطب الشرعي، هيو موريسون: تُستخدم إعادة بناء الوجه بشكل أساسي في الطب الشرعي، للمساعدة في تحديد هوية الجسم عندما تكون وسائل تحديد الهوية الأكثر شيوعا، مثل التعرف على بصمات الأصابع أو تحليل الحمض النووي، غير مجدية.

أثارت الجدل

وأثارت المومياء الحامل الكثير من الجدل، إذ نشرت مجلة العلوم الأثرية في يناير الماضي مقالة علمية لأستاذة الأشعة التشخيصية بجامعة القاهرة، الدكتورة سحر سليم، خبيرة أشعة الآثار، عضو مشروع المومياوات المصرية التابع لوزارة السياحة والآثار المصرية، تدحض فيها فرضية الباحثين البولنديين.

وافترض الفريق البولندي في الدراسة الأولى التي نشرت بمجلة العلوم الأثرية، أنّ المسح الضوئي كشف أنّ المومياء التي كان يُعتقد أنها لكاهن في بادئ الأمر هي مومياء أنثى وضعت في “التابوت الخطأ”، وبداخلها جنين عمره ما بين 26 إلى 30 أسبوعًا، وأنّ الأم توفيت لأسباب غير معلومة.

أول مومياء مصرية حامل

تكذيب

وفنّدت اختصاصية الأشعة بجامعة القاهرة سحر سليم، في تصريحات سابقة لـ”سكاي نيوز عربية”، الأسباب التي دفعتها إلى الاعتقاد بعدم وجود جنين داخل المومياء.

وقالت سليم: إنها عندما قرأت الدراسة العلمية المنشورة عن المومياء الحامل، لم ترد مطلقًا على وسائل الإعلام حينها، وفضلت الرد من خلال نشر مقال علمي يفنّد الأخطاء التي وقع فيها علماء الآثار البولنديين.

وقالت سليم: ما اعتبروه جنينًا هو في الحقيقة عبارة عن لفائف تستخدم في التحنيط.